المجلس الانتقالي: لا انتقال الى طرابلس قبل "التحرير"

تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2011 - 09:22 GMT
مقاتلون ليبيون من المجلس الوطني الانتقالي عند نقطة تفتيش شمالي بني وليد
مقاتلون ليبيون من المجلس الوطني الانتقالي عند نقطة تفتيش شمالي بني وليد

 

قال المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا يوم الاربعاء انه لن ينتقل الى العاصمة طرابلس الا بعد "تحرير" البلاد بشكل كامل فيما يتناقض مع تعهد بالانتقال اليها بنهاية الأسبوع.
وكان المجلس قد قال الشهر الماضي انه سيشكل حكومة في طرابلس في إطار خطط لبناء مؤسسات ديمقراطية والتحرك نحو إجراء انتخابات.
وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس والمتحدث باسمه لرويترز ان المجلس الانتقالي سيبقى في بنغازي حتى تحرير المدن الليبية الاخرى وبعدها سيصدر إعلانا وينتقل الى طرابلس.
وتحتشد قوات المحلس الوطني الانتقالي خارج المعاقل الرئيسية الثلاثة الأخيرة الداعمة لمعمر القذافي وهي بني وليد التي تبعد 180 كيلومترا جنوبي طرابلس وسرت مسقط رأس القذافي المطلة على البحر المتوسط وسبها في الصحراء الجنوبية.
ويبدي المقاتلون الموالون للقذافي في بني وليد مقاومة أشد مما كان متوقعا وهاجمت قوات مؤيدة للقذافي الاسبوع الماضي مصفاة لتكرير النفط قرب سرت.
ووصل مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الى طرابلس يوم السبت لاول مرة منذ أن طرد حلفاؤه القذافي من المدينة في خطوة رأى معظم الليبيين أنها تمهيد لانتقال كامل للسلطة الى العاصمة.
وقال محللون ان انتقال المجلس الوطني الاننقالي الى طرابلس في أقرب وقت ممكن مهم لتعزيز مصداقيته وتجنب حدوث فراغ في السلطة.
وكان عبد الجليل يدير الحكومة الانتقالية من بنغازي في شرق البلاد وهي مهد الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي في أواخر أغسطس اب.
ووضع المجلس "خارطة طريق" تحدد خططا لوضع دستور جديد واجراء انتخابات خلال 20 شهرا من المفترض أن تبدأ بمجرد أن تعلن الحكومة المؤقتة "تحرير" ليبيا.
وقال غوقة ان مسؤولي المجلس الانتقالي سيجتمعون مع عبد الجليل في بنغازي يوم الاحد لتحديد ما اذا كانت هناك ضرورة لتغيير خارطة الطريق وبدء الجدول الزمني الذي ينفذ في فترة 20 شهرا قبل التحرير.
وليس واضحا بالضبط كيف ستعرف الجماعات المختلفة التي سيطرت على البلاد ما يعد "تحريرا".
ويقول بعض المسؤولين ان المعيار هو السيطرة على البلاد كلها بينما يقول اخرون ان القبض على القذافي أو قتله ضروري أيضا.
وقال قائد عسكري كبير يوم الاربعاء ان المقاتلين الموالين للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا سيستخدمون الأسلحة الثقيلة اذا لزم الأمر للاستيلاء على بلدة بني وليد الصحراوية التي تسيطر عليها قوات موالية للزعيم المخلوع معمر القذافي ودعا المدنيين الى الخروج منها.
وقال ضو الصالحين الذي يقود قوات تقاتل للسيطرة على بني وليد ان الموالين للقذافي نصبوا قاذفات صواريخ ومدافع مورتر فوق منازل المدنيين في البلدة التي تبعد 180 كيلومترا جنوبي طرابلس.
وأضاف أن قواته ستواجه نحو 1200 من المقاتلين المؤيدين للقذافي بينهم 200 قناص منتشرون فوق أسطح المباني.
وقال الصالحين للصحفيين عند المشارف الشمالية لبني وليد مسقط رأسه ان مقاتليه يعلمون كل مواقع قوات القذافي وانهم بعثوا رسالة الى كل المدنيين لمغادرة البلدة فورا اذا أمكن.
