القوات الاميركية والعراقية تبدأ تطبيق خطة أمن بغداد

تاريخ النشر: 06 فبراير 2007 - 10:17 GMT

شنت قوة عراقية اميركية مشتركة مساء الثلاثاء عملية عسكرية في شمال بغداد، مؤذنة ببدء تنفيذ الخطة الامنية الرامية الى السيطرة على العنف الطائفي فيها، والتي ينظر اليها باعتبارها الفرصة الاخيرة لمنع انزلاق البلاد الى حرب أهلية شاملة.

وقال مصدر اميركي ان العملية العسكرية التي تم شنها مساء الثلاثاء في حي الاعظمية شمال بغداد، هي بداية الخطة الجديدة.

وكانت ظهرت في بغداد بضع علامات الثلاثاء على قرب انطلاق الحملة الامنية. فقد أقامت قوات الامن العراقية نقاط تفتيش جديدة في بعض الاحياء. وخلافا للمعتاد شوهدت وحدات من الجيش والشرطة العراقيين تقوم بدوريات في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يعد حليفا أساسيا لرئيس الوزراء نوري المالكي.

وشوهدت عربات همفي ومركبات أخرى مدرعة تابعة للجيش الاميركي في حي الشعب ذي الاغلبية الشيعية حيث فرت عائلات كثيرة من العنف الطائفي.

وكان المالكي امر قادة الجيش الثلاثاء بالإسراع بالاستعدادات اللازمة للبدء بالخطة، منتقدا تأخر تنفيذها.

وفي حديث لقادة الجيش بشأن الخطة التي ينظر اليها كثيرون على أنها الفرصة الاخيرة لمنع انزلاق البلاد الى حرب أهلية شاملة قال المالكي "أدعوكم وبسرعة الى انجاز كل المقدمات..حتى لا نحبط آمال الناس."

وفي اللقاء الذي بثه التلفزيون الرسمي قال المالكي إن الكثير قيل بشأن الحملة الامنية المزمعة مما شجع العراقيين الذين أنهكتهم الحرب على الاعتقاد بأنها تمثل نهاية "للنفق المظلم". وأضاف "اما أن نربح جميعا أو نخسر جميعا" مشيرا الى أن العالم يراقب الموقف عن كثب وينتظر من العراقيين تحقيق النصر.

وفي اشارة الى أن التأخير يؤجج العنف الذي أودى بحياة ما يربو على 1000 شخص في الايام العشرة الاخيرة قال المالكي "لابد أن تكون العمليات هي التي توحد الموقف .. حينما ننزل الى الميدان قريبا ان شاء الله وان كنت أشعر أننا تأخرنا وأن هذا التأخر بدا للبعض رسالة سلبية."

وأضاف أن أي تأخير في تطبيق الخطة سيستغله من وصفهم بالراغبين في كسر ارادة قوات الأمن.

وقال المالكي من قبل إن الحملة الأمنية ستستهدف المسلحين الشيعة والسنة على السواء وذلك ردا على انتقادات بأن من أسباب فشل حملة مماثلة في الصيف الماضي أن حكومته التي يهيمن عليها الشيعة منعت القوات الاميركية من تعقب الميليشيات الشيعية.

ويقول مسؤولون عراقيون إن الحملة المزمعة كان من المقرر انطلاقها هذا الاسبوع لكن قوات الامن العراقية طلبت مزيدا من الوقت لنشر جنودها في الاماكن المناسبة. وفشلت حملة سابقة في الصيف الماضي لان عدد القوات العراقية المشاركة فيها كان أقل كثيرا مما ينبغي.

وبالاضافة الى ذلك لم يصل حتى الآن القائد الجديد للجيش الاميركي في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس وهو خبير في مكافحة التمرد لكن من المقرر أن يصل في الايام القليلة المقبلة. وخصص الرئيس الاميركي جورج بوش 17 ألف جندي اضافي لحملة بغداد المزمعة.

ورغم دعوة المالكي الى التعجيل يقول ضباط أميركيون انه سيكون هناك تدرج في الحملة.وفي وقت سابق الثلاثاء، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان زيادة القوات في العراق "ليس الفرصة الاخيرة" من اجل النجاح، والمح الى انه يدرس الخطوات التي يجب اتباعها في حال فشل عملية تعزيز القوات هناك.

وقال غيتس "ساكون غير مسؤول اذا لم افكر بماهية البدائل".

وابلغ وزير الدفاع الاميركي اللجنة ان عملية بغداد ينبغي ان تكون قد انطلقت الاثنين، لكنه اردف انها "ربما تتأخر بضعة ايام، ومن المرجح ان يتم تطبيقها بطريقة متدحرجة".

عنف وخطف

في غضون ذلك، اودت اعمال العنف في العراق بما لا يقل عن 25 شخصا بينهم جنديان اميركيان كما اصيب العشرات بجروح في هجمات في مختلف المناطق بينها سيارات مفخخة في بغداد حيث عثرت الشرطة على 30 جثة مساء.

وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد) اعلنت الشرطة ان احد مراكزها تمكن من القبض على "شبكة ارهابية تابعة لتنظيم التوحيد والجهاد". واكد العقيد شيرزاد موفري قائد مركز شرطة العروبة "القبض على شبكة ارهابية من سبعة اشخاص اثنان منهم كانا من عناصر الشرطة الذين يتولون حماية احد المصارف".وفي حادث قد ينذر بمزيد من التوتر بين الولايات المتحدة وايران قال مسؤولون ايرانيون وعراقيون ان مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي خطفوا دبلوماسيا ايرانيا في بغداد. وحملت طهران الجيش الاميركي المسؤولية وطالبت باطلاق سراحه.

وكانت القوات الاميركية في العراق قد اعتقلت عددا من الايرانيين بينهم دبلوماسيون خلال الشهرين الاخيرين وما زالت تحتجز خمسة ايرانيين. وتتهم واشنطن ايران بمساعدة المسلحين الذين يقاتلون القوات الامريكية في العراق وتعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بوقف ذلك الدعم.

ونفى متحدث باسم الجيش الاميركي أي دور للقوات الاميركية في الحادث الذي يأتي وسط توترات بين الولايات المتحدة وايران بسبب برنامج طهران النووي.