الفلسطينيون مستاءون من بلير والعربي يدعو لتكثيف الدعم لهم في حال وقف المساعدات الاميركية

تاريخ النشر: 02 أكتوبر 2011 - 05:57 GMT
توني بلير مبعوث السلام الدولي في الشرق الاوسط (الى اليمين) مع سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني أثناء اجتماع في الامم المتحدة بنيويورك
توني بلير مبعوث السلام الدولي في الشرق الاوسط (الى اليمين) مع سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني أثناء اجتماع في الامم المتحدة بنيويورك

عبر مسؤولون فلسطينيون عن استيائهم من انحياز توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية لاسرائيل، فيما دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الدول العربية الى تكثيف مساعداتها للفلسطييين في حال وقف المساعدات الاميركية لهم.
ووصف بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني والعضو بمنظمة التحرير الفلسطينية بلير يوم الاحد بانه "موظف صغير لدى الحكومة الاسرائيلية" وليس مبعوثا محايدا للرباعي الذي يضم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا.
وتحدث الصالحي عن اتجاه متزايد في القيادة الفلسطينية لمقاطعة بلير بعد أن "فقد مصداقيته".
وتتزامن مقترحات غير رسمية بضرورة تعيين شخص اخر مكان بلير مع محاولة فلسطينية للحصول على عضوية الامم المتحدة واقامة دولة فلسطينية رغم معارضة قوية من جانب اسرائيل والولايات المتحدة الداعم الرئيس لها.
ولا يوجد طلب رسمي لرباعي الوساطة للسلام في الشرق الاوسط باستبعاد بلير كمبعوث لهم لكن بعض المسؤولين الفلسطينيين قالوا للصحفيين في مطلع الاسبوع انهم ضاقوا ذرعا بما يعتبرونه انحيازه لاسرائيل.
وأعلنت اسرائيل يوم الاحد قبولها لاقتراح الرباعي باستئناف محادثات السلام خلال شهر. وأكد الفلسطينيون مجددا انه لن تكون هناك مفاوضات الى أن توقف اسرائيل جميع الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال نبيل شعث مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات للصحفيين يوم السبت ان بلير اصبح الان "قليل الفائدة بالنسبة الينا".
لكن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قال انه لا يوجد طلب رسمي لمقاطعة بلير او التقدم بطلب لتعيين شخص اخر بدلا منه.
وقال متحدث باسم بلير ان العمل الدبلوماسي يتواصل كالمعتاد وانه ليس على علم بأي شكاوى رسمية تجاه عمله كمبعوث لرباعي السلام بالشرق الاوسط. ويمثل بلير الرباعي منذ عام 2007.
وقال المتحدث باسم بلير "من الاتصالات التي أجراها توني بلير مع كبار (المسؤولين) الفلسطينيين في الايام القليلة الماضية فان العمل يسير بشكل طبيعي."
واضاف "تركيزنا على ...العودة الى المحادثات المباشرة بين الجانبين. مهمة ممثل الرباعية هي التفاعل مع الجانبين."
وقال الصالحي "أعتقد ان توني بلير أصبح شخصا غير مرحب به. لقد فقد مصداقيته وهو يجعل اللجنة الرباعية ضعيفة أكثر مما هو الحال."
وأضاف المسؤول الفلسطيني "لقد تجاوز بلير طبيعة مهمته التي تملي عليه ان يكون محايدا. انه ليس محايدا."
وقال لرويترز عبر الهاتف من غزة "لا يوجد احد في أوساط القيادة الفلسطينية لا يشكك بمصداقية بلير."
ولم يعلق غسان الخطيب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في رام الله على ما يثار بشأن بلير.
لكن شعث عبر عن خيبة امل واضحة.
وقال ان الجانب الفلسطيني اعتقد ان بلير سيثري ذلك المنصب وسيكون داعما حقيقيا للفلسطينيين ولكن مع مرور الوقت تقلص دوره الى مطالبة الاسرائيليين بتحريك الجدار العازل في الضفة الغربية هنا أو هناك.
وقال نبيل شعث ان بلير اغفل جميع المتطلبات السياسية لمنصبه كممثل للرباعي وانتهى به الامر بدعم قرار الرباعي الذي يردد ما يريده الاسرائيليون.
