نجحت القوات الروسية بالسيطرة على مدينة سوليدار الاستراتيجية في دونباس في خطوة مهمة، ستفتح الباب امام التقدم الى مرحلة جديدة من مراحل العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها القوات الروسية في إقليم دونباس.
من الناحية السياسية فان سيطرة القوات الروسية على سوليدار يؤكد انها قادرة على التقدم في اي وقت وقلب الموازين، بالتالي فان لا مكان للهزيمة في قاموسها، ويبدو ان ثمة اصرار على مواصلة المعركة بالسعي باتجاه المناطق الاستراتيجية والسيطرة عليها ويعزز مواقعها وقدراتها على الصمود ، في ظل الفشل الغربي في استخدام القوات الاوكرانية لتحقيق مآرب الناتو، ويبدو انه بات من الضروري التحول الى الحوار مع موسكو بعد استحالة عزلها عن العالم
ماذا تعني السيطرة على سوليدار؟
وجاء الاعلان عن السيطرة واقتحام مدينة سوليدار بعد اشهر من المعارك التي خاضها المتحاربون ، ويؤكد محللون ان السيطرة على سوليدار تعني تطويق مدينة باخموت من الشمال وفصل الجبهة الشرقية الأوكرانية، وتعطيل خطوط الاتصال الأوكرانية، واضعافها وتكبيلها ، فالمدينة استراتيجية وحاولت القوات الاوكرانية التشبث بها الا انها فشلت في النهاية امام ضربات قوات فاغنر الروسية التي تعتمد عليها القوات الروسية في الاختراق والتقدم والقتال وجهاً لوجه.
ما هي اهمية مدينة سوليدار؟
تشرف مدينة سوليدار بتلالها المرتفعة على خطوط الدعم والإمداد الإستراتيجي بين منطقتي لوغانسك ودونيتسك، والسيطرة على تلك المدينة يعني بالنسبة لروسيا تأمين تلك الخطوط الى المنطقتين اللتين اعلنتا الانضمام الى الاراضي الروسية العام الماضي، اي ان سوليدار عقدة طرق رئيسية بين مدن مهمة، وبسيطرتها على المدينة ، ستعزز القوات الروسية الآمال الروسية بتعديل مسار الحرب حيث انها على بعد نحو 10 كلم من مدينة باخموت.
كما تعتبر سوليدار مناجم الملح والجبس، وهو ما يمكن أن يوفر عائدات لمن يسيطر عليها، ومخزن التصدير الى اوربا وقد استخدمتها القوات الاوكرانية في تخزين المعدات خوفا من الغارات الجوية
ما بعد سوليدار
وتكمن اهمية السيطرة على سوليدار بالنسبة للقوات الروسية الانطلاق الى ما بعد سوليدار، وهي السيطرة على كامل أراضي دونباس، علما ان 95% من اراضي لوغانسك باتت في قبضة القوات الروسية ومن المفترض أن "تتحرر" أراضي دونيتسك نتيجة العمليات الجارية الآن.
خسائر كبيرة في صفوف الاوكرانيين
ووفق المعلومات الواردة فان القوات الاوكرانية تكبدت خسائر فادحة في الارواح والمعدات، دفعها لفتح جبهة صواريخ على المشفيات والمدارس والمناطق المدنية في المدينة، حيث يعد فقدانها خسارة للأوكرانيين على الجبهة الشرقية ، في الوقت الذي اكتشفت القوات الروسية شبكة أنفاق طول الواحد منها إلى 200 كم تحت المدينة. وقد يكون ثمة مرتزقة ومعدات أوكرانية في هذه الأنفاق، وسيحقق استكمال تطويق مدينة باخموت وتفتح المجال لتقدم القوات الروسية نحو محور دفاعي آخر، وقد جاءت العملية بعد ادعاءات غربية بتراجع القوات الروسية وهزيمتها
وامام تلك المعطيات التي تم الكشف عنها في اعقاب السيطرة الروسية على سوليدار، فانه يمكن الاعلان عن خطوة مهمة واستراتيجية ، حققتها القوات الروسية في عمليتها العسكرية التي انطلقت قبل عام تقريبا، على الرغم من محاولات الغرب التهرب من الافصاح عن اهمية تلك الخطوة والخسارة الكبيرة للقوات الاوكرانية والفشل الذريع للدعم الغربي، فالنصر المحدود الذي تم تحقيقه سيفتح الافاق امام تقدم جديد وهو ما اقرت به وزارة الدفاع البريطانية
