انهى حزب "الديموقراطية الجديدة" المحافظ امس سيطرة "الحركة الاشتراكية لعموم اليونان" (حزب باسوك) على الحكم واقر الزعيم الاشتراكي جورج باباندريو بالهزيمة امام زعيم المحافظين كوستاس كرامنليس في الانتخابات التشريعية، التي شهدت تنافسا بين عائلتين سياسيتين هيمنتا على الحياة السياسية في البلاد منذ انتهاء الحكم العسكري قبل 30 عاما.
وإذ يقطف <<الديموقراطية الجديدة>> ثمار الرغبة في التغيير لدى اليونانيين بعد ان سيطر <<باسوك>> على السلطة منذ العام 1993، ستواجه الحكومة الجديدة موضوع المفاوضات لإعادة توحيد قبرص وانتهاء الاعمال المتعلقة بدورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها اليونان الصيف المقبل، بالاضافة الى الوضع الاقتصادي المتدهور.
وذكرت وزارة الداخلية اليونانية أن محافظي الديموقراطية الجديدة حصلوا على 47,25 في المئة من الأصوات، متقدمين على الاشتراكيين الذين حصلوا على 40,61 في المئة من الأصوات، حسب النتائج الجزئية التي تشمل أكثر بقليل من 20 في المئة من مكاتب التصويت. ولا تتضمن هذه النتائج نتائج مكاتب التصويت في أثينا.
وأجمعت استطلاعات الرأي التي بثتها شبكات التلفزة على الاشارة الى فوز حزب <<الديموقراطية الجديدة>> وإن بنسب مختلفة.
وسيحصل حزب <<الديموقراطية الجديدة>> على الغالبية المطلقة في البرلمان اليوناني المؤلف من مجلس واحد، استنادا الى النظام الانتخابي اليوناني الذي يمنح الحزب الفائز حصة الاسد في البرلمان.
وكان بعض المحللين قد توقعوا تكرار ما حدث في انتخابات العام 2000 عندما خرج أنصار حزب <<الديموقراطية الجديدة>> الى الشوارع للاحتفال بعد أن اظهرت النتائج الاولية فوز حزبهم، الا ان هذه النتيجة تغيرت بعد فرز مزيد من الاصوات ليفوز <<باسوك>>.
وحصل الاشتراكيون خلال تلك الانتخابات على 43,79 في المئة من الاصوات مقابل 43,73 في المئة لحزب <<الديموقراطية الجديدة>>. وحصل <<باسوك>> على 158 مقعدا في البرلمان المؤلف من 300 عضو مقابل 125 مقعدا لحزب <<الديموقراطية الجديدة>>.
ويعتبر التصويت إلزاميا في اليونان التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين حوالى عشرة ملايين.
وتجمع مئات المؤيدين لكرامنليس امام مقر الحزب في اثينا وهم يحملون اعلاما يونانية واعلام الحزب الزرقاء والبيضاء. وسيكون كرامنليس اول زعيم مولود بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الاهلية بين العامين 1946 و1949 بين المحافظين والشيوعيين يحكم اليونان. وقال كرامنليس امام انصاره <<اننا عائدون>>.
من جهتها، قالت عمدة اثينا دورا باكوياني، التي يشغل والدها رئيس الوزراء الاسبق قسطنطين ميتوستاكيس منصب الرئيس الشرفي للحزب، <<المنصب سيكون صعبا والعمل امامنا شاق>>.
وسلم باباندريو بالهزيمة. وقال في خطاب هنأ فيه كرامنليس <<لقد فاز حزب الديموقراطية الجديدة بالانتخابات. وأتمنى لكرامنليس النجاح في عمله من اجل خير اليونان>>. اضاف <<المشكلة القبرصية بالنسبة لنا ذات اهمية قصوى. وهي تمر بمرحلة صعبة. وسنواصل ايضا تقديم دعمنا فيما يخص القضية الرئيسية الاخرى المتعلقة بالدورة الاولمبية>>. وتابع <<النتيجة بالنسبة لي هي بداية جديدة. وأدعو كل اليونانيين الى المشاركة في هذا الجهد من أجل بداية جديدة>>.
واختار اليونانيون بين عائلتين سياسيتين هيمنتا على الحياة السياسية في البلاد منذ انتهاء الحكم العسكري قبل 30 عاما. ففي اليمين يقف كرامنليس (48 عاما) وهو ابن شقيق رئيس الوزراء السابق قسطنطين كرمنليس الذي قاد اليونان بعد انتهاء الدكتاتورية العسكرية. وفي اليسار يقف باباندريو (51 عاما) حفيد جورج باباندريو رئيس الوزراء السابق الذي حكم اليونان في الستينيات ونجل اندرياس باباندريو وهو ايضا رئيس وزراء سابق ومؤسس الحزب.
ويقطف حزب "الديموقراطية الجديدة" ثمار الرغبة في التغيير لدى اليونانيين بعد ان سيطر <<باسوك>> على السلطة بشكل متواصل منذ العام 1981 وذلك باستثناء فترة توقف دامت ثلاث سنوات تولى خلالها حزب <<الديموقراطية الجديدة>> السلطة بين العامين 1990 و1993، بالإضافة الى الدفع السياسي الذي اعطاه كرامنليس للحزب.
وتتميز اليونان بتوجهها اليساري التاريخي وبتأييدها الفطري للقضية الفلسطينية ومناهضتها للولايات المتحدة.
وانتخب باباندريو في كانون الثاني/يناير على رأس حزب <<باسوك>> خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته كوستاس سيميتيس. وفقد الاشتراكيون الكثير من شعبيتهم من جراء انتشار الفساد في البلاد على نطاق واسع.
وستواجه الحكومة الجديدة فور استلام مسؤولياتها موضوع المفاوضات في شأن إعادة توحيد قبرص وانتهاء الاعمال المتعلقة بدورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها اليونان خلال الفترة من 13 إلى 29 آب/اغسطس فضلا عن ضمان نجاح برنامج أمني تكلف 650 مليون يورو وسط تهديدات بشن هجمات. وفي الوقت الذي لم يتبق فيه سوى خمسة أشهر على انطلاق الدورة لم يتم استكمال سوى أقل من نصف الملاعب.
ومن بين المهام الرئيسية الاخرى التي تنتظر الحكومة الجديدة كبح جماح ارتفاع الاسعار الناجم عن اتخاد اليونان <<اليورو>> عملة لها، وارتفاع معدل التضخم والبطالة التي بلغ معدلها نحو عشرة في المئة.
وتعهد كرامنليس بتشكيل حكومة مصغرة ومحاربة البيروقراطية وبفرض ضرائب اقل. كذلك تعهد بتأمين موارد مالية اكبر للرفاه الاجتماعي والتعليم والصحة—(البوابة)—(مصادر متعددة)