واضاف شعث ان بلير بدأ يتحدث في الاونة الاخيرة وكأنه دبلوماسي اسرائيلي واصبح شاغله الوحيد هو عدم اغضاب الاسرائيليين ولهذا فانه يروج لبرامجهم ومشروعاتهم واذا كان يفعل ذلك فانه يصبح "قليل الفائدة بالنسبة الينا."
ونفى شعث اتخاذ اي اجراء لاعتبار بلير شخصا غير مرغوب فيه.
لكن مسؤولا فلسطينيا بارزا قال في تعليقات غير رسمية ان هناك "استياء شديدا بين الزعماء الفلسطينيين من بلير. هناك انتقادات كبيرة لسياساته."
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "لم يوافق بلير قط على اي شيء تكون اسرائيل غير راضية عنه."
المساعدات الاميركية
الى ذلك، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد الدول العربية الى تكثيف مساعداتها للفلسطييين في حال وقف المساعدات الاميركية لهم.
وقال العربي عقب لقاء مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات انه "من الضروري أن تكثف الدول العربية مساعدتها المالية لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة التهديدات بقطع المساعدات عنه".
واعلن مصدر في الكونغرس الاميركي السبت ان اعضاء في الكونغرس يعرقلون تقديم مساعدة اقتصادية بقيمة 200 مليون دولار الى الفلسطينيين، ردا على الطلب الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة.
وقال هذا المصدر مؤكدا خبرا نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، ان المساعدة ستبقى مجمدة "حتى حل هذه المسألة".
وكانت الصحيفة كتبت ان هذا القرار "يتعارض مع رغبات الادارة الاميركية ويترجم غضب الكونغرس على الرئيس الفلسطيني محمود عباس".
وكان عدد من اعضاء الكونغرس تطرقوا خلال الايام الاخيرة الى احتمال اعادة النظر في المساعدة الاميركية للفلسطينيين وحتى في المساهمة المالية الاميركية للامم المتحدة، بعد ان تقدم الرئيس عباس بطلب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة.
وشدد العربي على انه "من حق الفلسطينيين أن يكون لهم دولة عضو كامل في الأمم كما لكل شعوب العالم" مشيرا إلى أن "شهادة ميلاد إسرائيل هي شهادة ميلاد فلسطين إذ أن إعلان دولة إسرائيل يقول إنها تقوم بناء على قرار الأمم المتحدة الذي ينص على إنشاء دولتين".
واعتبر الامين العام للجامعة العربية ان "الموقف الفلسطيني فيه وضوح رؤية فالهدف هو الحصول على دولة كاملة العضوية، اما كيف يمكن تحقيق ذلك، فمن خلال طرق كل الأبواب، وهذا يحتاج إلى نفس طويل ولا بد من إعطاء القيادة الفلسطينية الوقت الكافي وهذا من حقهم".
من جهته، اكد عريقات تعليقا على التهديدات بتجميد المساعدات الاميركية ان "الشعب الفلسطيني يرفض الابتزاز بالمساعدات المالية أو المساومة على حقه في الحصول على عضوية الأمم المتحدة وكذلك حقه في تقرير المصير والحفاظ على هويته".
وقال "إننا نثمن المساعدات الأميركية، ولكن أن يتم ابتزازنا ومساومتنا على حق تقرير المصير والقدس وهويتنا العربية الإسلامية فهذا أمر غير مقبول".
وشدد على "إننا لا نذهب إلى صراع أو مواجهة مع أحد سواء الولايات المتحدة او غيرها"، مضيفا "نحن مع المفاوضات ولكن الذي أخرج المفاوضات عن مسارها هو رئيس الوزراء الاسرائيلي" بنيامين نتانياهو.
وأشار إلى أن بيان الرباعية "يؤكد على الالتزام بالشروط الواردة في خطة خارطة الطريق ومنها وقف الاستيطان بما فيه ما يسمى النمو الطبيعي و الاستيطان داخل القدس والموافقة على حل دولتين" معتبرا ان "جواب نتانياهو على هذا البيان تمثل في 1100 لا عندما طرح عطاءات 1100 وحدة استيطانية (في القدس الشرقية)".
واعلن نتانياهو الاحد ترحيبه بدعوة الرباعية الى استئناف التفاوض غير ان الفلسطينيين لا يزالون يصرون على التزام علني بوقف الاستيطان قبل الدخول في مفاوضات جديدة.