القرضاوي يتهم البابا بعدم المبالاة بالامة الاسلامية والحبر الاعظم يلتقي سفراءها

تاريخ النشر: 22 سبتمبر 2006 - 06:38 GMT

اتهم الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة بابا الفاتيكان بانه "لم يبال بهذه الامة" الاسلامية، فيما دعا الحبر الاعظم سفراء الدول الاسلامية المعتمدين لدى دولته الى الاجتماع به الاثنين المقبل.

واضاف القرضاوي الذي بدا عليه الغضب خلال الخطبة التي بثت قناة الجزيرة مقاطع منها "كان ينبغي لرجل كبير مثل هذا الرجل ان يتأنى ويتريث قبل ان يقول كلاما يتعلق بامة كبرى تبلغ مليار ونصف المليار من البشر. ولكن للاسف لم يبال البابا بهذه الامة".

واعتبرت تصريحات البابا اثناء محاضرة القاها في 12 ايلول/سبتمبر الحالي في المانيا بشأن العلاقة بين الاسلام والعقل والعنف وخاصة اقتباسه كلاما ورد على لسان امبراطور بيزنطي معناه ان الاسلام انتشر بحد السيف، مسيئة للاسلام.

واضطر البابا ازاء تصاعد موجة الغضب في العالم الاسلامي الى التعبير مرتين عن الاسف لما سببته هذه التصريحات في بادرة غير مسبوقة في تاريخ الفاتيكان.

واضاف القرضاوي "البابا يتحدث في موضوع يفترض انه من اختصاصه لكنه للاسف قال في هذه المحاضرة ما لا يجوز ان يقوله طالب في الثانوية".

وتابع "لهذا كان علينا ان ندافع وقد راينا ان هذا الهجوم فتح الباب لهجومات اخرى" في اشارة الى مقال نشر في 19 ايلول/سبتمبر في صحيفة "الفيغارو" الفرنسية الذي تمت مصادرته في تونس بسبب محتواه الذي اعتبر مسيئا للنبي محمد والاسلام والمسلمين.

واضاف "لا يمكن ان نسكت على الاذى ونغض الاعين عن القذى بل لا بد ان نرد السيئة بمثلها وخصوصا ان الاساءة ليسة الى اشخاصنا (..) حتى يمكن ان نعفو ونسامح (..) لكن السيئة تتعلق بدين. تتعلق بنبي عظيم بعقيدة بشريعة (..) برسالة وبتاريخ وبحضارة".

وكان القرضاوي الذي يرأس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين دعا الاحد الماضي عبر قناة الجزيرة المسلمين الى جعل يوم الجمعة يوم غضب ضد تصريحات البابا المثيرة للجدل.

ووجه البابا دعوة الى سفراء الدول الاسلامية المعتمدين لدى الفاتيكان الى الاجتماع به الاثنين المقبل.

وقال مسؤول في الفاتيكان إن الاجتماع الذي دعي اليه ايضا عدد من زعماء الجالية الاسلامية في ايطاليا سيعقد في مقر البابا الصيفي "كاستيل جاندولفو" قرب العاصمة الايطالية روما.

وكان الفاتيكان قد اعلن في وقت سابق انه بصدد تنظيم هذا الاجتماع كجزء من جهوده الدبلوماسية الهادفة لتطويق الأزمة التي اعقبت التصريحات التي ادلى بها البابا في الاسبوع الماضي في جامعة ريجنزبورج الالمانية.

وفي معرض تعليقه على الدعوة، قال القائم بالاعمال الايراني في الفاتيكان: "نحن نرحب بدعوة البابا، وسوف نلبيها بالتأكيد."

ومضى الى القول: "هذه اشارة ايجابية من طرف الفاتيكان، وانا على يقين من انها ستحسن علاقات البابا مع العالم الاسلامي."