لأول مرة منذ عقود، يوافق مجلس النواب الأمريكي، على مشروع قانون بحظر الأسلحة الهجومية، حيث جاءت نتيجة التصويت بواقع 217 صوتا بالموافقة في مقابل 213 من المعارضين، كإجراء عملي للرد على سلسلة عمليات إطلاق النار الجماعية التي شهدتها، مؤخرا، الولايات المتحدة، ووصفت رئيسة المجلس نانسي بيلوسي، مشروع القانون بأنه خطوة حاسمة في الحرب المستمرة ضد الوباء المميت لعنف السلاح.
ومع أنه من غير المتوقع حصول هذا المشروع القانوني على 60 صوتا بمجلس الشيوخ اللازمة من أجل إجازته هناك، لكن العديد من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب نبهوا إلى وقوع عدد من حوادث القتل الجماعي باستخدام مثل هذه الأسلحة النارية، حسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
بايدن: علينا أن نتحرك
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان، بخصوص الموافقة على هذا التشريع في مجلس النواب، أمس الجمعة، إنه « عندما تكون البنادق هي القاتل الأول للأطفال في أمريكا (..) عندما يموت عدد أكبر من الأطفال بالبنادق مقارنة بالشرطة والجيش في الخدمة الفعلية، علينا أن نتحرك ».

وأضاف بايدن « اليوم تحرك أعضاء مجلس النواب الديمقراطيون معا لتمرير حظر الأسلحة الهجومية، ولإبقاء أسلحة الحرب بعيدة عن شوارعنا وإنقاذ الأرواح في هذا البلد، وتقليل الجريمة في مجتمعاتنا ».
وحث الرئيس الأمريكي مجلس الشيوخ على « التحرك بسرعة لإيصال هذا القانون إلى مكتبي »، لافتا إلى أنه « لا يمكن أن تكون هناك مسؤولية أكبر من بذل كل ما في وسعنا لضمان سلامة عائلاتنا وأطفالنا ومنازلنا ومجتمعاتنا ».
من جانبها، وصفت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، مشروع القانون بأنه « خطوة حاسمة في حربنا المستمرة ضد الوباء المميت لعنف السلاح في أمتنا ».

إطلاق النار الجماعي
من جانبه ذكر عضو الكونغرس ديفيد سيسيلين، أحد الرعاة الرئيسيين لمشروع القانون، في بيان أن "عدد الأسلحة يفوق عدد الأشخاص في هذا البلد وعدد حوادث إطلاق النار الجماعي أكثر من عدد أيام السنة"، مضيفا بقوله "هذه مشكلة أمريكية فريدة".
ولكن مشروع القانون لديه فرصة ضئيلة للتقدم في مجلس الشيوخ بسبب المعارضة الواضحة من الجمهوريين.
لقد أودى العنف المسلح بحياة أكثر من 25500 شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة حتى الآن هذا العام، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن منظمة ((أرشيف العنف المسلح)).

الأسلحة الهجومية
وكثيرا ما استخدمت الأسلحة الهجومية والبنادق عالية السعة في أعمال العنف التي تجتاح الولايات المتحدة.
من بين جميع حوادث إطلاق النار الجماعي التي وقعت في الفترة ما بين عامي 2009 و2018، شكلت الأسلحة الهجومية 25 في المائة من الوفيات و76 في المائة من الإصابات غير المميتة، وفقا لما ذكرته ((إيفري تاون فور جن سيفتي))، هي منظمة أمريكية غير ربحية تدافع عن السيطرة على الأسلحة النارية وتعارض العنف المسلح.
وفي الوقت الحاضر، لا تحظر الأسلحة الهجومية سوى سبع ولايات وواشنطن العاصمة.