الليبيون يحيون "جمعة الخلاص" بطرابلس والانتفالي يدعو ثوار المدن الاخرى لمغادرة العاصمة

تاريخ النشر: 02 سبتمبر 2011 - 03:12 GMT
ليبيون في ساحة الشهداء في طرابلس
ليبيون في ساحة الشهداء في طرابلس

احيا آلاف الليبيين في طرابلس "جمعة الخلاص" اذ ادوا الصلاة في "ساحة الشهداء"، في وقت دعا مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي المتمردين الذين اتوا من مدن مختلفة الى مغادرة العاصمة بعدما باتت "مدينة محررة".
وقال خطيب صلاة الجمعة امام المصلين الذين كان يلوح بعضهم بالاعلام الخضراء والسوداء والحمراء "حل النصر وذهب الظلم (...) والطاغية لن يعود الى طرابلس حتى وان اريقت دماؤنا جميعا".
واضاف فيما كان مسلحون يفتشون المداخل المؤدية الى الساحة التي كانت يطلق عليها في السابق اسم الساحة الخضراء وسط صيحات "الله اكبر" والهتافات المعارضة لمعمر القذافي "نريدها دولة وسطية ترفع شعار الاعتدال".
وقال نوري خليفة (50 عاما) وهو مهندس نفط لـ"فرانس برس": "الآن اصبحنا نشعر بالأمان، كل شيء افضل من السابق، ومهما حدث فلن يكون اسوأ مما كنا نواجهه كل يوم على مدى 42 عاما".
وعقب انتهاء الصلاة، تجمع المصلون حول عدد من الثوار ورددوا هتافات معادية للقذافي بينها "ليبيا فيها رجالة قولوا للقذافي وعياله"، و"لا شرقية ولا غربية، وحدة وحدة وطنية".
في هذا الوقت قال مسؤول الداخلية في المجلس الانتقالي احمد ضراط لوكالة "فرانس برس" ان "طرابلس تحررت لذا يتعين على الجميع مغادرة المدينة والعودة الى مدنهم". واضاف ان "الخطر زال ومغادرة الثوار الآخرين امر طبيعي".
واكد ان "ثوار طرابلس قادرون على حماية مدينتهم".
وكانت مجموعة من الثوار اعلنت مساء الخميس في العاصمة عن تشكيل "مجلس ثوار طرابلس" داعية الثوار من المناطق الاخرى الى مغادرة المدينة.
وجاءت هذه الدعوات بعدما دعا معمر القذافي المتواري عن الانظار، مساء الخميس في رسالة صوتية عبر قناة "الراي" التي تبث من سوريا الليبيين الى المقاومة المسلحة للقضاء على "العدو وطرد الاستعمار"، في اشارة الى حلف شمال الاطلسي.
وقال القذافي الذي بدا في خطابه اكثر هدوءا من المعتاد "ايها الليبيون رجالا ونساء استعدوا لمقاومة الاستعمار كما فعل اجدادكم، استعدوا لحرب طويلة فرضت عليكم لا يستطيع استعمار ان يخوضها على المدى الطويل، مقاومتكم ستصعد يوما بعد يوما".
وتابع: "استعدوا لحرب المدن وحرب العصابات. استعدوا لنشر المقاومة الشعبية في طول ليبيا وعرضها. الهدف القضاء على العدو اينما كان".
واتهم البلدان المشاركة في العمليات العسكرية للحلف الاطلسي في ليبيا بانها تسعى "لوضع اليد على اموال الشعب الليبي لتجويعه واخضاعه وامتلاك المياه والنفط والكهرباء والمواصلات".
واضاف ان "الاستعمار" يريد ان "تصبح ليبيا مستعمرة تماما وخاضعة تماما" وان "يجند الليبيون لمحاربة بعضهم بالقوة" كما "يريد اعادة ليبيا الى ما كانت عليه قبل ثورة الفاتح". الا انه قال "نفضل الموت على هذا".
والتسجيل كان الثاني للقذافي خلال ساعات بعد تسجيل سابق الخميس قال فيه "اذا ارادوا معركة طويلة فلتكن معركة طويلة. اذا اشتعلت ليبيا من يستطيع ان يحكمها؟ فلتشتعل".
