دفعت نتائج الانتخابات في سورية والازمة الداعشية في العراق عدة دول ومنظمات للتفكير في لتغيير موقفها في برهان على ان النظام القائم في دمشق مايزال صامدا رغم تكالب القوى الدولية عليه.
ويبدو ان ثمة توجهات في الوقت الراهن لدى بعض القوى المعارضة للنظام لاعادة ترتيب اوراقها الداخلية بعد ان شعرت بان الخطر هو من الاجانب والغرباء الذين جاؤوا الى سورية من كل اسقاع العالم، حيث اتضح انهم الخطر الحقيقي على الدولة المستقبلية وكارثة حقيقية على التقدم واعادة البناء.
المعارضة السورية باتت تحارب الاجانب خاصة القادمين تحت راية الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذي لن يتوقف خطرهم في سورية او العراق بل سيصل الى جميع دول المنطقة في الاردن والسعودية واوربا ايضا ان لم يكن هناك حربا حقيقية ضدهم.
لقد ظهر واضحا ان الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن تقدم داعش وهزيمتها لقوات المالكي، فالسياسة الاميركية فشلت على مدار 10 سنوات من تاريخ اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من وضع رئيس حكومة حقيقي وجاءت بنوري المالكي المعروف بفسادة وطائفيته
تتحكم الادارة الاميركية بجماعات متطرفة وتمولها لفرض حقائق على الارض بموجبها يتم تقسيم بلاد واسقاط انظمة وتدمير دول، وهو ما انتبهت اليه شريحة واسعة من المعارضين في سورية بالتالي ايقنت ان الخطر ياتي من الخارج افرادا وجماعات ودول.
لقد تاخرت الولايات المتحدة في التدخل ضد المعارضة المتطرفة في العراق وهو ما يدل عن رضاها على ما يجري ورغبتها في اشعال ازمة عسكرية تطيح بنوري المالكي بهدف اضعاف الشيعة وتقسيم العراق كما يجري حاليا الاعداد له، فقد سارع رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني للسيطرة على كركوك التي سيخرج منها آخر برميل نفط في العالم، وضمها للاقليم الكردي الذي سيستقل عن العراق الام وفق استطلاعات الراي والاستفتاء المنتظر.
تعمل الولايات المتحدة على اخراج غالبية الاراضي العراقية من تحت السيطرة الايرانية بالتالي يكون بامكانها توقيع الصفقات والعقود التجارية والنفطية مع دولة كردستان المستقرة والنفطية.
لقد بات العراق تحت المقص الاميركي وتقسيمه قاب قوسين او ادنى في ظل صمت عربي وغياب كامل عن المشهد، في الوقت الذي كان التدخل العربي بارزا في الاستنجاد بالعسكري الاميركي لاسقاط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.