القوات الاميركية تعدل تكتيكاتها بعد اسقاط 4 مروحيات..دمشق تنفي اتهامات بغداد

تاريخ النشر: 04 فبراير 2007 - 03:03 GMT

قالت القوات الاميركية انها ستعدل من تكتيكاتها بعد اسقاط اربع مروحيات في اقل من اسبوعين فيما نفت دمشق اتهامات بغداد حول دعم الارهاب وسقط اكثر من عشرين عراقيا في اعمال عنف جديدة الاحد.

تكتيك جديد

قال الميجر جنرال وليام كولدويل المتحدث باسم الجيش الاميركي اليوم الاحد ان الجيش الاميركي يعدل أساليبه التكتيكية في العراق بعد اسقاط اربع طائرات هليكوبتر خلال الاسبوعين المنصرمين.

وقال كولدويل انه جرى اسقاط الطائرات الهليكوبتر في اربع حوادث منفصلة قتل خلالها 21 جنديا اميركيا ومتعاقدا أمنيا مؤكدا تقارير سابقة عن شهود عيان وأنباء تسربت من داخل الجيش الاميركي.

وسقطت العشرات من طائرات الهليكوبتر الاميركية بعضها بسبب تعرضها لقذائف او لنيران اسلحة خلال اربع سنوات من القتال. لكن فقدان هذا العدد الكبير غير المعتاد في هذه المدة الصغيرة اثار تساؤلات عما اذا كان المسلحون غيروا من تكتيكاتهم او انهم يستخدمون اسلحة اكثر تطورا.

وقال كولدويل للصحفيين في بغداد "هناك جهود متواصلة لاستهداف طائراتنا الهليكوبتر.. أسقط لنا أربع طائرات هليكوبتر. يبدو انها جميعا بسبب التعرض لنيران ارضية."

وقال ان هذه الحوادث لا تزال قيد التحقيق ولكن في الوقت نفسه بدأت طائرات الهليكوبتر الاميركية في تغيير الاسلوب الذي تحلق به لتقديم الدعم للقوات العراقية والاميركية.

وأضاف كولدويل "بناء على ما شهدناه نعدل اساليبنا واجراءاتنا بشأن كيفية نشر طائراتنا الهليكوبتر."

ويعتمد الجيش الاميركي بشكل كبير على طائرات الهليكوبتر لنقل قواته أو لشن ضربات جوية ضد مبان يشتبه ان مسلحين يتحصنون بداخلها.

وتحطمت طائرة هليكوبتر طراز بلاك هوك في شمال شرقي بغداد يوم 20 كانون الثاني/ يناير وعلى متنها 12 من الجنود الامريكيين وأفراد الطاقم وسط تكهنات بانها اسقطت بواسطة قذيفة اطلقت من على الكتف.

وبعد ذلك بثلاثة أيام تعرضت طائرتان هليكوبتر تعملان لحساب شركة بلاك ووتر للخدمات الامنية للهجوم اثناء محاولتهما مساعدة موظفين بالسفارة الامريكية في وسط بغداد.

وقالت السفارة الامريكية في بيان حينذاك ان طائرة هليكوبتر تحطمت بعد التعرض لنيران كثيفة مما اسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم اربعة وان متعاقدا خامسا قتل بالرصاص على متن الطائرة الثانية.

واصيبت طائرة اباتشي بنيران رشاش وقتل طاقمها المؤلف من شخصين اثناء تقديمها الدعم للقوات العراقية في قتالها مع مسلحي جماعة تطلق على نفسها اسم جند السماء بالقرب من مدينة النجف الاسبوع الماضي في واقعة شاهدها مراسل لرويترز.

وفي أحدث واقعة تحطمت طائرة هليكوبتر شمال غربي بغداد يوم الجمعة وقتل طاقمها المؤلف من شخصين.

دمشق

في الغضون، نفت مصادر رسمية سورية الاحد الاتهامات العراقية بان خمسين بالمئة من الاعتداءات التي تنفذ في العراق تأتي من سوريا واعتبرت ان مثل هذه التصريحات "تهدف الى توتير مفتعل للعلاقات السورية العراقية".

وقالت هذه المصادر لوكالة فرانس برس ان تصريحات علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية "مخالفة للحقائق وتهدف الى توتير مفتعل للعلاقات السورية العراقية التي تريد سوريا تعزيزها وتطويرها".

وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اعلن لقناة "العراقية" الحكومية في اعقاب التفجير الانتحاري السبت في بغداد "ما نراه في شوارع بغداد خمسين بالمئة ياتي من سوريا اؤكد خمسين بالمئة من هذا القتل ومن هذا التفخيخ ومن هؤلاء العرب التكفيريين الذين ياتون من سوريا".

وتابع "لدينا ما يثبت ذلك واثبتنا لاخواننا السوريين لكن نريد ان نقولها لكل العرب: هؤلاء الذين تسمونهم مجاهدين وياتون من سوريا يقتلون هذا الشعب المسحوق بهذه الطريقة".

واوضح ان "الاخوة في سوريا اكدوا انها لن تكون مكانا للقتل. الموجودون في سوريا يمارسون القتل وكل انواع الدعم لمجموعات الارهاب في العراق".

