ذكر تقرير صحفي الثلاثاء أن المتشددين الاكراد سيعلنون وقفا للقتال مع الدولة التركية في شباط /فبراير وفقا لجدول زمني لعملية سلام وليدة تهدف إلى انهاء تمرد مستمر منذ 28 عاما.
وبدأ مسؤولو مخابرات أتراك محادثات مع عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني السجين في اواخر عام 2012 وقالت صحيفة حريت إن محادثات عقدت ايضا مع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق حيث يتمركز معظم متمردي الحزب.
وقتل أكثر من 40 ألف شخص في المعارك منذ ان حمل المتمردون الاكراد السلاح في عام 1984 بهدف اقامة دولة كردية في جنوب شرق تركيا. وتصنف أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية.
ويمثل هذا الصراع المشكلة الداخلية الرئيسية التي تواجه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بعد عشر سنوات في السلطة.
وقالت الصحيفة "وفقا للجدول الزمني المطروح سيعلن حزب العمال الكردستاني قراره بوقف العمليات القتالية في فبراير بعد نداء رسمي من عبد الله أوجلان."
وقالت صحيفة حريت اليومية انه في خطوة أولى لبناء الثقة سيقوم نحو 100 مقاتل من حزب العمال الكردستاني بالقاء السلاح والانسحاب من الاراضي التركية.
وعندما سئل روج ويلات المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني بشأن هذا التقرير قال إن الحزب لم يعلن بعد أي وقف لاطلاق النار.
وقال ويلات لرويترز عبر الهاتف "حزب العمال الكردستاني لم يصدر عنه رسميا مثل هذا الاعلان في الوقت الراهن." وأضاف "لا توجد مثل هذه المعلومات لدينا."
وأعلن المتمردون الاكراد وقف اطلاق النار من جانب واحد مرات عديدة في الماضي لكن قوات الامن التركية كانت تتجاهله.
ووفقا لاطار للسلام تم بحثه مع أوجلان سيلقي جميع مقاتلي حزب العمال الكردستاني في نهاية الامر السلاح بعد الانسحاب من تركيا وفي المقابل تقوم الحكومة من جانبها بتحسين حقوق الاكراد الذي يشكلون 20 في المئة من تعداد سكان تركيا البالغ 76 مليون نسمة.
وفي اطار هذه الاصلاحات أقر البرلمان التركي في الاسبوع الماضي قانونا يسمح للمتهمين باستخدام اللغة الكردية في المحاكم في اجراء ينظر اليه على انه انفراجة في محاكمات مئات الاشخاص المتهمين بأن لهم علاقة بحزب العمال الكردستاني.
ويعتقد أن أردوغان وبضعة مسؤولين فقط لديهم معلومات مباشرة باطار اتفاق السلام. ولم يكشفوا عن تفاصيل الخطة أو ينفوا تقارير بشأنها في وسائل اعلام لها صلة وثيقة بالحكومة.
ومع أخذ الانتخابات المحلية والرئاسية التي ستجرى العام القادم في الاعتبار فانه يصبح أمام أردوغان وقتا محدودا وهو حريص على ابقاء العملية في طي الكتمان بسبب مخاوف من ردود فعل عكسية من جانب القوميين ازاء المحادثات مع جماعة يشعر غالبية الاتراك بكراهية شديدة لها.
وقالت صحيفة راديكال الليبرالية اليومية انه من المقرر ان يسافر وفد من مسؤولين كبار من وكالة المخابرات التركية ربما يضم رئيسها خاقان فيدان في ابريل نيسان الى اربيل في شمال العراق لاجراء مزيد من المحادثات مع حزب العمال الكردستاني في الاسبوع القادم
ومن بين الذين يتوقع ان يشاركوا في هذه المحادثات صبري اوك وهو شخصية بارزة في حزب العمال الكردستاني شارك ايضا في محادثات السلام التي جرت في اوسلو. وكشف النقاب عن تلك المفاوضات في عام 2011 عندما تم تسريب تسجيلاتها الى وسائل اعلام تركية.
ويتوقع ان يراقب ممثلون من منظمات غير حكومية الانسحاب المزمع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني من الاراضي التركية.
وكان المتمردون قد انسحبوا في السابق من الاراضي التركية بناء على اوامر من أوجلان بعد القاء القبض عليه في عام 1999 في اطار تحركات نحو السلام. غير ان قوات الامن قتلت عدة مئات من المتمردين اثناء الانسحاب.
وفي اطار جهود فيما يبدو لتخفيف قلق حزب العمال الكردستاني من ان يحدث نفس الشيء هذه المرة وعد أردوغان هذا الشهر بأن ذلك لن يحدث.