يكاد اشهر العرافين في روسيا يجمعون على نتيجة واحدة لحرب اوكرانيا، وهي انتصار بلدهم ورئيسها فلاديمير بوتين، وبروز عالم جديد تتسيده موسكو، وفي المقابل، يقدم نظراؤهم في كييف توقعات مغايرة تماما.
إيلينا كوروليفا، وهي عرافة وأستاذة في فقه اللغة، والتي اشتهرت بتوقعاتها بين سكان سانت بطرسبرغ، هي احد من تنبأوا بانتصار موسكو في الحرب.
وتؤكد العرافة التي تتقاضى نحو ثمانين دولارا عن كل استشارة أنّ "الكارثة العالمية ستشتد في سبتمبر، لكنّ روسيا ستخرج منها مستقرةً ومزدهرةً".
ومن جهته ايضا، يؤكد كونستانتين داراغان، الذي بات عرافا بارزاً في موسكو نتيجة تنبؤه بحصول جائحة كوفيد-19، ان روسيا "ستصبح مركز العالم" بعد انتهاء الحرب، ولن تكون منبوذة عالمياً، كما يريد لها الغرب.
ويشدّد داراغان (49 سنة) على أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي هو من سيخسر، و"سيكون آخر رئيس لأوكرانيا بحدودها الحالية".
وداراغان قدّم في الماضي نصحا لوزراء ومصرفيين وأعضاء في أجهزة المخابرات الأوكرانية.
ومع بدء الحرب، تلقت حساباته عبر مواقع التواصل أسئلة كثيرة منها: "هل ستتعرض موسكو للقصف؟ هل ستصاب دول البلطيق بالذعر؟ كيف ستكون ردة فعل بولندا؟"...
وقد تضاعف عدد طلاب مدرسته في "علم التنجيم الكلاسيكي" في موسكو، منذ بدء الحرب وباتت تضم نحو 200 طالب.
وتشرح أنّا ماركوس، وهي طالبة في مدرسة دراغان في الخمسينات، أنها تبحث في النجوم من أجل إيجاد "منطق للأحداث التي تُسجل على الأرض".
وتقول المرأة، وهي حرفية في صنع السيراميك، بينما تحمل "خارطة نجوم" تثبت، بحسب قولها، مسؤولية الولايات المتحدة في ما يحصل، "اعتُبرت روسيا المذنبة الوحيدة في الصراع، لكن من الواضح أنّ هناك دولة أخرى هي المذنبة الفعلية".
بوتين "لن يصمد"
في أوكرانيا، تظهر النجوم للعرافين عكس ما تبيّنه في موسكو.
العراف فلاد روس، الذي ازداد ظهوره الإعلامي خلال الحرب، يردد أنّ فلاديمير "بوتين مريض (..) ولن يصمد بعد مارس 2023".
أما العرافة الأوكرانية الشهيرة أنجيلا بيرل، فتؤكد في مقطع فيديو أنّ "زحل في فلك روسيا ضد أورانوس الموجود في فلك أوكرانيا، ما يشير إلى أنّنا سننتصر قريباً".
ويلجأ الأوكرانيون إلى العرافين الان بحثاً عن إشارة عن ما إذا كان أحباء لهم سينجون على الجبهة، أو إن كان عليهم مثلا الهروب مع تقدم القوات الروسية.
وتقول العرافة أولينا أومانيتس (38 سنة) إنّ الأوكرانيين يريدون "معرفة احتمال وقوع حرب نووية، أو إن كان عليهم مغادرة بلادهم، أو إن كان أحباؤهم في خطر".
وتؤكد أومانيتس وهي موسيقية سابقة التي لجأت إلى سويسرا برفقة ابنيها أنّ "الحرب ستطال الأراضي الروسية في مارس 2023".
وبعدما كانت كريستينا (46 سنة)، وهي منتجة تلفزيونية تعيش في كييف، قلقة على زوجها الذي يقاتل في الخطوط الأمامية وانقطعت أخباره، طمأنتها المنجمة على وضعه من خلال استشارة قدّمتها لها عن بعد، تقاضت مقابلها 100 دولار.
وكتبت كريستينا، صباح أحد أيام يونيو، رسالة لأومانيتس، قالت لها فيها "اتصل بي زوجي للتو، ويشكر الله على نجاته بعد الليلة الماضية".
