اعتبرت المعارضة السورية ان البيان الرئاسي الصادر الاربعاء عن مجلس الامن يشكل فرصة اضافية للنظام لقمع الاحتجاجات، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للقوات النظامية في مناطق عدة من البلاد.
يأتي ذلك فيما اعلن منشقون عن القوات النظامية تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها.
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار الخميس ان البيان الرئاسي لمجلس الامن حول سوريا الذي صدر امس عن مجلس الامن "في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الاسد، يعطيه فرصة اضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لانهاء ثورة الشعب السوري".
ورأى نشار ان المطلوب من مجلس الامن "قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الاسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري".
وقال نشار "نعتقد انه على بشار ان يتنحي ليفتح الباب امام حلول سياسية تجنب سوريا كارثة الحرب الاهلية التي بدأت تلوح في الافق".
واضاف "ان سياسة القتل (التي يتبعها النظام) تؤدي الى تسلح الشعب للدفاع عن نفسه وهو حق مشروع، ولكن هذا سوف يؤدي الى عسكرة الثورة وربما اسلمتها".
واوضح قائلا "القوى المدنية والتي تبحث عن العدالة والمساواة وقيم التسامح واحترام الاختلاف سوف لن تكون ميالة الى حمل السلاح" بقدر ما ستكون ميالة اليه "المكونات التي قد تلجأ الى السلاح تحت خطاب ايديولوجي أخشى ان يكون ذا لون واحد".
كلينتون تخير الاسد
خيرت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الرئيس السوري، بشار الأسد، بين قبول مقترحات مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، لإنهاء العنف في بلاده، أو مواجهة المزيد من الضغوط والعزلة، وذلك بعدما أبدى مجلس الأمن الدولي دعمه لمساعي الموفد المشترك لحل الأزمة التي تدخل عامها الثاني.
وقالت كلينتون في كلمة وجهتها إلى الأسد و"نظامه"، عقب دعم مجلس الأمن الدولي لمساعي عنان: "اختر هذا المسار والتزم به، المجلس تحدث الآن بصوت واحد."
وتابعت: "ويأمر بوقف كافة أشكال العنف بإشراف الأمم المتحدة، وبدء انسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية، والسماح بدخول الإغاثة للمناطق المتضررة، وبدء عملية سياسية بقيادة سورية للاستجابة للطموحات المشروعة لكافة الشعب السوري تقود لانتقال ديمقراطي."
ووصفت اعتماد أعضاء المجلس الدولي لبيان رئاسي يطالب سوريا بتطبيق مقترحات عنان بـ"الخطوة الإيجابية."
وذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية إن الإدارة تعمل على جبهات عدة لإنهاء العنف بسوريا، منها التنسيق مع الأمم التحدة لنقل مساعدات انسانية، كما تعمل مع المعارضة السورية "لتعزيز استعداداتها للمشاركة في عملية انتقالية بقيادة سورية.
وجاءت تصريحات كلينتون بعد أجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، على دعم مهمة عنان، وإبداء قلقهم البالغ بشأن تدهور الأوضاع في سوريا الذي يدفع البلاد إلى شفا حرب أهلية.
وجاء في البيان الرئاسي للمجلس: "يعرب مجلس الأمن الدولي عن دعمه الكامل لجهود المبعوث لوضع حد فوري لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، ولتأمين الوصول الإنساني، وتيسير قيام عملية سياسية بقيادة سورية للانتقال إلى الديمقراطية والنظام السياسي التعددي الذي يكون فيه المواطنون متساوين بغض النظر عن انتماءاتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم، ويشمل ذلك إجراء حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة."
وأكد البيان الدعم الكامل لمقترحات النقاط الست المقدمة إلى السلطات السورية كما حددها المبعوث المشترك إلى مجلس الأمن الدولي.
وذكر أن المبعوث الخاص سيسعى كذلك للحصول على التزامات مماثلة من المعارضة وجميع الأطراف ذات الصلة لوقف القتال.