اقر حسن المجيد الملقب "علي الكيماوي" خلال جلسة عقدتها المحكمة الجنائية الاحد في اطار ما يعرف بحملات الانفال، بانه اعطى اوامره باخلاء قرى كردية خلال الحملات التي جرت عام 1988 وقدم الادعاء "اثباتات" جديدة على تورطه فيها.
وفي وقت سابق هذا الشهر قال المجيد للمحكمة انه أمر الجنود باعدام كل من يتجاهل أوامر الحكومة بمغادرة القرى وأكد يوم الأحد أنه المسؤول عن إصدار الأوامر بتدمير القرى وتشريد أهاليها.
لكنه قال ان الانفال كانت حملة عسكرية مشروعة لان المسلحين الاكراد في اقليم كردستان الشمالي انحازوا الى صف ايران خلال المرحلة الاخيرة من الحرب بين العراق وايران.
وذكر المجيد للمحكمة بعد أن قدم المدعون أكثر من 20 وثيقة تحوي تفاصيل عن القرى التي دمرت والاشخاص الذي أجبروا على النزوح من منازلهم أنه هو الذي اتخذ القرارات بتهجير الاهالي.
وأضاف أن الاوامر صدرت لان المنطقة كان بها الكثير من العملاء الايرانيين وأنه كان من الضروري عزل هؤلاء "المخربين" الذين احتلوا مساحات كبيرة من الاراضي العراقية.
وابرز الادعاء العام خلال الجلسة رسائل وبرقيات متبادلة بين كبار مسؤولي الوزارات تؤكد احداها "لقد اتخذنا الاجراءات المناسبة لتدمير القرى كما امر علي حسن المجيد".
وورد في احدى البرقيات المرسلة من الاستخبارات العسكرية في الشمال الى وزارة الدفاع "يرجى تاكيد القرى التي يجب تدميرها" في حين كتب ضابط برتبة لواء ما يلي "لقد انجزنا تدمير جميع القرى".
وافادت برقية اخرى من الاستخبارات العسكرية في السليمانية "نبلغكم بان مجموعة من الصحافيين توجهت الى موقع الضربات الكيميائية".
وقد بدات اولى جلسات المحاكمة امام المحكمة الجنائية العليا في 21 آب/اغسطس الماضي.
واسفرت حملات الانفال عن مقتل حوالى مئة الف شخص وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف.
ويحاكم في القضية فضلا عن المجيد قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقا الذي اوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق وهو متهم بانه احد ابرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين.
كما يحاكم ايضا طاهر توفيق العاني محافظ الموصل خلال حملة الانفال وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانيا وكان يتلقى الاوامر مباشرة من علي حسن المجيد.
اما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرب من صدام وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية فهما متهمان بالمشاركة في الحملة.