القاعدة تتبنى هجوم ميناء البصرة..مقتل 5 عراقيين والصدر يحذر من انفتاح 'نيران الجحيم' في حال قتله

تاريخ النشر: 26 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم بالزوارق المفخخة في ميناء البصرة، بينما قتلت القوات الاسبانية 5 عراقيين في الديوانية، في حين حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من ان "نيران الجحيم" ستفتح ضد القوات الاميركية اذا نفذت تهديدها باعتقاله او قتله.  

وزعم بيان يبدو انه من ناشط القاعدة البارز أبو مصعب الزرقاوي الاثنين مسؤوليته عن الهجوم على مرفأ النفط في البصرة، والذي جرى تنفيذه السبت بوساطة زوارق مفخخة واسفر عن مقتل ثلاثة جنود اميركيين وجرح اربعة اخرين. 

وقال البيان الذي حمل توقيع الزرقاوي ونشره موقع "منتدى الانصار" على الانترنت إنه "يبشر المؤمنين بأن اخوانا لهم استهدفوا بزوارقهم ناقلات النفط في ميناء العميق وميناء البكر". 

وكانت هجمات متزامنة بالزوارق المفخخة استهدفت ميناء البصرة مساء السبت. 

وأوضحت مصادر اميركية أن فريقا مؤلفا من ثمانية أفراد اعترض أحد الزوارق المحملة بالمتفجرات لكن الزورق انفجر عندما هم الجنود بتفتيشه. ولم يمض 20 دقيقة على الحادث حتى سمع دوي انفجاريين لزورقين آخرين في الميناء. 

وأدى انفجار أحد الزوارق إلى انقطاع التيار الكهربائي وتوقف شحن النفط الخام من ميناء البصرة (البكر سابقا).  

وقالت مصادر عراقية إنه تم إخلاء منصة شحن النفط بعد الانفجار الذي أدى إلى وقوع أضرار في غرف الفنيين والعمال. كما انفجر زورق آخر قرب مصب خور العميه بعد أن اعترضته فرق الحماية. 

وقد أغلقت السلطات العراقية الميناء بعد الهجمات وأجلت العمال من الموقع.  

ويؤمن المصبان المستهدفان القسم الأكبر من الصادرات النفطية للعراق التي تبلغ نحو مليوني برميل يوميا.  

وجاءت الهجمات بعد ثلاثة أيام من هجمات غير مسبوقة بسيارة مفخخة على مراكز للشرطة في البصرة خلفت أكثر من 70 قتيلا. 

مقتل خمسة عراقيين  

على صعيد اخر، اعلنت وزارة الدفاع الاسبانية ان دورية اسبانية صدت هجوما وقتلت خمسة عراقيين الاثنين بالقرب من الديوانية بجنوب العراق. 

واوضحت ان الاشتباك الذي وقع على بعد كيلومترين الى غرب الديوانية لم يسفر عن سقوط ضحايا في صفوف الدورية الاسبانية. 

وقالت الوزارة ان الدورية قتلت خمسة عراقيين اثر ردها على اطلاق نار من اسلحة خفيفة وقذائف ار.بي.جي-47، مؤكدة في الوقت نفسه اعتقال سبعة عراقيين اخرين، اثنان منهم اصيبا بجروح.  

واثر الهجوم الذي قام به على ما يبدو انصار الزعيم الديني الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، عثر على مخبأ للاسلحة مثل بنادق هجومية اي.كي-47 وقاذفة مضادة للدروع ار.بي.جي-7 اضافة الى اجهزة ارسال، كما قال اللفتنانت كولونيل خوسيه لويس بويغ المتحدث باسم اللواء بلاس الترا الذي يضم الجنود الاسبان ومن اميركا اللاتينية المنتشرين في العراق، لاذاعة كادينا سير. 

وفي القطاع نفسه قتل الجنود الاسبان الاحد شخصين مسلحين على الاقل بعد تعرض ثلاث مصفحات للقوات الاسبانية لكمين لدى مرورها.  

وقد بدأت الحكومة الاسبانية الجديدة التي لا تريد ابقاء قوات اسبانية في العراق بدون تفويض من الامم المتحدة، منذ صيف 2003، اعادة جنودها المنتشرين في هذا البلد والبالغ عددهم 1432. 

