الغارديان: وزارة الدفاع البريطانية قد تواجه دعاوي بسبب مقتل عراقيين بأيدي بريطانية

تاريخ النشر: 21 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قالت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم السبت ان وزارة الدفاع البريطانية قد تواجه سلسلة من الدعاوى القضائية بعد مقتل ما لا يقل عن 18 مدنيا عراقيا قالت أن جنودا بريطانيين قتلوهم.  

وأضافت الصحيفة ان هذه الحالات لم يتم الاعلان عنها من قبل ولها صلة بحوادث قتل فيها عراقيون عندما أطلقت النار عليهم بطريق الخطأ أو انهم كانوا مجرد مارة أبرياء. 

وقال فيل شينر الذي تعمل مؤسسته القانونية بشأن هذه القضايا ان هؤلاء العراقيين الثمانية عشر ليسوا سوى قمة جبل الجليد. وأردف قائلا للصحيفة كلهم فقدوا أقارب وأحباء في ملابسات ينحى فيها بوضوح باللائمة على القوات المسلحة البريطانية وغالبا بسبب اطلاق النار على الناس بطريق الخطأ. 

على الحكومة أن تتحرك بشكل فوري لاجراء تحقيق مستقل لتحديد السبب الدقيق وراء حالات الموت تلك. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية انها لا تستطيع التعليق على دعاوى قضائية محتملة ولكنها أضافت أنه سيجري التحقيق فيها اذا تم تسلمها. 

وقالت جارديان ان الوزارة رغم رفضها قبول المسؤولية القانونية فقد عرضت ودفعت بعض التعويضات لبعض من تلك العائلات ولكن محامين رأوا أن المبلغ صغير جدا ويستعدون لمقاضاة الوزارة في المحاكم المدنية في بريطانيا. 

وقبل عشرة أيام قالت وزارة الدفاع انها تحقق في عدد من الحوادث المنفصلة التي كان جنود بريطانيون طرفا فيها وزعم أنهم أساءوا معاملة أسرى حرب عراقيين . 

وجاء هذا الاعلان بعد أن قالت صحيفة ان جنديا بريطانيا ضرب أسيرا عراقيا حتى الموت . 

تعذيب الاسرى 

وكانت صحيفة "ذا صن" البريطانية اكدت في عددها الخميس أن عددا من الجنود البريطانيين فى العراق قاموا بصورة منتظمة بضرب وركل عدد من الاسرى العراقيين. ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله إن الاسرى كان يجرى إيقافهم على أقدامهم لمدة طويلة جدا إلى أن يسقطوا واحدا بعد الاخر على الارض وإن أحدهم توفي تحت وطأة التعذيب.  

وكشفت الصحيفة أن عددا من الجنود البريطانيين فى العراق قاموا بتعذيب عدد من الاسرى العراقيين الذين كانت رءوسهم مغطاة الامر الذي أدى إلى وفاة أحدهم في أحد المعتقلات البريطانية بالقرب من مدينة البصرة.  

ونقلت الصحيفة عن جندي بريطاني كان شاهدا على عمليات التعذيب والضرب قوله إنه شهد تعامل الجنود البريطانيين مع تسعة معتقلين عراقيين جرى اعتقالهم بتهم أنهم يقومون بعمليات قطع الطريق.  

وقال الجندي البريطاني الذي رفض الإفصاح عن اسمه إن الاسرى جرى إيقافهم على أقدامهم لمدة طويلة للغاية رافعين أيديهم قسرا فوق رؤوسهم، حيث أمروا أن يواصلوا الوقوف إلى أن سقطوا واحدا تلو الاخر على الارض من شدة التعب.  

وشدد الجندى البريطاني، الذي لم تشر الصحيفة إلى دوافعه للإدلاء بتلك الاعترافات، على أن الجنود البريطانيين كانوا يركلون ويضربون ويعتدون بكل وسائل الاهانة على الاسرى من دون توقف مؤكدا أن المعتقلين كانوا يطلبون الرحمة ويستجدونها ويبكون ويصرخون إلى درجة أن أصواتهم كانت تصل إلى ثكنات الجنود البريطانيين الاخرين.  

