الصفدي يحذر من تحويل الاردن لساحة صراع

تاريخ النشر: 29 أبريل 2024 - 06:00 GMT
اميركا تفضل امن اسرائيل واوكرانيا على حساب حلفاءها الاخرين
اميركا تفضل امن اسرائيل واوكرانيا على حساب حلفاءها الاخرين


في تحذيرات نارية اطلقها وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي، حيث حذر خلال جلسة حوارية ضمن أعمال مؤتمر يعقده «التحالف التقدمي» و«المنتدى الاجتماعي الديمقراطي العربي»، بعنوان «فهم الأزمة الفلسطينية ورسم مسارات السلام»، إن «الحرب على غزة حرب انتقامية على الشعب الفلسطيني وعلى أهل القطاع»؛ مشيراً إلى أن المواقف الدولية جميعها تغيرت و«الجميع يدرك الآن عبثية الحرب على غزة».
يؤكد الوزير الاردني المخضرم ان الحرب في القطاع ستؤجج الصراع بين ايران واسرائيل ، ويلمح الى ان الاجواء الاردنية ستكون في خطر حيث عبرت المسيرات والصواريخ الايرانية التي اطلقها الحرس الثوري على دولة الاحتلال الاجواء الاردنية.

يشعر الاردن انه دخل دائرة الخطر جراء الصراع الايراني الاسرائيلي المباشر، الحرب بين الطرفين المذكورين كانت تقتصر على مناوشات عبر وكلاء ايران، وبعندما طورت المعركة اكثر دخلت عصابات تهريب المخدرات والسلاح على خط المعركة، ونجح الاردن في السيطرة عليها، الا ان الامور وصلت الى تطور اكبر تمثل في انتهاك سيادتها الجوية وهنا ضربت عمان جرس الانذار.

وفق ما تفيده التقارير والتحليلات فان النوايا الغربية لا تشير الى الاهتمام المطلق بأمن الدول العربية وحلفاءها سواء كانت في بلاد الشام او دول الخليج، لقد جرت اوربا والناتو تحديدا ترسانتها العسكرية وفتحت مخازنا لخدمة اسرائيل واوكرانيا فقط، وبات امن الشرق الاوسط وراء ظهرها.
لم تكتف دول الناتو وعلى راسها الولايات المتحدة وقف تصدير اسلحة دفاعية الى دول الشرق الاوسط، بل اقدمت على "نزع" هذا السلاح الذي قدمته سابقا من اجل ترحيله لخدمة اوكرانيا في مواجهة روسيا، بالتالي باتت الدول الحليفة للغرب في موقف محرج، عارية، غير قادرة على حماية اجواءها عندما جاء خطر الحرب الايرانية الاسرائيلية المباشرة، واصبحت تلك الدول في قلب المعركة، لا تمتلك الاسلحة والصواريخ الاعتراضية المناسبة لحماية اجواءها فيما كانت مرغمة تحت الضغوط الاميركية والغربية على ترحيل ترسانتها الدفاعية لحماية اوكرانيا والتي غالبا قام جيشها ببيع تلك الاسلحة الى متطرفين في سورية والعراق عن طريق تجار السوق السوداء.

يشار الى انه وفي بداية العام الجاري وتحديدا في يناير منه، قصفت مليشيات موالية لايران قاعدة على الحدود الاردنية السورية ، اسفر الهجوم عن مصرع 3 اميركيين، لم يكن هناك اي دفاعات جوية او امكانيات للتنبؤ في الغارة او صدها، ليتضح فيما بعد ان هناك فراغ من الصواريخ والاسلحة المضادة للاهداف الجوية، في دول الشرق الاوسط  علما ان دول المنطقة المقربة من الغرب باتت بحاجة لها سيما في ظل التهديد الايراني باستهدافها مستقبلا.
في جميع الاحوال من الاجدى على الدول العربية التي تقيم علاقات قوية مع اميركا والناتو ان تبقى على صف الحياد في هذه المرحلة، ليس من مصلحتها الانجرار الى صف على حساب الاخر، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الايرانية الاسرائيلية، او الروسية الاوكرانية وان كان هناك هدف موحد لاميركا التي تتجه لدعم حلفاءها المقربين الثناني (نتنياهو- زيلينسكي) على حساب استقرار الدول الاخرى