خبر عاجل

أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة. من جهتها، أفادت مصادر قيادية في الحركة لوكالة الجزيرة بأن الاحتلال الإسرائيلي ...

المصالحة الوطنية بين فتح وحماس: "فورة وطنية" سرعان ما ستهدأ؟!

تاريخ النشر: 28 أبريل 2014 - 07:08 GMT
البوابة
البوابة

من الخطأ قراءة اتفاق المصالحة الفلسطينية بين فصائل المنظمة وفتح من جهة وحماس من جهة ثانية بمعزل عن الاسباب التى دفعت الطرفين الى توقيعه ووضع الالية الزمنية الغريبة التى وضعت في نص الاتفاق لبلورته وتطبيقه، فالاتفاق هو الأول من نوعه الذي لم ترعاه مظلة عربية مما يعني انه تم بدوافع فلسطينية بحتة، فاتفاق مكة الشهير بين فتح وحماس تم في رحاب مكة وبرعاية مباشرة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في فبراير عام 2007 لكنه سرعان ما انهار بعد تجدد المواجهات في غزة بين فتح والقوة التنفيذية لحركة حماس.

وفي حزيران من نفس العام حسمت حماس الأمر عسكريا وسيطرت على القطاع وبدأ عهد الانقسام الجغرافي، وبعده اتفاق القاهرة عام 2011 برعاية مصرية ثم فشل وبعده اتفاق الدوحة عام 2012 ولم ينفذ وكانه لم يكن، فما هو مصير هذا الاتفاق وما هو دافع الطرفين للتوصل اليه؟.

معظم التحليلات تشير الى ان مأزق الطرفين هو الذي سرع في انجاز هكذا اتفاق، مأزق المنظمة والسلطة في مفاوضاتهم مع اسرائيل، ومأزق حماس وفقدانها مصر مبارك، ومصر محمد مرسي وفقدها ايضاً سوريا الاسد وايران والحصار الذي تعانيه مع مصر الحالية.

لربما يكون هذا هو الدافع لأن ما قيل عن المصلحة الوطنية العليا وفقا لبيان المصالحة لا يعدو ان يكون كلاما لأن المصلحة الوطنية منذ حزيران من عام 2007 وهي تنحر على مذبح التنافس على السلطة، والتمسح بالمصلحة الوطنية انه امر غير مقنع على الاطلاق.

إذا ما عدنا الى قراءة البيان لربما نجد بين طياته ما يجعلنا نمسك بالدافع الحقيقي لهذا الاتفاق، من أبرز الملاحظات على البيان والآلية الواردة فيه لتنفيذه ما يلي:

أولاً: اللغة المكتوب فيها الاتفاق، لغة وطنية عامة ومطاطة، وقد استوقتني بصورة خاصة الجملة التالية "وقد استحضر الجميع المسؤولية الوطنية في العمل المشترك وضرورة تعزيز الشراكة في السياسة والقرار حتى يتسنى لشعبنا مواصلة مسيرة الحرية والعودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، وهذه الجملة كما هو واضح انها تتحدث عن المشروع الوطني المشترك لكنها تتجاهل تماما كما نلاحظ ذكر اية وسيلة نضالية لتحقيق هذا البرنامج والاكتفاء بذكر تعزيز الشراكة في السياسة والقرار للوصول للدولة المستقلة والقدس فماذا يعني هذا؟.

هل تم اسقاط وسائل النضال المختلفة والاكتفاء عمليا بالمفاوضات وكيف قبلت حماس بهكذا نص؟ وهل يعني هذا انها اسقطت مبدا المواجهة مع العدو الصهيوني مع بدء تاهيلها لدخول منظمة التحرير الفلسطينية؟؟ وهل تصريحات محمود عباس التى أعلن فيها ان الحكومة الائتلافية التى ستشارك فيها حماس سوف تعترف في اسرائيل هي تعبير عن روح هذا الاتفاق الذي بموجبه ستصبح حماس جزءا من حالة المفاوضات التى مضى عليها 23 عاما بلا أبة نتائج جوهرية.

ثانياً: لفت انتباهي أن الآلية الزمنية طويلة كما أن الربط بين الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني مسألة معقدة وتكاد تكون من الناحية الواقعية مستحيلة التنفيذ، والتفسير المحتمل لذلك أن الذين صاغوا الاتفاق كان همهم الأول هو إعلان أن هناك اتفاقا قد حصل ولم يكن همهم التأكد من امكانية نجاحه وامكانية تنفيذه على ارض الواقع.

قد يكون الاتفاق بداية لتاهيل حماس وابعادها رسمياً عن مسيرة "الكفاح المسلح" ولربما يكون الاتفاق مجرد خلوة لزواج متعة، ولربما يكون "فورة وطنية" سرعان ما ستهدأ بالفشل كما كان حال الاتفاقات السابقة، لننتظر ونرى!.