وأشار إلى أن المعتقل العراقي الذي مات وجدت جثته في أحد الحمامات التابعة لمعسكر الاعتقال وأنه وصل لمرحلة لم يستطع أن يمشى أو حتى أن يقف لفترة بسيطة. وأضاف قائلا "لقد رأيت هذا الشخص قبل وفاته بفترة بسيطة جدا كان به كدمات وكان السواد يغطى مساحات واسعة حول عينيه وأنه بعد وفاته كان فكه في غير مكانه.  

وأكد أن باقي المعتقلين كانوا عرضة للممارسات نفسها، التي تعرض لها العراقي الذي مات من الضرب والركل والتعذيب على أيدي البريطانيين.  

وأوضح الجندى البريطاني أنه عندما تبدأ جولة الضرب يقوم بعض الجنود بركل المعتقلين على بطونهم وهم على الأرض.  

وتحدث الجندي البريطاني كيف كان زملاؤه يضحكون ويسخرون من هؤلاء المعتقلين الذين وصلت حالتهم حد قضاء حاجاتهم البشرية في ملابسهم، من شدة الخوف والترهيب. بل وتحدث كيف أجبر هؤلاء على شرب بولهم لمزيد من الإمعان في إهانتهم والتنكيل بهم، علما أن التحقيقات لاحقا أكدت براءتهم جميعا من أعمال معادية للقوات البريطانية.  

وأضاف شاهد الحادثة كيف كان بعض زملائه في غرف مجاورة غير قادرين على النوم من شدة صرخات المعتقلين. وقال "لقد كان هؤلاء المعتقلين مقيدون بطريقة بشعة، تمنع حتى الدورة الدموية من العمل بطريقة عادية، بين مقيد إلى الخلف، وبين معصوب العينين، وآخر محكم بثلاثة قيود معا.  

وقالت الصحيفة نقلا عن شاهد العيان "لقد تعاملوا معهم بوحشية، كأنهم يتعاملون مع حيوانات". وأضاف "أشعر بنفسي منذ تلك اللحظة غير طبيعي، وسأعيش مسكونا بهذه الحادثة بقية عمري، أحس أحيانا بالذنب أنني لم أستطع إنقاذ هؤلاء مما تعرضوا له على يد زملائي".  

وشدد على ضرورة معاقبة كل الذين تورطوا في الحادثة، وأنه لا يجب التغطية على هؤلاء الجنود، قائلا "إنهم مجرمو حرب".  

وذكرت "ذا صن" التي توزع أكثر من 4.5 مليون نسخة يوميا في بريطانيا أنه لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يجرى السماح بمرور هذه المخالفات البشعة التي يرتكبها الجنود البريطانيون الذين من الواجب عليهم أن يكونوا مثالا يحتذي لبقية الجنود الاجانب الذين يخدمون في العراق.  

وحاولت الصحيفة الحصول على تعليقات من وزارة الدفاع البريطانية إلا أن المسئولين فيها رفضوا التعليق تماما على هذه القضية بحجة أن التحقيقات جارية بهذا الخصوص.  

ومن جانبه أكد مسؤول في منظمة العفو الدولية أنه يتعين على قادة الجيش البريطاني أن يتكفلوا شخصيا بالتحقيق في مثل هذه الممارسات القبيحة. وتساءل كيف يمكن أن يقوم الجنود البريطانيون بهذه الممارسات ولندن تدعى الانسانية والحفاظ عليها.  

وطالب المسئول بضرورة أن يتضمن التحقيق الاسرى الاخرين الذين يتعرضون للركل والتعذيب لا أن تتركز القضية فقط حول ظروف وفاة معتقل عراقي واحد.  

وكانت صحيفتا "الغادريان" و"الاندبندنت" نشرتا مؤخرا قصصا مشابهة عن الجنود البريطانيين وطالبتا بالتحقيق حيث اضطرت وزارة الدفاع للإعلان بأن التحقيقات جارية وأن الجنود الذين ارتكبوا المخالفات والتجاوزات سوف يحالون إلى المحاكمة العسكرية—(البوابة)—(مصادر متعددة)