وصدر هذان التسجيلان في ذكرى "ثورة الفاتح من سبتمبر" التي اوصلت القذافي الى الحكم في الاول من ايلول (سبتمبر) 1969.
وفي مقابل هذه التهديدات، اكد قادة للثوار لفرانس برس انهم مستعدون لمواجهة اي هجمات قد يشنها موالون للقذافي.
واعتبر ضراط اليوم ان "خطابات القذافي لا تؤثر على نجاح الثورة".
واعلن عن خطط امنية تشمل عناصر الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى ستطبق بدءا من صباح غد السبت في طرابلس التي سبق ان سرت فيها اشاعات عن تحضيرات لنشر سيارات مفخخة تستهدف الثوار.
وقال ضراط ان "نسبة كبيرة من الشرطة والامن ستلتحق باعمالها بدءا من صباح السبت وذلك في اطار خطط امنية تهدف الى حماية المدينة والاهداف الحيوية فيها".
وتابع ان "افراد الشرطة لم يقاتلوا وجميعهم ثوار، وليس لدينا مشكلة معهم لانهم كانوا في اجهزة امنية تخدم الدولة وليس النظام".
لكن ضراط اشار الى ان "هناك بعض الافراد الذين تلطخت اياديهم بالدماء والفساد وقد جرى تحييدهم حتى اتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم"، مشيرا الى ان عدد هؤلاء "الضباط لا يتجاوز الـ30".
وياتي الاعلان عن الخطط الامنية قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها المجلس الانتقالي لقوات القذافي في سرت (360 كلم شرق طرابلس) للاستسلام، وسط انباء متضاربة عن تمديد المهلة التي تنتهي السبت لاسبوع اضافي "حقنا لدماء الليبيين"، بحسب ضراط.
سياسيا، اكد جمعة القماطي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا الجمعة انه سيتم انتخاب مجلس تاسيسي في ليبيا في غضون نحو ثمانية اشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهرا.
وقال القماطي مفصلا الجدول الزمني الانتخابي للمجلس الانتقالي لاذاعة بي بي سي "وضعنا خارطة طريق بفترة انتقالية من 20 شهرا".
واضاف ان "المجلس الانتقالي سيدير ليبيا لمدة ثمانية اشهر قبل ان يتولى مجلس منتخب من الشعب" السلطة لصياغة دستور و"في غضون عام (من ذلك) سيتم تنظيم انتخابات".
وتابع: "بالتالي امامنا ثمانية اشهر وعام قبل الانتخابات النهائية التشريعية والرئاسية. ومع قليل من التوفيق سينتخب الشعب الليبي في غضون نحو 20 شهرا القادة الذين يرغب بهم".
واعتبر القماطي ان "العملية الانتقالية بدأت" رغم استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية لمعمر القذافي.
واوضح: "طالما ان طرابلس مستقرة وآمنة، وهو واقعها الان، وكذلك شان معظم المدن، فبامكان الليبيين بدء العملية الانتقالية".
وقال ان القذافي "يختبىء وهو معزول" مضيفا ان "توقيفه مسالة والا فسيقتل اذا قاوم".
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعلن من بنغازي (شرق) في 17 آب (اغسطس) "وثيقة دستورية" تنص على تسليم السلطة الى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية اشهر وتبني دستور جديد.
ووضعت الامم المتحدة والقوى الكبرى الخميس في باريس خارطة طريق للسلطات الجديدة في طرابلس، واعلنت الافراج فورا عن 15 مليار دولار لصالحها.
وقد جمعت باريس بعد ظهر الخميس ممثلي حوالي ستين بلدا لمدة ساعتين في الذكرى الثانية والاربعين بالتمام لتولي العقيد معمر القذافي الحكم في ليبيا وبعد ستة اشهر على قمة باريس في 19 اذار (مارس) التي اطلقت العملية العسكرية على النظام الليبي.
وفي مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر الدولي حول مستقبل ليبيا، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والامين العام للحلف الاطلسي اندرز فوغ راسموسن ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مواصلة غارات حلف شمال الاطلسي طالما بقي معمر القذافي يمثل تهديدا لشعبه.
وقال ساركوزي في ختام المؤتمر "سيتم الافراج عن نحو 15 مليار دولار على الفور".