الصدر يهدد بهجمات انتحارية اشتباكات بين جيشه وقوات احتلال في كربلاء

تاريخ النشر: 23 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

هدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بشن هجمات انتحارية ضد القوات الاميركية في حال اقتحامها لمدينة النجف، فيما قتل جيش المهدي التابع له جنديا بولنديا خلال اشتباكات عنيفة في كربلاء. وفي الغضون، اعلنت وزارة الصحة العراقية إن 271 شخصا قتلوا منذ بدء المواجهات في الفلوجة. 

واعلن الزعيم الشيعي خلال القائه خطبة الجمعة في المسجد الرئيسي في مدينة الكوفة التي لجأ اليها اثر المواجهات الدامية بين جيش المهدي وقوات الاحتلال "ابلغني بعض الاخوة المجاهدين انهم يريدون القيام بعمليات استشهادية، لكنني اؤخر هذا". 

واضاف امام الاف المصلين "عندما نرغم على فعل هذا وعندما تهاجم مدينتنا ومواقعنا المقدسة، فسوف نصبح جميعنا قنابل مؤقتة في وجه العدو". 

وينشر الجيش الاميركي قوات قوامها نحو 2000 جندي خارج مدينة النجف، لكن مساعيه لاعتقال او قتل الصدر على خلفية مذكرة اعتقال بحقه لاتهامه بقتل الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي العام الماضي، تم تجميدها لاتاحة فرصة لمفاوضين من اجل ايجاد حل سلمي للموقف. 

ويقول القادة الميدانيون ان الجيش الاميركي ليست لديه نية في الوقت الحالي لدخول النجف او المواقع الشيعية المقدسة. 

مقتل جندي بولندي في اشتباكات بكربلاء 

وقد اشتبكت القوات متعددة الجنسية التي تقودها بولندا مع عناصر من جيش المهدي في كربلاء اليوم الجمعة، وقال شهود ان جنديا بولنديا قتل خلال ذلك. 

واوضح الشهود ان ميليشيا جيش المهدي التي تستخدم بنادق الية وقذائف صاروخية قتلت جنديا بولنديا ودمرت مركبتين عسكريتين في الاشتباكات التي دارت في وسط كربلاء على مسافة 110 كيلومترات جنوب غربي العاصمة العراقية بغداد. 

وأكد متحدث باسم قوة متعددة الجنسيات تقودها بولندا مسؤولة عن منطقة جنوب ووسط العراق وقوع تبادل لاطلاق النار قرب مقر مجلس المدينة.  

ولم يورد المزيد من التفاصيل ولم ترد أنباء فورية عن سقوط قتلى أو جرحى. 

الفلوجة  

الى ذلك، اعلن وزير الصحة العراقي خضير عباس إن 271 شخصا قتلوا وأصيب 793 آخرون منذ بدء المواجهات في الفلوجة التي تحاصرها القوات الاميركية منذ الخامس من الشهر الجاري. 

وما تزال الهدنة الهشة متماسكة بين القوات الاميركية والمقاتلين في المدينة. 

لكن قائد القوات الأميركية التي تحاصر المدينة هدد باجتياحها ما لم يسلم المقاتلون أسلحتهم الثقيلة حسب اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه مع أعيان المدينة.  

وقال إن أمام المقاتلين أياما وليس أسابيع لتنفيذ الاتفاق، محذرا من أن حصار الفلوجة لن يستمر إلى الأبد. 

ومع هدوء المدافع في الفلوجة بدأ الناس يبحثون عن جثث القتلى وسط انقاض البيوت المهدمة وعاد مدنيون نازحون إلى المدينة اليوم الجمعة. 

وفتش نحو 20 متطوعا الانقاض باستخدام المعاول والفئوس لاخراج الجثث من منازل سوت بالارض في قتال شرس بين مشاة البحريةالامريكية ومقاومين في وقت سابق من هذا الشهر. 

وقال شهود عيان انه تم انتشال ثلاث جثث من منطقة الجولان في المدينة. وعثر على سبع جثث الخميس. 

وعاد حفنة من الاف من سكان المدينة الذين غادروها هربا من المعارك بعد ان تم تفتيشهم عند نقاط امريكية في الضواحي الصحراوية. وتقع الفلوجة غربي بغداد. 

وكانت الفلوجة التي يبلغ عدد سكانها 300 الف نسمة معقلا لتمرد السنة طوال العام الماضي. ولم تشهد قتالا في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للاطاحة بصدام حسين لكن العداء للاميركيين تفجر بعد ان اطلقت القوات الاميركية النار على محتجين في نيسان/ابريل الماضي وقتلت نحو 15. 

وزاد الغضب في المنطقة التي يغلب على سكانها السنة في ايار/مايو الماضي عندما حل بول بريمر الحاكم الاميركي للعراق القوات المسلحة لصدام وفصل الاف من موظفي القطاع العام في محاولة لاجراء عملية تطهير من النظام البعثي السابق. 

والان تقول الولايات المتحدة انها ستعيد بعض الضباط وكبار المسؤولين في نظام صدام في تغيير لسياسة تطهير البلاد من البعثيين. 

وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان مراجعة هذه السياسية قد تؤدي الى السماح لبعض البعثيين السابقين بالانضمام إلى حكومة عراقية مؤقتة يجري تشكيلها بواسطة الامم المتحدة قبل الانتقال المزمع للسيادة الى العراقيين في 30 حزيران/يونيو. 

وفقد نحو 400 الف وظائفهم عندما حل بريمر القوات المسلحة وأجهزة الامن ووزارات الدفاع والاعلام. وتم تكوين جهاز لتلقي الطعون وسماع الدفوع المطالبة بالعودة لكن مسؤلوين امريكيين قالوا ان هذا الجهاز يعمل ببطء. 

غرينستوك: إحلال السلام كان يحتاج مزيدا من القوات  

الى هنا، وقال اول ممثل بريطاني في العراق جيريمي غرينستوك مساء الخميس ان اعادة السلام الى العراق كانت ستكون اسهل لو ارسلت قوات اضافية الى العراق.  

واوضح غرينستوك المنتهية ولايته في مقابلة مع "بي.بي.سي." ان اعادة الوضع الى طبيعته سيستغرق "سنوات" مشيرا الى "ارتكاب بعض الاخطاء". 

واوضح ان "تحليل ما كان سيحصل بعد النزاع لم يكن دقيقا اما التحاليل الصحيحة فلم تستخدم".  

وقال ان التحاليل الدقيقة توقعت "اعمال عنف ضد الائتلاف وانه في حال انتهاء مرحلة النزاع بشكل سريع ستبقى بعض الامور في النظام لتسمم المراحل المقبلة ويجب معالجتها بسرعة".  

وتابع غرينستوك يقول "الحدود بقيت مفتوحة وكان هناك تدفق للاسلحة في العراق من دون مراقبة. ومع البعد كان من الخطأ عدم التركيز على هذه الامور". 

واضاف "تتذكرون الجنرالات الاميركيين الذين قالوا اننا سنحتاج الى مئات الالاف من الجنود. كانت هذه القوات ستكون مفيدة فعلا لمعالجة النواقص".  

وينتشر حاليا نحو 135 الف عسكري اميركي في العراق.—(البوابة)—(مصادر متعددة)