وتدفق مئات السكان الى خارج البلدة على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة في سيارات حملوا فيها أطفالهم وأمتعتهم. وغادرت قافلة من نحو 160 أسرة البلدة يوم الاربعاء.
ويقول السكان ان البقاء في البلدة مستحيل بسبب المعارك في الشوارع والنقص الحاد في الماء والغذاء.
ودوت أصوات نيران المدافع الرشاشة بعدما اشتبكت مجموعات استطلاع من القوات المناهضة للقذافي أرسلت لجمع معلومات قبل شن هجوم شامل على البلدة مع مسلحين مؤيدين للزعيم المخلوع عند مشارفها.
وبني وليد احدى أكبر المعاقل الاخيرة للقذافي الى جانب مسقط رأسه سرت على ساحل البحر المتوسط وبلدة سبها في الصحراء الجنوبية.
وواجهت القوات المدعومة من المجلس الوطني الانتقالي الحاكم مقاومة أكبر من المتوقع في بني وليد. وكانت قد قدرت في البداية عدد القوات الموالية للقذافي ببضع مئات.
وقال الصالحين انه اذا استخدمت قوات القذافي أسلحة ثقيلة فستفعل قواته الشيء نفسه. ورفض تحديد متى سيبدأ القتال مكتفيا بقوله ان المدنيين سيحصلون على وقت كاف للخروج.
ويدرك الصالحين مدى صعوبة السيطرة على تلال بني وليد القاحلة ووديانها. وكان قد ساعد في قيادة انتفاضة ضد القذافي هناك في عام 1993 ثم قضى 18 عاما في السجن بعد سحقها.
وقال الصالحين الذي أفرج عنه من السجن في 19 فبراير شباط قرب بدء الانتفاضة الحالية ان عدد السكان ضئيل في المنطقة لكن تضاريسها صعبة بسبب الجبال.
ويقول مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي ان من الصعب السيطرة على وسط بني وليد كثيف السكان لانه منطقة مرتفعة الامر الذي يسمح للمقاتلين الموالين للقذافي بالتصويب من أعلى.
وتحدثت تقارير عن أن المقاتلين غطوا الطريق الى وسط بني وليد بالنفط مما يعرقل تقدم قوات المجلس الوطني الانتقالي.
وقال الصالحين ان نحو ربع سكان البلدة البالغ عددهم 100 ألف نسمة غادروها لكن الكثيرين محاصرون.
وطوقت قوات المجلس الانتقالي البلدة وقال الصالحين انهم متأكدون من أن سيف الاسلام ابن القذافي مختبيء فيها ومعه موسى ابراهيم المتحدث باسم الزعيم المخلوع والتهامي خالد رئيس الامن الداخلي.
وقال الصالحين ان لهم عيونا داخل المدينة.
ولا يعرف مكان القذافي (69 عاما) لكن المتحدث باسمه قال لرويترز في اتصال هاتفي يوم الاربعاء انه ما زال في ليبيا.
وكان سكان بني وليد وأغلبهم من قبيلة ورفلة استفادوا من سخاء القذافي. وانهارت المحادثات عدة مرات مع شيوخ القبائل بهدف التوصل الى تسوية سلمية.
وقال الصالحين ان عددا من أهل بني وليد يعارضون الثورة لان القذافي كان يعطيهم المال والسيارات وأيضا مزايا لشبانهم العاطلين عن العمل.
وأضاف أن شيوخ القبائل يفضلون الاستسلام وعدم القتال لكن البعض كانوا مقربين من القذافي لذلك يقاومون.
وقال قادة المجلس الوطني الانتقالي انهم يتوخون الحذر من محاولة مقاتلين موالين لقذافي التسلل من بني وليد قبل الهجوم وانهم يوقفون السيارات عند نقاط التفتيش بحثا عن الاسلحة.
وقالوا أيضا انهم يفحصون بطاقات هوية المغادرين بحثا عن نحو 90 شخصا مدرجين على قائمة سوداء.
وقال عطية يوسف وهو مسؤول بنقطة تفتيش عند المشارف الشمالية لبني وليد ان القائمة تضم رجال ميليشيا موالين للقذافي ولصوصا وقتلة.
واضاف أنهم يفتشون كل السيارات.
وتابع يوسف يقول ان القائمة تضم الاشخاص الذين شاركوا في أي أنشطة مؤيدة للقذافي بما في ذلك المتطوعون.