واكدت المصادر الرسمية السورية لوكالة فرانس برس "لا نجد اي مبرر لهذه التصريحات الصادرة عن علي الدباغ". وتابعت المصادر "ان زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني والمحادثات التي جرت مع الاطراف العراقية المختلفة قد افرزت نتائج ايجابية بالتوقيع على اتفاقات تعاون فني وامني وبوضع الاسس لتطوير العلاقات بموجب هذه الاتفاقات".

وتأتي تصريحات الدباغ اثر سلسلة من التدابير التي اتخذتها دمشق في الاسابيع الماضية واثارت استياء العراق.

وقد فرضت سوريا قيودا على اقامة اللاجئين العراقيين على اراضيها وعلقت رحلات شركة الخطوط الجوية العراقية واستقبلت امين عام هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري الملاحق في العراق.

وكانت سوريا والعراق في عهد صدام حسين يقيمان علاقات متوترة. واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في تشرين الثاني/نوفمبر بعد قطيعة دامت اكثر من 25 سنة.

وفي المقابل تتهم سوريا باستمرار من قبل الولايات المتحدة بعدم اتخاذ اي اجراءات لمنع تسلل المقاتلين الى العراق. ولطالما نفت دمشق ذلك مؤكدة انها اتخذت تدابير لتعزيز مراقبة حدودها مع العراق.

الوضع الامني

الى ذلك، اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل ما لايقل عن 20 شخصا بينهم قيادي في جيش المهدي في البصرة واصابة اخرين بجروح في اعمال عنف متفرقة الاحد في العراق.

وقالت المصادر ان "احد المارة قتل واصيب سبعة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الدورة (جنوب بغداد)".

وقد اعلنت هذه المصادر سابقا "مقتل اثنين من موظفي +شركة اثير+ للهاتف النقال في هجوم مسلح استهدف سيارتهما في منطقة المنصور (غرب) كما قتل شخص واصيب اربعة اخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة في ساحة الاندلس (وسط)".

واضافت ان "اربعة من عناصر الشرطة قتلوا واصيب اربعة اخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في منطقة الكسرة (شمال)".

واوضحت ان "شخصا قتل واصيب ثلاثة اخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من السفارة الايرانية (وسط)".

وتابعت ان "اربعة اشخاص قتلوا واصيب سبعة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة متوقفة عند محطة ركاب في منطقة باب المعظم (شمال)".

كما اشارت المصادر الى "مقتل شخصين واصابة ثلاثة اخرين في هجوم مسلح استهدف حافلة تقل موظفين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في شارع القناة (شرق)".

واصيب جنديان عراقيان بجروح في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الوزيرية (شمال).

وفي البصرة (550 كم جنوب بغداد) اعلنت الشرطة العراقية ان "مسلحين مجهولين اطلقوا النار على الشيخ خليل المالكي القيادي في مكتب الصدر بعد الظهر في منطقة القبلة جنوب البصرة فاردوه".

وفي بعقوبة (60 كم شمال-شرق) قالت الشرطة ان "اربعة اشخاص قتلوا واصيب حوالى 20 اخرون في انفجار سيارة مفخخة متوقفة بالقرب من المرآب الداخلي في قضاء الخالص (شمال بعقوبة)". كما اصيب خمسة اشخاص في انفجار دراجة هوائية مفخخة في كنعان (جنوب شرق بعقوبة).

وفي الفلوجة (50 كم غرب بغداد) اعلن النقيب في الشرطة عبد الستار الجميلي "العثور على ثماني جثث مجهولة الهوية في حي الاندلس (غرب) اعدم اصحابها بالرصاص وتم تشويه ملامح الوجه".

واضاف "من خلال الكشف تبين ان عملية القتل تمت فجر اليوم" مشيرا الى "نقل الجثث الى مستشفى الفلوجه العام للتعرف عليها من قبل ذويهم". يشار الى انها المرة الثانية التي يعثر فيها على جثث في الفلوجة خلال اسبوعين.

وفي الحلة (100 كم جنوب بغداد) اعلنت الشرطة "العثور على جثة العقيد عقيل خليل من الجيش العراقي مقتولا بالرصاص جنوب المدينة".

وفي الكوت (175 كم جنوب بغداد) اعلن النقيب مزهر حسن من شرطة المدينة "العثور على ثلاث جثث احداها لجندي عراقي".

من جانبها اكدت وزارة الدفاع "اعتقال ثلاثة ارهابيين والعثور على اربعة مخابىء للاسلحة في منطقة الرضوانية (جنوب غرب بغداد)" دون مزيد من التفاصيل.

من جانبه اعلن الجيش الاميركي الاحد مقتل اثنين من جنوده بانفجار عبوة ناسفة جنوب بغداد. واوضح بيان للجيش ان "جندين قتلا واصيب اخر بجروح بانفجار عبوة ناسفة بينما كانوا في جنوب بغداد".

وبذلك يرتفع الى 3093 عدد العسكريين الاميركيين الذين قضوا في العراق منذ بدء الحرب في اذار/مارس 2003 حسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).