يقول سياسيون فلسطينيون ان خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في الامم المتحدة الاربعاء وضع الفلسطينيين خارج ربيع الثورات العربية، وحرمهم من حق المشاركة فيه لنيل حريتهم ودولتهم.
وقال مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية لوكالة فرانس برس "اوباما من خلال خطابه وضع نفسه والادارة الاميركية في مواجهة مع الشعب الفلسطيني، لان اي طرف يساند اسرائيل في استمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية يتعارض تلقائيا مع الشعب الفلسطيني".
وبحسب البرغوثي فان الرئيس الاميركي "وضع نفسه في مواجهة مع العالم" مشيرا الى ان خطابه في الامم المتحدة لم يجد تأييدا واسعا من قبل الدول الاعضاء. وايدت الولايات المتحدة كافة الثورات التي جرت في الدول العربية، بل واسهمت عسكريا في مساندة الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي.
ودعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت في كلمة القاها امام المشاركين في التظاهرة، الشعوب العربية الى التظاهر الجمعة امام السفارات الاميركية احتجاجا على خطاب اوباما. وقال رأفت "يجب ان تخرج الشعوب العربية لتقول لا لاوباما ونعم لفلسطين عضوا في الامم المتحدة". واضاف المسؤول الفلسطيني "لقد فاوضنا عشرين عاما حتى وصلنا الى طريق مسدود بفعل سلطات الاحتلال". وكان الرئيس الاميركي اعلن في خطابه الاربعاء في الامم المتحدة، معارضة ادارته لتوجه الفلسطينيين الى مجلس الامن للحصول على عضوية كاملة في الامم المتحدة، مؤكدا موقف الادارة الاميركية الداعي الى مواصلة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بدلا من التوجه الى مجلس الامن. واكد اوباما في خطابه حرص الولايات المتحدة على مساندة وحماية اسرائيل. وقال صبري صيدم، القيادي في حركة فتح لوكالة فرانس برس "الرئيس الاميركي تغنى بالديموقراطية التي جرت في الدول العربية، ولكنه امتنع عن السماح بها للشعب الفلسطيني لكي يتحرر من الاحتلال، بل واعطى من خلال خطابه شرعية للاحتلال الاسرائيلي".
واضاف "تأذى الشعب الفلسطيني كثيرا من خطاب الرئيس الاميركي، خاصة وانه برر وجود الاحتلال، وفي الوقت نفسه اثبت بان اميركا لا يمكن لها ان تكون راعيا محايدا لعملية السلام، وهذا ما يحتم على القيادة الفلسطينية استمرار تمسكها بالتوجه الى الامم المتحدة للمطالبة بالحق الفلسطيني".
وقال نمر عطية، الذي يعمل مديرا عاما في السلطة الفلسطينية "اميركا ساندت هذه الثورات ليس لانها تؤيد الديموقراطية كما تدعي، انما لان مصالحها الخاصة تقتضي مساندة هذه الثورات".
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس "مصلحة الرئيس الاميركي فيما يخص قضيتنا في الامم المتحدة، هي ان يحافظ على وضعيته في الانتخابات الاميركية المقبلة وضمان الصوت اليهودي من خلال مواصلة مساندته لاسرائيل". وحمل وكيل وزارة الاعلام في السلطة الفلسطينية الكاتب المتوكل طه بشدة على الرئيس الاميركي باراك اوباما قائلا "خطاب اوباما اشعرني وكانه من اليهود الفلاشا يعيش في مستوطنة اسرائيلية او غيتو هو الكونغرس الاميركي".
واضاف المتوكل "42 فيتو استخدمتها الولايات المتحدة حتى الان لمساندة اسرائيل، وهذا ما مكن اسرائيل من مواصلة عنصريتها ضد الشعب الفلسطيني". قال ايضا "خطاب اوباما كشف عورة اميركا التي تدعي انها مع الثورات العربية، وذكرني بسياسة الابادة الجماعية ضد الهنود الحمر، والقنابل النووية التي القتها اميركا على اليابان".
واضاف "اوباما في خطابه اثبت انه لا يزال يحمل هذه الثقافة، ثقافة الموت والابادة الجماعية، وهذا النوع من الخطاب سيعرض المصالح الاميركية للخطر في المنطقة".
واقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء "تغييرا في الاسلوب" لانجاح عملية السلام في الشرق الاوسط وعرض قبول فلسطين "دولة بصفة مراقب" في الامم المتحدة، وجدولا زمنيا مدته عام للتوصل الى "اتفاق نهائي" لارساء السلام مع اسرائيل. ورفض الرئيس الاميركي التعليق على المقترحات الفرنسية لكنه اشاد بشراكة بلاده مع فرنسا في ملفي ليبيا وساحل العاج.
من جهتها اعلنت القيادة الفلسطينية انها "تقدر" و"ستدرس بعمق" الافكار التي طرحها الرئيس الفرنسي وتظاهر حوالى الف فلسطيني الخميس في وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية احتجاجا على خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وحمل العشرات من طلاب وطالبات المدارس الاعلام الفلسطينية، وهتفوا " هيا هيا هيا امريكا" و "وما اخلقنا تنعيش بذل .. اخلقنا نعيش بحرية". وتقدمت المسيرة التي انطلقت من ساحة محاذية لضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مركبة تحمل مكبرات صوت وتطلق اغاني فلسطينية ثورية. وكان الرئيس الاميركي اوباما اعلن معارضة بلاده لتوجه الفلسطينيين الى مجلس الامن للحصول على عضوية في الامم المتحدة، داعيا الى مواصلة المفاوضات الثنائية التي يرى الفلسطينيون بانها لم تحقق لهم شيئا. وحمل مشاركون في المسيرة لافتة كتب عليها "عار على مدعي الديموقراطية حماية الاحتلال البغيض". وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت امام المشاركين في المسيرة "من امام ضريح الرئيس ياسر عرفات نوجه نداءنا الى الدول العربية لتوجه رسالة لا لبس فيها الى ادارة اوباما، بان العالم العربي سيعيد النظر في العلاقات العربية الاميركية بسبب مساندتها لاسرائيل". وشارك في المسيرة قيادات سياسية من مختلف الفصائل الفلسطينية، وطافت في شوارع رام الله، قبل ان يتفرق المشاركون فيها بسلام. وفي مدينة اريحا شارك مئات الفلسطينيين معظمهم من الموظفين في اعتصام احتجاجي على خطاب الرئيس اوباما. وقال محافظ منطقة اريحا والاغوار ماجد الفتياني ان خطاب الرئيس الاميركي "جاء منحازا لاسرائيل". واضاف ان اوباما "تحدث عن حرية شعوب المنطقة وعما يجري في العالم العربي من تغيرات لكنه تجاهل حق شعبنا في الحرية والاستقلال ومعاناته جراء استمرار الاحتلال". وفي مدينة نابلس شارك نحو مئتي معلم في اعتصام امام مقر وزارة التربية والتعليم. وقد رفعوا لافتات كتب عليها "اميركا راعي الارهاب "و"اميركا شريكة اسرائيل بالاحتلال بالارهاب" و"اوباما يريد شراء اصوات الناخبين على حساب دماء الفلسطينيين". وقال الناطق باسم لاتحاد المعلمين في نابلس"نحن نقوم بالاعتصام احتجاجا على خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي جاء منحازا لاسرائيل،كذلك نقوم بالاعتصام لدعم القيادة الفلسطينية في مواجهة الضغوط الامريكية"
وفي الخليل شارك عشرات الفلسطينيين في تجمع امام المحافظة احتجاجا على خطاب اوباما.
وقد رفعوا لافتات كتبوا عليها "ارادة الشعب الفلسطيني فوق الفيتو الاميركي".