وعلق اللفتنانت كولونيل بويغ على هذا الموضوع قائلا ان اي عملية انسحاب هي بحد ذاتها من اصعب العمليات العسكرية لكنها تزداد تعقيدا اذا كانت الاجواء معادية. 

الصدر: نيران الجحيم تنتظر الأميركيين  

الى هنا، وحذّر رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر في مقابلة نشرت الاثنين القوات الاميركية من ان "نيران الجحيم" ستفتح ضدهم اذا ما نفذوا تهديدهم بقتله او إلقاء القبض عليه. 

وقال الصدر في مقابلة هاتفية من مدينة النجف جنوب العراق مع صحيفة "لا ريببليكا" الايطالية ان الاميركيين يجب ان يعلموا ان الشعب سيفتح نيران الجحيم ضدهم اذا ما اصابه شيء. 

وكان الحاكم المدني في العراق بول بريمر قال الاحد ان "وضعا خطيرا يتطور في النجف حيث يتم تخزين الاسلحة في المساجد والاضرحة والمدارس" وان الوضع المتفجر يهدد الشعب هناك. 

وجدّد الصدر تهديده السابق باستخدام انتحاريين لشن هجمات تفجيرية اذا ما دخلت القوات الاميركية مدينة النجف او مدينة كربلاء المقدستين لدى الشيعة وقال الصدر ان "ذلك التهديد صحيح ولكن الفكرة لم تكن فكرتي" مضيفا ان "عددا كبيرا من الرجال والنساء حضروا الي لعرض حياتهم من اجل هزيمة الاميركيين وحلفائهم". 

واكد انه شكر هؤلاء الاشخاص المستعدين لان يصبحوا انتحاريين "وقلت لهم انني سأفكر في عرضهم. ولم اقرر بعد ما اذا كنت سأستخدمهم ومتى ولكن اذا ما ساءت الامور فإنني لن أتردد لحظة". 

وقال الصدر ان الرأي العام في البلدان المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيحسنون صنعا اذا ما اقنعوا حكوماتهم بسحب قواتها من العراق. 

واعرب عن صدمته الشديدة بأن "الشعوب التي تصف نفسها بالمتحضرة لم تحركها انهار الدماء التي تسيل في العراق". 

وقال الصدر ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مصير رجال الامن الايطاليين الاربعة الذين اختطفهم مسلحون عراقيون في 12 ابريل والذين قتل منهم واحد بعد يومين من اختطافهم. 

واكد الصدر انه يعارض بشكل مطلق كافة اشكال العنف ضد المدنيين مضيفا ان الخاطفين يستحقون "عقاب الله" الا انه قال لو بقيتم في اوطانكم لما كنا نناقش هذا الامر الان. 

من جهة اخرى نفى الناطق باسم الصدر الاثنين اتهامات الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر بتخزين اسلحة في المساجد والمراقد والمدارس في النجف.  

وقال قيس الخزعلي في مؤتمر صحافي عقده في المدينة الشيعية المقدسة "جيش المهدي ليس جيشا بالمعنى الحرفي للكلمة له معسكرات ومخازن اسلحة.انه جيش يتكون من مختلف طبقات الشعب العراقي". واوضح الخزعلي ان الاسلحة التي تملكها عناصر جيش المهدي هي اسلحة استولت عليها بعد سقوط النظام العراقي السابق.  

واضاف الخزعلي ساخرا ان هذا التصريح "يستحق ادخال قوات الاحتلال مجموعة غينيس للارقام القياسية في الكذب". 

وكان بريمر اكد الاحد ان وضعا خطيرا يتطور في النجف حيث يتم تخزين الاسلحة في المساجد والاضرحة والمدارس معتبرا ان الوضع المتفجر يهدد الشعب هناك.  

وردا على ما تم تداوله بشان استياء اهل النجف من جيش المهدي دعا الناطق باسم الصدر وكالات الانباء وكافة وسائل الاعلام لزيارة النجف للاطلاع على واقع المدينة الامن. 

وبشان المفاوضات بين قوات التحالف ومقتدى الصدر عبر وسطاء عراقيون اكد الخزعلي ان "لا جديد". وقال "لا زال التعنت الاميركي يحول دون حل المسألة سلميا".  

يذكر بان الصدر حذر الجمعة من انه اذا دخلت القوات التي تحاصر نجف المدينة فان الموالين له سيقاومون بتحويل انفسهم الى قنابل بشرية موقوتة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)