على عكس ما جاء في بيان وزعه وعلى عكس تصريحاته ونفيه لوسائل الاعلام عربية منها "البوابة" اكد النائب عزمي بشارة، رئيس حزب التجمع الوطني في اسرائيل، انه قام فعلا بنقل رسالة من الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود باراك (1999 ـ 2001) الى الرئيس السوري السابق حافظ الاسد، بخصوص الانسحاب من الجولان.
ووفقا لصحيفة "الشرق الاوسط" فقد اضاف بشارة جديدا حين قال ان المخاوف الاسرائيلية من ان سورية تريد حصتها من مياه بحيرة طبريا لم تكن في محلها، اذ ان سورية كانت تريد الوصول الى حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 من الناحية المبدئية، ولم تكن تريد استغلال مياه البحيرة.
وقالت الصحيفة ان تصريحات بشارة جاءت خلال لقاء صحافي اجرته اذاعة الجيش الاسرائيلي معه ومع وداني ياتوم، المستشار السياسي في مكتب باراك وهو الرئيس السابق للموساد. واكد ياتوم في اللقاء، بشكل قاطع، انه اجتمع مع بشارة ووجه رسالة عبره من باراك الى الرئيس السوري الراحل يطلب فيها اجراء مفاوضات سلام مع سورية على الاسس التالية:
انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي التي احتلتها في الجولان 1967، باستثناء المقطع الصغير من بحيرة طبريا.
مقابل المقطع الذي تتنازل عنه سورية، تتنازل لها اسرائيل عن منطقة تساوى مساحتها عدة اضعاف مساحة المنطقة المستثناة المذكورة اعلاه، وذلك في المنطقة الحرام الواقعة على الحدود بين الطرفين.
إسرائيل تصر على محطة انذار فوق جبل الشيخ. واكد ياتوم انه رسم الحدود المقترحة على منديل ورقي، وسلمه الى بشارة.
وسئل بشارة في اللقاء نفسه ان كان ما يقوله ياتوم صحيحا، علما بانه نفى نفيا قاطعاً في وسائل الاعلام هذه الرواية، الا ان بشارة اكد للاذاعة العبرية ما قاله ياتوم واضاف عليه كلمة "دقيق". ولكنه اوضح انه لم يكن مبعوثاً رسيماً للحكومة الاسرائيلية. وقال: "انا كنت اجري لقاءات عدة في سورية، ومن الطبيعي ان ارغب في سماع الموقف الاسرائيلي من المصدر الاول. وهذا يتم من خلال قراءة الصحف واجراء اللقاءات. وانا التقيت ايضا مع باراك عدة مرات. كما سافرت الى الجولان نفسه والتقيت المستوطنين فيه، فنحن نعمل بالسياسة. وهكذا هي السياسة". ونفى بشارة قصة المنديل المذكور.
وكان ياتوم قد اكد هو ايضا ان بشارة لم يكن مبعوثا رسميا للحكومة. لكنه قال انه في ذلك الوقت لم تكن هناك اتصالات مع سورية، فقرروا استغلال عزمي بشارة. واكد بشارة في هذه المقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي ان معلوماته تشير الى ان سورية صادقة مائة في المائة في نواياها للوصول الى سلام شامل مع اسرائيل. وانها جادة في طرح مبادرة السلام الحالية (التي اعلنها الرئيس بشار الاسد في مقابلة مع "نيويورك تايمز" في مطلع كانون الاول/ ديسمبر الفائت.. وقال "ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي. لكن المشكلة ان في هذا الملعب (الاسرائيلي) لا يوجد لاعبون، فرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، لا يريد سلاما ولا يفكر في السلام"—(البوابة)—(مصادر متعددة)