اعلنت القوات الاميركية انها ستدخل على الارجح بعض اجزاء مدينة النجف للقضاء على مليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، لكنها ستظل بعيدة عن الاماكن المقدسة لتحاشي اثارة غضب ديني في البلاد. ياتي ذلك فيما طالبت هيئة علماء المسلمين بضمانات تمنع هذه القوات من اجتياح الفلوجة.
ويهدف الجيش الاميركي من خطوته المرجحة الى فرض درجة من السيطرة في النجف، ويامل في الوقت نفسه بان لا يتسبب اقتحامه الذي سيقتصر على الاجزاء الحديثة من المدينة في اشعال غضب الشيعة، وفق ما اعلنه الجنرال مارك هيرتلنغ لوكالة الاسوشييتد برس، والذي امتنع عن ذكر موعد محدد للبدء في هذا التحرك او حجم القوات التي ستشارك فيه.
وحذر مسؤولون من قوات الائتلاف في وقت سابق الأحد، من "تطور الأوضاع بصورة خطيرة في النجف." وكرّر المتحدث باسم قوات الائتلاف في العراق دان سينور، ما ذكره مسؤوله بول بريمر في وقت سابق من أن "الوضع المتفجر في المدينة يهدد السكان المحليين."
وكان الزعماء الشيعة حذروا من انفجار محتمل للغضب في اوساط الغالبية الشيعية في البلاد في حال دخلت القوات الاميركية الى النجف.
كما حذر مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي من "كارثة" في حال قيام القوات الاميركية بالدخول الى النجف وقتل او اعتقال الصدر كما كانت اعلنت في وقت سابق بزعم تورطه في اغتيال الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي العام الماضي.
وقال الابراهيمي في مقابلة مع برنامج "هذا الاسبوع" في محطة "ايه بي سي" التلفزيونية الاحد "هذه مدينة فيها الكثير من التاريخ. وهي مليئة بمقدار كبير جدا جدا اذا امكن القول اذا كانت هذه الكلمة تعبر عنه، عن التاريخ".
واعتبر ان "ارسال الدبابات وهدرها في مكان كهذا ليس شيئا صحيحا واعتقد ان الاميركيين يعرفون ذلك الى ابعد الحدود".
مخاوف من اجتياح الفلوجة
وفي هذه الأثناء طالبت هيئة علماء المسلمين في العراق بضمانات تمنع الأميركيين من شن هجوم على الفلوجة بعد الانتهاء من جمع سلاح المقاومين.
وعاشت المدينة الاحد، اول يوم هاديء لها منذ عشرين يوما شهدت خلالها قتالا ضاريا بين مسلحين فيها والقوات الاميركية ادى الى مقتل وجرح حوالي الف شخص.
وقال الناطق باسم هيئة علماء المسلمين محمد بشار الفيضي "يريد الأميركيون من وراء الهدنة كسب الوقت لكي يستعدوا لهجوم متوقع على الفلوجة، لكننا دخلنا بصفة مساند لهذه العملية حينما طلب منا، وسنبقى على موقفنا، والكلمة الأخيرة ستكون لأهالي الفلوجة".
وتوسطت الهيئة في الهدنة عبر ادارتها مفاوضات عبرها بين المقاومة والقوات الاميركية التي تحاصر المدينة منذ عشرين يوما.
وقال الفيضي ان "المفاوضات ما زالت جارية وكل يوم تحدث بعض التغيرات بإضافة شروط أو طرح شروط أخرى، واليوم استجدت شروط أخرى، وستعرض اليوم على أهالي الفلوجة لبيان موقفهم منها رفضا أو قبولا".
وحول الشروط الجديدة التي أعلنتها القوات الأميركية لتوصيلها لأعيان وأطراف المقاومة العراقية في الفلوجة، قال الفيضي: "أفضل ألا نذكر شروطا لأنها أصبحت مطاطية يراد منها أحيانا كسب الوقت وأحيانا إحراج الطرف الآخر وستبقى حبيسة المداولة".
واعتبر الفيضي ان قرار جمع الأسلحة الثقيلة الذي كان شرطا اميركيا للهدنة "من الصعب تطبيقه كاملا دون ضمانات، من سيضمن لسكان الفلوجة أن القوات الأميركية لن تعتقل المقاومين واحدا تلو الآخر ولن تجتاح المدينة بعد تسليم الأسلحة؟".
وحذر الناطق باسم هيئة علماء المسلمين بالعراق من رد فعل العراقيين في حالة اجتياح الفلوجة وقال ان "الرد سيكون قاسيا، لقد رأينا أثناء حوادث الفلوجة الماضية ما نسميه بثورة أو انفجار في كل محافظات العراق".
وأضاف: "قطعا ستكون المعركة شرسة وسيكون حجم الضحايا كبيرا، وستنفجر المدن العراقية غضبا، وربما يصبح قتل الأمريكي هدفا لأطفال العراق".
واكد هاشم الحساني من الحزب الإسلامي الاتفاق الجديد الذي تحدث عنه الفيضي، وقال لوكالة الأنباء الفرنسية الأحد إنه تم التوصل إلى اتفاق جديد على تمديد "غير محدد" لوقف إطلاق النار.
وينص الاتفاق على منع حمل السلاح في المدينة اعتبارا من الثلاثاء وعلى تسيير دوريات مشتركة بين قوات "الائتلاف" وقوات من الشرطة والدفاع المدني العراقية.
وأضاف أن الاتفاق ينص أيضا على "المضي في جمع الأسلحة الثقيلة" من المقاتلين وعودة العائلات التي نزحت من المدينة وإدخال مساعدات إنسانية إلى الفلوجة
وقال مصدر مطلع في المدينة ان تدفق العوائل العائدة الى الفلوجة قد ازداد الاحد فيما بدات قوات الشرطة بممارسة مهامها الامنية تدريجيا تمهيدا لتسيير دوريات مشتركة مع القوات الاميركية شرط عدم اطلاقها النار الا في حالات الدفاع عن النفس .
واضاف انه يالرغم من عملية تسليم الاسلحة الثقيلة الى القوات الاميركية مستمرة الا ان مساع يقوم بها عدد من المتنفذين في المدينة لاقناع المسلحين بتسليم المزيد مما في حوزتهم متواصلة.
واكد ان سكان المدينة البالغ عددهم 300 الف نسمة مصممون على انجاح الهدنة التي ستكون دائمية ابتداء من الثلاثاء مشددا على اهمية الحصول على ضمانات اميركية بعدم اجتياحها ثم المباشرة باعادة الخدمات البلدية والماء والكهرباء واستئناف الدراسة في المدارس والدوام في الادارات الرسمية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)