عاد التوتر مجددا بين ابرز الجماعات المتشددة في شمال سورية حيث قامت خيئة تحرير الشام التي كانت تعرف بالنصرة باعتقال قيادات من حراس الدين الذي انشق عنها في وقت سابق وعملت على تصفيته عدة مرات
جاء ذلك ضمن حملة أمنية شنتها الهيئة في الآونة الأخيرة ضد القيادات والمقاتلين الأجانب العاملين خارج تنظيم "تحرير الشام"، والذين لهم صلة بتنظيم "حراس الدين" المتشدد المتهم بمبايعته لتنظيم "القاعدة".
اعتقالات قيادات اجنبية متطرفة
اعتقل الجهاز الأمني في "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) أبو عبد الله السوري، وهو الإداري العام في التنظيم، على حاجز موقت لأمنية الهيئة بالقرب من دوار الساعة وسط مدينة سلقين شمال إدلب، المتاخمة للحدود السورية التركية، واقتادته إلى جهة مجهولة، كما القت القبض على صحافي ومقاتلين وقيادات أجانب (فرنسيين وأتراكا)، إثر عمليات دهم لمنازلهم في مدينتي جسر الشغور وسلقين شمالي غربي محافظة إدلب شمال غربي سورية، بالإضافة إلى إقامة حواجز مؤقتة من قبل عناصر الهيئة، والتي اعتقلت من خلالها بعض المقاتلين.
مداهمات النصرة في ادلب وجسر الشغور
وقال موقع العربي الجديد ان (قاطع الحدود) التابع لـ "هيئة تحرير الشام" داهم مساء الخميس الماضي عدة منازل لمقاتلين أجانب، مقربين من تنظيم "حراس الدين" في مدينة جسر الشغور غرب إدلب، ومدينة سلقين شمال المحافظة، واعتقلت خلالها كلا من الصحافي الفرنسي المعروف باسم موسى الحسان، والقياديين أبو يوسف الفرنسي، وسيف الله الذي يحمل الجنسية الفرنسية وهو من أصول مغربية، بالإضافة إلى مرافقه الشخصي، ومقاتلين اثنين يحملان الجنسية التركية مستقلين عن التنظيم، واقتادتهم جميعا إلى سجونها في مدينة إدلب.
واعتقلت النصرة يوم 11 فبراير/ شباط الجاري امرأة فرنسية الجنسية تدعى أم آسيا مع أطفالها الاثنين، إثر عملية دهم لمنزلها وسط بلدة أطمة شمال إدلب على الحدود السورية التركية، وهي زوجة شامل الفرنسي القيادي في مجموعة "الغرباء" الفرنسية المستقلة والعاملة في إدلب، والذي اعتقلته "هيئة تحرير الشام" مع قائد مجموعة "الغرباء" عمر أومسين الفرنسي، وشخصين آخرين قبل أربعة أشهر، بعد استدعائهم لمحكمة بمدينة حارم شمال إدلب، إثر خلاف نشب بين المجموعة وتنظيم "الحزب الإسلامي التركستاني"، وعلى الرغم من عقد جلسة صلح بين الطرفين إلا أن الهيئة لم تطلق سراح الفرنسيين حتى اللحظة.
من هو ابو عبدالله السوري
وأبو عبد الله السوري هو نجل القيادي المتشدد رضوان نموس، المعروف باسم أبو فراس السوري، المتحدث السابق باسم "جبهة النصرة"، والذي قتلته مسيرة تابعة للتحالف الدولي، استهدفت اجتماعاً عسكرياً لـ"جبهة النصرة" وتنظيم "جند الأقصى" في الثالث من إبريل/ نيسان عام 2016 على أطراف قرية كفرجالس غرب محافظة إدلب.
خلافات سابقة بين النصرة وحراس الدين
ومنتصف العام الماضي، بدأت "هيئة تحرير الشام" حربها على فصائل ناشطة في إدلب أنهت على إثرها غرفة عمليات "فاثبتوا"، التي تضم "تنسيقية الجهاد" و"لواء المقاتلين الأنصار" وجماعة "أنصار الدين" وجماعة "أنصار الإسلام" وتنظيم "حراس الدين"، المبايع لتنظيم "القاعدة"، وكل هذه الفصائل كانت منضوية في غرفة عمليات "وحرض المؤمنين".
وشنت الهيئة حينها هجمات على مقار لبعض تلك التنظيمات في مقدمتها "حراس الدين"، واعتقلت عددا من قياداته بعد معارك في مركز مدينة إدلب ومحيطها. وترمي الهيئة من ذلك أن تسجل أوراق اعتمادها دولياً وإخراج نفسها من عباءة التنظيمات المتشددة، وذلك بعد أن كانت تلك التنظيمات، التي شكّلت غرفة عمليات "فاثبتوا"، رفضت الاتفاقات المبرمة حول سورية، وتحديداً بين الروس والأتراك، في حين تبنتها الهيئة وعملت على حمايتها.