الغرب يمارس ضغوطا غير فاعلة على موسكو وبكين بشأن سوريا

تاريخ النشر: 12 مارس 2012 - 08:42 GMT
كلينتون ولافروف خلال لقاء في الامم المتحدة
كلينتون ولافروف خلال لقاء في الامم المتحدة

دعت الدول الغربية الاثنين خلال اجتماع في مجلس الامن الدولي مجددا روسيا والصين الى العمل معها على انهاء اعمال العنف في سوريا لكن يبدو ان القوتين العظميين متمسكتان بموقفهما.
وقطع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الطريق على هذه الضغوط معتبرا امام مجلس الامن ان العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من اجل تغيير النظام في سوريا والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سوريا، تشكل "وصفات خطرة للتلاعب الجيوسياسي".
وكان اجتماع مجلس الامن مخصصا اصلا للربيع العربي لكن الوضع في سوريا "القى ظلالا كبيرة على النقاش" كما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي تراس الجلسة.
ووجه هيغ ونظيره الفرنسي الان جوبيه ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نداءات الى روسيا والصين اللتين عطلتا باستخدام حق النقض قرارين اممين منذ بداية الازمة في سوريا قبل عام.
ودعا جوبيه "الصين وروسيا الى الانصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا" في ادانة القمع في سوريا.
واعتبر جوبيه ان على السلطات السورية ان "تحاسب على افعالها امام القضاء" الدولي، ودعا الى "اعداد الظروف لاحالة" الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية.
وطلب وليام هيغ من مجلس الامن التحلي "بالوحدة ولعب دور قيادي" مبديا اسفه لان المجلس "فشل حتى الان في تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري".
وقالت كلينتون خلال الاجتماع "على المجتمع الدولي ان يقول بصوت واحد، من دون تردد (...)، ان عمليات قتل السوريين الابرياء يجب ان تتوقف وان تبدا عملية الانتقال السياسي"، داعية الى تاييد مبادرة الحل التي قدمتها جامعة الدول العربية.
وبالمثل دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الى دعم مهمة الامين العام السابق وموفده الى سوريا كوفي انان. وقال "ادعو مجلس الامن الى العمل بشكل موحد لوضع حد للعنف ودعم مهمة انان لمساعدة سوريا على تجنب كارثة اكبر".
ولكن هذه الدعوات لم تقنع لافروف الذي اقر مع ذلك بان "السلطات السورية تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية عن الوضع الحالي".
الا ان لافروف اكد ان التغييرات في العالم العربي "لا يمكن بلوغها عبر خداع المجتمع الدولي ولا عبر التلاعب بمجلس الامن"، في الازمة السورية، كما حصل سابقا في ليبيا.
وانتقد كل وسائل الضغط التي تمارس على دمشق بدءا من "المطالبة بتغيير سريع للنظام، وفرض عقوبات منفردة هدفها وضع النظام في موقف صعب وخلق توتر اجتماعي وتشجيع المعارضة على مواصلة المواجهة مع السلطات بدلا من التشجيع على الحوار".
وقال ان كل هذه "الوصفات الخطرة" ليس من شانها سوى ان تسهم في "اطالة امد النزاع".
ودعا لافروف الى "وقف اعمال العنف من اي مصدر كان"، سواء كان من النظام او المعارضة، واضاف ان موسكو "تدعم بقوة" مهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي انان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا.
وقال لافروف لاحقا امام الصحافيين ان "سوريا لم تقف مكتوفة الايدي" حيال الوضع في سوريا، "نحن على اتصال منتظم مع الحكومة السورية".
ومن جانبه، اعلن السفير الصيني لي باودونغ ان بلاده تعارض اي تدخل عسكري واي محاولة لتغيير النظام في سوريا، مشددا على ضرورة "التحاور مع كافة الاطراف على قدم المساواة".
ولكن جوبيه قال للصحافيين "لا نقبل بان يتساوى الجلادون مع الضحايا"، مضيفا ان الدول الغربية لن تقبل باستمرار الوضع السياسي على حاله في سوريا.