انتهت، قبل اكثر من شهر، مهلة الـ 90 يوما التي حددها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لوزارتي الخارجية والدفاع في حكومته، لوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين داخل سوريا والدول المجاورة، الأمر الذي أعاد الجدل مجددا حول هذه المناطق وشكلها وآلية تنفيذها، والتخوف من تقسيم سوريا.
الرئيس الاميركي امر بلك من دون تحديد الخلفية التي دفعته لإقامة مناطق آمنة، حيث من المفترض أن يكون هنالك إيضاحات حول ما هي مساحات هذه المناطق، وأماكن وجودها، وطرق حمايتها الامر الذي زرع تخوف من أن ترسخ مناطق ترامب الآمنة التقسيم الداخلي، أو ربما توزيع سوريا على دول الجوار، وهذا أكثر خطورة.
الخطوة الاميركية ليست الاولى في هذا الاتجاه إذ أثير هذا السيناريو عام 2015 عند إعلان تركيا سعيها لإنشاء منطقة عازلة بعمق 89 كيلومترا وطول 90 كيلومترا داخل الأراضي السورية وفي اسوء الاحتمالات يتم تقسيم البلاد الى دويلات سنية وعلوية ودرزية وكردية، ستكون دولا ضعيفة متناثرة غير قابلة للحياة يسيطر عليها متطرفون بالقوة نتيجة ضعف البنية والهيكلة في تلك الدويلات
الحال مشابه الان للعراق وليبيا والصومال وهي دول التدخل الاميركي التي تحولت الى دول فاشلة تهدد دول الجوار والمتاطق المحيطة بها بل ووصل التهديد الى اوربا التي اصبح الارهاب ينخر جسدها
وإذا نجح التقسيم في سورية، واستقر على دويلة كردية وأخرى علوية وثالثة سنّية، فان «درعا هي أهم منطقة لأنها قد تضم لاحقاً إلى الأردن والجولان إلى إسرائيل كيلا تصبح منطقة عربية مناوئة لها. وفي الشمال، تقام شرق الفرات الدويلة الكردية تحت مسميات حكم ذاتي، أو كانتون تمهيداً للدولة الكردية الكبرى التي تضم أجزاء من تركيا وإيران والعراق». وفي الأثناء يترك الوسط السوري ساحة قتال ضد «الإرهاب»، فتصبح محافظة إدلب خزاناً بشرياً وعسكرياً يشهد استمرار المعارك
يؤكد مراقبون إن تصريحات ترامب حول إنشاء مناطق آمنة في سوريا "نوع من العنجهية الأمريكية، كون أمريكا لم توضح ما هي هذه المناطق، وما هي صلاحيات الرئيس الأمريكي بفرض مناطق آمنة بدولة عضو في الأمم المتحدة علما ان مفهوم المناطق الآمنة يتطلب قرار اممي وهو ما يتجاوز عنه الرئيس الاميركي الذي يبدو انه جاهل في التعامل مع القرارات السياسية
الرئيس الاميركي امر بلك من دون تحديد الخلفية التي دفعته لإقامة مناطق آمنة
