القمة العربية لن تطالب الاسد بالتنحي وتتمسك بالحوار الوطني

تاريخ النشر: 28 مارس 2012 - 06:55 GMT
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد

اعلن وزير الخارجية العراقي ان القمة العربية التي تستضيفها بغداد الخميس لن تطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي، في وقت يتوقع ان يتمسك "اعلان بغداد" بالحوار بين السلطة والمعارضة.
وقال هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب عشية انعقاد القمة ان "المبادرة العربية واضحة ولم تطالب بالتنحي، نحن ايضا لم نطالب (بالتنحي) ولا القرار القادم في هذا الاتجاه".
واضاف "لم تكن هناك اي دعوة من قبل الجامعة العربية لاي رئيس بالتنحي، وهذا امر يخص الشعب السوري الذي عليه ان يقرر ويختار وينتخب قادته".
في موازاة ذلك، اكد زيباري ان وزراء الخارجية لم يناقشوا مسالة تسليح المعارضة السورية، موضحا "لم نطرح اطلاقا هذا الموضوع".
وشدد على ان "موضوع سوريا لم يعد موضوعا اقليميا او عربيا او محليا او وطنيا او قوميا، اصبح موضوعا دوليا وخرج حتى من الحالة العربية الى الحالة الدولية".
وتابع ان ازمة سوريا التي تشهد منذ اكثر من عام حركة احتجاجية غير مسبوقة تتعرض لقمع عنيف من قبل النظام الذي تطالب باسقاطه وقتل فيها الآلاف "اصبحت بيد الامم المتحدة ومجلس الامن"، مشيرا الى انه "لا يمكن ان نقف على الحياد امام العنف والقتل اليومي وسفك الدماء".
وتطغى الاحداث في سوريا على اعمال القمة العربية التي تستضيفها بغداد للمرة الاولى منذ 22 عاما، وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع الازمة السورية.
وفي افتتاح اجتماع اليوم الذي حضره نحو 17 وزير خارجية وفقا لزيباري، اكد الوزير العراقي على دعم "التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديموقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه".
ويتوقع ان يؤكد "اعلان بغداد" الذي سيصدر عن القمة الخميس وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه اليوم "التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي في الازمة السورية حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها".
ويشدد الاعلان على دعم مهمة مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان.
اما نص مشروع القرار الخاص بسوريا الذي ناقشه وزراء الخارجية اليوم، فيشير الى ان القمة العربية ستحمل السلطات السورية مسؤولية العنف وستدعو في الوقت ذاته الى حوار بين الحكومة والمعارضة.
في موازاة ذلك، اعلنت الحكومة العراقية انها ستقترح في اجتماعات القمة العربية نقل صلاحيات التفاوض مع الداخل والخارج حول اجراء انتخابات واطلاق الحريات في سوريا الى شخصية يتوافق عليها النظام والمعارضة.
وترفض المعارضة السورية اي حوار مع السلطات مشترطة لحصول ذلك ان يتنحى الرئيس الاسد.
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لفرانس برس اليوم ان السلطات السورية "لن تتعامل" مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية لحل الازمة بسبب تعليق عضويتها في الجامعة.
والى جانب موضوع سوريا، تطالب مشاريع قرارات اخرى الولايات المتحدة "بعدم استخدام حق النقض في مجلس الامن ضد القرار العربي لمطالبة الدول الاعضاء في الامم المتحدة للاعتراف وقبول انضمام دولة فلسطين للاسرة الدولية".
وسترفع الى القمة ايضا مشاريع قرارات حول الجولان السوري المحتل وحول "التضامن مع لبنان" وتطورات الوضع في الصومال واليمن و"الارهاب الدولي وسبل مكافحته" و"مشروع النظام الاساسي للبرلمان العربي".
ويؤكد "اعلان بغداد" على "تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البناء وبالوسائل السلمية والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية".
ويدين "الارهاب بكافة صوره واشكاله وايا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وضرورة العمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه".
وراى زيباري في افتتاح اجتماع الوزراء العرب الذي استمر لنحو خمس ساعات وانعقد في قاعة القدس بالقصر الجمهوري في المنطقة الخضراء المحصنة ان "انعقاد قمة بغداد يؤشر الى بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية".
واعتبر ان استضافة بغداد لاعمال القمة للمرة الاولى منذ 1990 "رسالة لعودة العراق الى محيطه العربي والاقليمي واندماجه في منظوممة العمل العربي بعد سنوات طويلة من العزلة".
وفي المؤتمر الصحافي، قال ان "العراق عاد وبقوة الى ما كان عليه لا بل اقوى لان قوته ستكون للخير وليس للشر".
وقال ان قمة بغداد تاريخية لان الوزراء تمكنوا "للمرة الاولى في تاريخ القمم العربية من اختصار البنود الى تسعة".
وشدد زيباري على ان العراق الذي يشهد اعمال عنف متواصلة منذ 2009 سعيد بمستوى الحضور العربي الى القمة، مشيرا الى ان 11 زعيم دولة عربية بينهم الرئيس العراقي جلال طالباني الذي سيكون اول رئيس كردي يقود القمة العربية، سيحضرون الاجتماع غدا.
ووصل الى بغداد حتى الآن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس السوداني عمر البشير الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، والرئيس الصومالي شيخ شريف احمد، ورئيس اتحاد جزر القمر اكليل ظنين.
ومن المتوقع ان يصل الى بغداد خلال الساعات المقبلة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح والرئيس اللبناني ميشال سليمان وزعماء آخرين.
من جهة اخرى، اعلن مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عفيفي عبد الوهاب في بغداد الاربعاء ان قطر ستستضيف القمة العربية العام 2013 بدل سلطنة عمان.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن