نفت السلطات القضائية الايرانية الاربعاء في بيان ان تكون اتخذت اي قرار بالافراج عن الاميركيين المعتقلين منذ سنتين في ايران بتهمة التجسس، رغم اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه سيتم الافراج عنهما "قريبا".
وجاء في بيان للسلطات القضائية ان "السلطة القضائية هي التي ستصدر اية معلومات حول هذه المسالة، واية معلومات من مصادر اخرى غير صحيحة" في تصريح يدل على التوتر بين السلطتين القضائية والتنفيذية.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد صرح لصحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء ان طهران ستفرج قريبا عن الاميركيين شين باور وجوش فتال (كل منهما 29 عاما)، المدانان بالتجسس رغم تاكيدهما انهما دخلا ايران عن غير قصد.
وقال انه سيتم الافراج عنهما "خلال ايام قليلة حتى يستطيعا العودة الى بلدهما".
وفي مقابلة اخرى مع شبكة "ان بي سي نيوز" الاميركية قال احمدي نجاد انه سيتم الافراج عن المعتقلين اللذين تسبب اعتقالهما في تدهور العلاقات بين طهران وواشنطن، "خلال يومين".
الا ان محاميهما مسعود شافعي اكد الاربعاء لفرانس برس انه لا يزال بانتظار ان يوافق القاضي على الكفالة للافراج عن موكليه.
وصرح شافعي الاربعاء لفرانس برس "لم يتغير شيء منذ ابلغتني المحكمة بالامس بقرار تخفيف الحكم بالسجن الى الافراج بكفالة".
لكن "ينبغي ان يوقع قاضيان على قرار الافراج بكفالة الذي يجيز لي بدء المعاملات وانتظر التوقيع الثاني منذ هذا الصباح".
واضاف "ان لم يوقع القاضي الثاني قبل الساعة 15,00 (10,30 ت غ) سيتم ارجاء الامر الى السبت"، بعد العطلة الاسبوعية في ايران.
واكد "لقد ابلغت عائلات (المعتقلين) والسفارة السويسرية" بذلك. وتقوم السفارة السويسرية بإدارة شؤون الولايات المتحدة في ايران منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في اعقاب الثورة الاسلامية عام 1979.
واثارت تصريحات احمدي نجاد ردود فعل متفائلة من عائلات المعتقلين اللذين حكم على كل منهما بالسجن مدة ثماني سنوات الشهر الماضي بعد ادانتهما بالتجسس والدخول غير المشروع.
وجاء في بيان اصدرته العائلتان "رغم انه ليست لدينا اية تفاصيل اضافية في هذا الوقت، إلا اننا مسرورون للغاية بشان التقارير الايجابية الاتية من ايران".
واضاف البيان "ان حرية شين وجوش تعني الكثير لنا، وقد شعرنا بارتياح كبير عندما علمنا انه سيتم الافراج عنهما".
ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء الاعلان عن الافراج قريبا عن الاميركيين المسجونين في ايران بانه "مشجع".
وصرحت للصحافيين "نعتبر ما اعلنته اليوم الحكومة الايرانية بانه مشجع (...) نامل بالتاكيد في نتيجة ايجابية لما يبدو انه قرار حكومي".
واضافت "نحن بالتاكيد نامل بان نرى نتيجة ايجابية من ما يبدو انه قرار من الحكومة.
واوقف الاميركيان باور وفتال قرب الحدود العراقية الايرانية في 31 تموز/يوليو 2009 مع سارة شورد (32 عاما).
وفي 21 اب/اغسطس حكمت المحكمة الثورية بطهران على كل من الرجلين بالسجن 8 سنوات لادانتهما بتهمتي التجسس ودخول ايران بطريقة غير مشروعة.
ويؤكد الاميركيون الثلاثة انهم كانوا في جبال شمال كردستان وانهم دخلوا عن طريق الخطأ الاراضي الايرانية.
وتم الافراج عن شورد بكفالة لاسباب انسانية وطبية وسمح لها بمغادرة ايران في ايلول/سبتمبر 2010.
وفيما اعلنت الحكومة الافراج عن شورد في ذلك الوقت، الا ان القضاء سارع في نفي ذلك وافرج عنها بكفالة بعد ذلك بايام بعد ان حذر السلطة التنفيذية من مغبة التدخل في عمل القضاء.
واثار سجن باور وفتال غضب واشنطن التي تدور بينها وبين طهران خلافات عميقة حول برنامجها النووي المثير للجدل ورفضها الاعتراف باسرائيل ودعمها المفترض للجماعات المسلحة في الشرق الاوسط.