يسجل كتاب (اضحك على الرئيس) دور السخرية في إنهاء حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في فبراير شباط 2011 .
يقول منتصر جابر: "ربما لأول مرة في التاريخ يسقط شعب حاكمه بالضحك عليه".
ويضيف في كتابه الذي حمل عنوانا فرعيا هو (كيف أسقط المصريون نظام الحكم بالتنكيت) أن الرئيس محمد مرسي أيضا طالته السخرية منذ ترشحه للرئاسة وطوال فترة حكمه التي استمرت عاما واحدا.
والكتاب الذي أهداه المؤلف "إلى كل شهداء ومصابي ثورة 25 يناير" يقع في 218 صفحة متوسطة القطع وصدر في القاهرة عن (الدار للنشر والتوزيع).
ويقول المؤلف إن السخرية سلاح مصري قديم يرجع إلى نحو 46 قرنا وهو عصر الملك سنفرو أبو الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر جنوبي القاهرة، وإن "أقدم نكتة عرفها الإنسان في التاريخ فرعونية الأصل"، حيث طرح البعض سؤالا عن كيفية رفع معنويات الملك سنفرو حين يذهب لصيد السمك؟ وكانت الإجابة.. "ترمي أحد العبيد بدون أن يدري (الملك) ثم تصرخ بأعلى صوتك هناك سمكة كبيرة يا سيدي".
ويضيف أن المصريين تهكموا على الهكسوس الذين غزوا البلاد في القرن الثامن عشر قبل الميلاد حين صوروهم على هيئة فئران.
ويقول جابر إن أحد أسباب تنحي مبارك هو سقوط هيبته بعد انتشار النكات واللافتات خلال 18 يوما من الاحتجاجات الحاشدة التي انطلقت يوم 25 يناير 2011 وكانت "مهينة مذلة.. بالفعل سقط بالتنكيت وبالسخرية منه".
ويرى مراقبون أن روح السخرية باتت في تصاعد لدى المصريين منذ الانقلاب الذي نفذه المرشح الحالي للرئاسة عبد الفتاح السيسي.
وبرزت هذه السخرية بشكل كبير مع الاكتشاف الذي أعلنت القوات المسلحة انه يعالج من امراض الإيدز وفيرس "سي"، والتشبيه الشهير لصاحب الاكتشاف الدكتور إبراهيم عبد العاطي لتحول الفيرس إلى "صباع كفتة" يتناوله المريض.
وليس بعيدا عن هذا الهاشتاج المسيء للسيسي والذي حقق انتشارا واسعا في فترة زمنية على شبكات التواصل الاجتماعي، حقق أكثر من مائة مليون ظهور، و21 مليون وصول، و17 ألف مستخدم، و61 ألف تغريدة، وفق ما أشارت له أرقام موقع كيهول المتخصص في إحصائيات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعتبر نشطاء موقع التواصل الاجتماعي في تفسيرهم لاستخدام هذا الهاشتاج أن "الإهانة هي أولى خطوات إسقاط الهيبة".
ويبرر آخرون استخدام "المفردة النابية" في اسم الهاشتاج بأنها تعبر عن خيانة السيسي للرئيس المنتخب وحنثه بالقسم الذي أداه أمامه وزيرا للدفاع بأن يحافظ على القانون والدستور.
وبدأ المعارضون في توسيع استخدام الهاشتاج ليصبح هتافا رئيسيا يردده المتظاهرون في جميع الاحتجاجات التي خرجت في أول جمعة بعد إعلان السيسي عن قراره الترشح للرئاسة.
كما أنشؤوا تصميما يحمل صورة وزير الدفاع السابق وتحته شعار الحملة، وبدؤوا في طباعته على جدران الشوارع، وامتدت الحملة لتشمل كتابة الشعار على النقود الورقية ووسائل المواصلات العامة.
وترجم النشطاء الهاشتاغ إلى عدة لغات كالإيطالية والألمانية والفرنسية والتركية ونشروه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانطلقت النكات لتسخر من تحول موقف السيسي من الترشح للرئاسة بعد أن كان دائم القسم بأنه ليس له أي طموح سياسي