القاهرة تفتح بوابة الحضارة: المتحف المصري الكبير يستعد لافتتاح أسطوري

تاريخ النشر: 01 نوفمبر 2025 - 04:03 GMT
_

تستعد العاصمة المصرية القاهرة لحدث تاريخي غير مسبوق يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم صرح مخصص للحضارة المصرية القديمة وأحد أكبر المتاحف في العالم، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على مدى خمسة آلاف عام من تاريخ مصر الفرعوني.

ويُتوقّع أن يشهد حفل الافتتاح، المقرر خلال الأيام المقبلة، حضور نحو 80 وفداً رسمياً، من بينهم 40 وفداً يتقدمها ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات. ويغطي المتحف مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، فيما تجاوزت كلفة إنشائه مليار دولار، واستغرق بناؤه أكثر من عشرين عاماً منذ إطلاق المشروع عام 2002 في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.

ويقع المتحف عند سفح أهرامات الجيزة، وقد صممته شركة هندسة إيرلندية لتكون واجهته الحجرية والزجاجية بمثابة "الهرم الرابع"، بما يعكس روح العمارة المصرية القديمة في قالب معاصر.

ومن أبرز معروضاته تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يزن 83 طناً ويبلغ ارتفاعه 11 متراً، وقد نُقل إلى موقعه الجديد في موكب مهيب ليكون في استقبال الزائرين عند المدخل الرئيسي. كما يضم المتحف قاعة مخصصة بالكامل لكنوز الفرعون توت عنخ آمون، تعرض أكثر من 4500 قطعة من مقتنياته الجنائزية الشهيرة، وفي مقدمتها قناعه الذهبي المرصّع بالأحجار الكريمة وتوابيته الثلاثة المتداخلة.

ويحتضن المتحف أيضاً المركب الشمسي للملك خوفو، الذي يُعتبر أقدم وأكبر قطعة أثرية خشبية في التاريخ بطول 43.5 متراً، إلى جانب قاعات عرض تمتد على 12 جناحاً تحكي قصة الحضارة المصرية عبر العصور، من ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني.

ويتوقع أن يستقبل المتحف نحو خمسة ملايين زائر سنوياً، ما يجعله أحد أعمدة استراتيجية مصر لتنشيط السياحة الثقافية وتعزيز الاقتصاد الوطني. كما يضم مرافق متطورة تشمل مختبرات ترميم ومكتبات ومراكز أبحاث ومطاعم ومساحات تجارية ومؤتمرات دولية.

وبعد سنوات من التأجيل بسبب الاضطرابات السياسية وجائحة كورونا، تستعد القاهرة أخيراً للكشف عن "أكبر متحف في القرن الحادي والعشرين"، في احتفال يُرتقب أن يضع المتحف المصري الكبير في صدارة المشهد الثقافي العالمي.