المعارضة تحيي ذكرى مجزرة حماة وتقدم في الامم المتحدة

تاريخ النشر: 02 فبراير 2012 - 08:00 GMT
المعارضة تحيي ذكرى مجزرة حماة
المعارضة تحيي ذكرى مجزرة حماة

أحيا الناشطون المعارضون للنظام السوري الخميس الذكرى السنوية الثلاثين لمجزرة حماة (وسط) التي اسفرت عن مقتل عشرات الاف الاشخاص، فيما تحدث دبلوماسيون عن مناقشة مشروع قرار جديد في مجلس الامن يتضمن تنازلات بناء على طلب روسيا.
والصيغة الجديدة للمشروع التي وضعت اثر مفاوضات الاربعاء بين سفراء الدول ال15 الاعضاء، لا تتطرق الى تفاصيل عملية انتقال السلطة التي تحدثت عنها الجامعة العربية في خطتها لحل الازمة السورية التي طرحتها في كانون الثاني/يناير.
ولفت العديد من الدبلوماسيين الى ان التصويت على قرار في شان سوريا لن يتم قبل الاسبوع المقبل.
واوضح الدبلوماسيون ان المشروع "يدعم خطة الجامعة العربية الصادرة في 22 كانون الثاني/يناير" لكنه لا يشير الى تفاصيل عملية انتقال السلطة وخصوصا نقل سلطات الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه.
وقال دبلوماسي اخر "الامر الاساسي هو ان يدعم مجلس الامن خطة الجامعة العربية" وان يتضمن المشروع بندا يلحظ ان المجلس سيناقش تطورات الوضع في الاسابيع الثلاثة التي تلي تبني القرار.
ومنذ بداية المفاوضات، شددت روسيا والهند خصوصا على ضرورة الا يدعو مجلس الامن في شكل مسبق الى تنحي الرئيس السوري.
ولم يعد النص يشير ايضا الى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على دمشق في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، كما لم يعد يتضمن فقرة كانت اشارت الى قلق المجلس حيال بيع اسلحة الى سوريا، وخصوصا ان موسكو ترغب في مواصلة هذا الامر.
ولم تدل روسيا حتى الان بموقفها من المشروع الجديد الذي لا يزال قيد التشاور.
وابدت موسكو حتى الان تصلبا، وتوعد مندوبها لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين باللجوء الى الفيتو اذا صوت المجلس "على نص نعتبره خاطئا".
وقال دبلوماسي ان "روسيا لا تريد عملية انتقالية مفروضة" مؤكدا ان المهم في هذا الاطار "العثور على الكلمات" المناسبة.
واورد دبلوماسي اخر ان اجتماعا لمجلس الامن القومي الروسي الجمعة سيتطرق الى الازمة السورية التي ستكون حاضرة ايضا في المؤتمر الثامن والاربعين للامن الذي يلتئم في ميونيخ نهاية هذا الاسبوع.
ميدانيا، قتل خمسة مدنيين الخميس في محافظتي درعا وادلب وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد لوكالة فرانس برس "استشهد ثلاثة مواطنين خلال الحملة العسكرية الامنية المشتركة التي نفذتها القوات السورية اليوم في بلدة الجيزة في محافظة درعا".
واضاف "استشهد شقيقان في قرية معر دبسي في محافظة ادلب اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل قوات الامن السورية".
وافاد المرصد السوري ايضا ان قوات الامن السورية قامت الاربعاء باعدام ناشط في ريف دمشق والقت جثمانه امام طفليه وزوجته مطالبا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بمقتله.
وكانت المعارضة السورية دعت الى التظاهر يومي الخميس والجمعة في سائر انحاء البلاد تحت شعار "عذرا حماة" احياء للذكرى السنوية الثلاثين للمجزرة التي حصلت في هذه المدينة في عهد حافظ الاسد.
وصبغت بعض شوارع المدينة واجزاء من نواعير حماة الاثرية الخميس باللون الاحمر وكتب عليها "حافظ مات وحماة لم تمت"، في اشارة الى الرئيس السابق حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد، بحسب المرصد.
وتعرضت حماة (210 كلم شمال دمشق) ابتداء من الثاني من شباط/فبراير 1982 وعلى مدى اربعة اسابيع، لهجوم مدمر شنته القوات السورية ردا على تمرد مسلح نفذته حركة الاخوان المسلمين، ما اسفر عن سقوط 20 الف قتيل، بحسب بعض التقديرات، في حين تقول المعارضة السورية ان الرقم تجاوز الاربعين الفا.
وسجلت تظاهرات لطلاب في دمشق وداريا بريفها وفق اشرطة مصورة بثت على موقع يوتيوب، وكذلك في حمص (وسط) والقامشلي (شمال) وفق ناشطين.
وكان المرصد افاد ان "دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة الجيزة (ريف درعا) الخميس وبدات باطلاق نار من رشاشاتها الثقيلة باتجاه المنازل"، مشيرا الى ان "القوات السورية احرقت عشرات الدراجات النارية".
واكدت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الحركة الاحتجاجية وقوع "العديد من الجرحى في سقوط قذائف على بلدة الجيزة أثناء اقتحامها صباح اليوم" دون ان تذكر عددهم.
وفي ريف العاصمة، وقعت، بحسب المصدر نفسه، "انفجارات شديدة هزت قرية تلفيتا (40 كلم شمال شرق دمشق) التي تشهد منذ ايام عمليات عسكرية واسعة تسعى السلطات خلالها الى القضاء على من تسميهم +جماعات مسلحة ارهابية+"، مشيرا الى وصول "تعزيزات عسكرية اليها".
وافاد المرصد ان "القوات الامنية نفذت صباح الخميس حملة مداهمات واعتقالات في بلدات عين ترما وعربين وزملكا وزبدين ودير العصافير وشارع الجلاء بمدينة دوما".
وفي شرق البلاد، نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القورية، بحسب المرصد.
من جهته، اعلن رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا محمد مصطفى الدابي الخميس انه "راض" عن اداء بعثة المراقبين رغم استمرار القمع الدامي في هذا البلد.
لكن الدابي وصف الوضع بانه "حرب" مؤكدا انه "شاهد حالات تعذيب".
واعلن الرئيس التركي عبد الله غول ان تركيا قد تفكر في منح اللجوء لعائلة الرئيس السوري بشار الاسد الذي تواجه بلاده حركة احتجاج دامية منذ اذار/مارس 2011، بحسب ما نقلت عنه الصحافة التركية الخميس.
وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها الى مقتل ستة الاف شخص. وبحسب اليونيسف فان 384 طفلا قتلوا بايدي النظام وهناك 15 الف سجين و15 الف لاجىء.