عمان- صفاء الرمحي
أجرى المقابلة : سليم السعيد
أبدت اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس امتعاضها من قرار الرئيس الأمريكي بإعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وعزمها نقل سفارة بلادهم إليها، واعتبروها خطوة في الاتجاه غير الصحيح لأنها تعيق حل القضية من جهة وتأثير سلبي كبير على العلاقات العربية والإسلامية – الأمريكية في حال تنفيذه من جهة أخرى، وهذه الخطوة تشجع جشع "مغفلي" السياسة الإسرائيلية للسيطرة على المنطقة من البحر إلى النهر.
وبينت اللجنة أن نقل السفارة الأمريكية يعد ضربة قاصمة لعملية السلام المتعثرة ومحاولة لفرض أمر واقع جديد وزعزعة الوضع في المنطقة ومخاطر على حل الدولتين، وضربًا بعرض الحائط الوصاية الأردنية على المقدسات المسيحية والمسلمة في المدينة منذ 1924.
على الرغم من اعتراف اسرائيل بدور المملكة الأردنية الهاشمية على المقدسات بموجب اتفاقية أوسلو1994( معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية) إلا أنهم تجاوزوهم بتثبيت كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية وأجهزة كشف معادن على بوابات المسجد دون تصريح أردني، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفيين الإسرائيلي والفلسطيني، بعدها جاء تصريح ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، الذي لا يستند لأسس القانون الدولي ويتجاوز الدور الأردني المتفق عليه.
واشارت اللجنة إلى أن الولايات المتحدة ستفقد مصداقيتها ولن تكون طرفاً مقبولاً كراعٍ للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأنها بذلك تخالف القانون الدولي الذي يعتبر القدس من الأراضي المحتلة 1967، كما أنها تخالف كل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقدس بدءً من قرار التقسيم رقم (181) الذي أفرد للقدس وضعاً خاصاً ثم القرار (242) الذي اعتبر القدس الشرقية من الأراضي المحتلة عام 1967 والتي يجب على إسرائيل الانسحاب منها، والقرار رقم (478) الذي نص على دعوة الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحب هذه البعثات من المدينة المقدسة وغيرها من القرارات الدولية.
في مقابلة لموقع "البوابة" مع الأمين العام للجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس عبدالله كنعان حول قرار ترامب كان الحديث التالي:
ما هو دور اللجنة الملكية لشؤون القدس؟
تتابع اللجنة الملكية لشؤون القدس الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى و على القدس يومًا بيوم وساعة بساعة وتوثقه، إذ أصدرت اللجنة الملكية لشؤون القدس كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية يرصد اعتداءات إسرائيل منذ اليوم عام 1967.
كيف تقومون بمسؤولياتها اتجاه القدس من الأردن ؟
اللجنة الملكية لشؤون القدس على اتصال دائم مع الجهات المعنية عن القدس ( وزارة الأوقاف الأردنية، والصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى و قبة الصخرة المشرفة.. إلخ).
وزارة الأوقاف هي التي تدرس ما يحتاج مسجد الأقصى( 140 دنمًا التي تشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى) ويتولى الصندوق جمع الأموال والإشراف على المشاريع، ولجنة الإعمار تشرف على المشاريع و تنظر باحتياجات المسجد الأقصى المبارك من صيانة من أعمار من متابعة يومية و تأخذ قراراتها و ترسل مهندسيها و تبرم العقود مع الشركات التي ستتولى أعمال الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى.
كيف أثر قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس على واجباتكم؟
لا نعترف بقرار ترامب على الإطلاق، وللأسف هذا الرئيس لا يحترم المجتمع الدولي ولا ينظر إلا لمصلحته الشخصية ومصلحة اللوبي الصهيوني.
الأردن سيبقى مدافعًا عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وسيبقى راعيًا لها و وصيًا عليها، و لم يألوا جهدًا في الدفاع عنها بكل المحافل الدولية أو بإقناع المجتمع الدولي بضرورة الرجوع عن هذا القرار الأمريكي الجائر، ولن يتوقف عن السعي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية حتى يسود الأمن والسلام.
كيف يهدد هذا القرار مسؤولياتكم؟
قرار ترامب شجع مغفلي السياسة الإسرائيليين بجشع السيطرة على كامل المسجد الأقصى والقدس وتهجير السكان الأصليين والاستيلاء على المنطقة من البحر للنهر.
وهذا القرار لم يغير الواقع ورعايتنا للمقدسات الإسلامية والمسيحية باقية.
ما هو ردكم الرسمي على هذا القرار؟
لم نرد رسميًا إنما نرغب بتقديم النصيحة للرئيس الأمريكي بأن تستأنس برأي الملك عبدالله الثاني والأخذ بآرائه إن أرادوا الأمن والسلام للمنطقة فهو بشهادة سياسي العالم وأغضاء الكونغرس رجل حكيم.
تجدون في البوابة ايضًا:
صحافي يفضح البيت الأبيض بكتاب " نار وغضب"
ترامب ينحاز لإسرائيل بقرارات القدس.. ومستشارته تحتفل بعيد حانوكا اليهودي
"الجنائية الدولية" تضغط على الأردن لرد فعلها الغاضب لقرار ترامب بشأن القدس
ترامب يؤجج الشرق الأوسط بقرار نقل السفارة.. ورويترز تحدد الموقع