أعلن حزب النهضة الإسلامي الفائز في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس أنه يريد تشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة في غضون شهر، وأن المشاورات السياسية جارية لهذا الغرض، في خطوة لطمأنة المعارضة بعد فوزها بما يقارب نصف المقاعد في المجلس التأسيسي.
وأكد الحزب أنه يؤيد قيام تحالف وطني واسع مع كل القوى السياسية التي عارضت الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقال المسؤول الإعلامي في حزب النهضة عبد الله الزواري إن حزبه له علاقات جيدة مع كل القوى السياسية في البلاد، مضيفا أن وظيفة أي حزب سياسي هي التعبير عن برامج والأفكار والبدائل، موضحا أن حزبه ومنذ إنشائه حتى قبل الاعتراف به "لم ينزلق في شتم الأصدقاء والحلفاء".
من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم حزب التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات محمد بنور أن المشاورات متواصلة مع حزب النهضة وبقية الأحزاب الأخرى بشأن المستقبل السياسي في تونس بعد الانتخابات.
واظهرت النتائج الاولية لانتخابات المجلس التأسيسي في تونس فوز حركة النهضة ب65 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ عددها 217 مقعدا بعد الانتهاء من فرز الاصوات في 21 دائرة انتخابية من مجموع الدوائر ال27 في الداخل وال6 المخصصة للخارج.
واحرزت حركة النهضة طبقا لهذه النتائج التي اعلنتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للدوائر الانتخابية التي انهت عمليات فرز الاصوات حتى الان 56 مقعدا في الداخل و9 مقاعد في الخارج لتصبح اكبر حزب سياسي ممثل في المجلس التأسيسي القادم في تونس ب65 مقعدا.
وتتوقع الدوائر الانتخابية حصول الحركة على نحو 85 مقعدا بعد اكتمال عمليات فرز الاصوات في بقية الدوائر الانتخابية الست.
وجاء حزب المؤتمر من اجل الجمهورية طبقا لنفس النتائج في المرتبة الثانية ب23 مقعدا تليه العريضة الشعبية ب24 مقعدا فالتكتل من اجل العمل والحريات ب14 مقعدا ثم الحزب الديمقراطي التقدمي بتسعة مقاعد فحزب المبادرة بخمسة مقاعد.
وحصلت احزاب صغيرة اخرى وبعض القوائم المستقلة على نسب ضئيلة من المقاعد تتراوح بين ثلاثة مقاعد لحزب العمال الشيوعي "البديل الثوري" ومقعد واحد لكل من القوائم المستقلة الاخرى.
على صعيد اخر اكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي في مؤتمر صحفي ان البدء في الاعلان عن النتائج الاولية الاجمالية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي سيكون مفصلا بالأرقام والنسب عشية يوم غد الخميس.
واضاف الجندوبي ان التأخير في الكشف عن نتائج الانتخابات يعود الى تواصل عمليات الحساب اليدوي اضافة الى قلة الخبرة في المجال الانتخابي موضحا ان "احتساب الاصوات في تونس الكبرى لم يحسم بعد اذ لا تزال عمليات الفرز متواصلة بالنسبة الى عدد من المكاتب في حين أنه لم يتم الشروع في عمليات الاحتساب بمكاتب أخرى".
وعن نسبة المشاركة في الانتخابات قال الجندوبي "انه حسب التقديرات الاولية للهيئة فان النسبة تقترب من 76 في المئة للمسجلين اراديا و15 في المئة لغير المسجلين الذين تم افرادهم بمكاتب اقتراع خاصة مشددا في السياق نفسه على حرص الهيئة على ان تكون الانتخابات شفافة ونزيهة.
واعلن عن نشر تقرير غدا يتعلق بالتجاوزات التى تم رصدها خلال الحملة الانتخابية والتجاوزات المتعلقة بتكاليف وتمويل الحملات الانتخابية للاحزاب والقوائم المستقلة