اكد مسؤولون اكراد ان الهدوء قد عاد الى مدينة القامشلي التي شهدت اعمال شغب يومي الجمعة والسبت اسفرت عن 14 قتيل، وذلك بعد تحذيرات صارمة من السلطات بمعاقبة المسؤولين عن الشغب.
وسقط 14 قتيلا على الاقل في شمال شرق سوريا يومي الجمعة والسبت في وحذر بيان رسمي صدر في وقت متأخر من مساء السبت من أن منتهكي القانون سيواجهون "أشد العقوبات بعد أعمال الشغب التي اندلعت بعد اشتباك في مبارة لكرة القدم في بلدة القامشلي قرب الحدود مع تركيا.
وتوجه وزير الداخلية السوري علي حاج حمود الى منطقة القامشلي لتولي مسؤولية الجهود الرامية الى انهاء يومين من الاضطرابات التي لحقت خلالها أضرار بمبان في عدة بلدات كما أصيب ما يصل الى 40 شخصا بجروح بالغة.
وسمع دوي اطلاق نيران متقطع في القامشلي الاحد وتوقفت الحركة بشكل كبير. وقام رجال الامن وسكان يحملون بنادق صيد مرخصة بالتجول في شوارع المدينة حيث تعرضت مؤسسات عامة وخاصة للنهب السبت وقالوا ان الاوامر صدرت اليهم بعدم اللجوء للقوة "الا اذا لزم الامر".
وقال مسؤولون وسكان ان المكاتب الحكومية في محافظة الحسكة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة فتحت أبوابها ولكن اولياء الامور لم يرسلوا أبناءهم للمدارس. ويمثل الاكراد السوريون 12 بالمئة من
سكان المحافظة.
واتهم خالد خضير نائب محافظ الحسكة جماعات سياسية كردية بالتحريض على الشغب.
وقال ان الاطراف التي حرضت على العنف ولها فروع داخلية وخارجية نشرت بعض الاكراد لاستغلالهم فيما حدث.
وخرج الاكراد في مظاهرة احتجاج السبت أتلفت خلالها ممتلكات عامة وعدة سيارات.
وقال شهود الاحد ان الشرطة اعتقلت عددا ممن يشتبه في مشاركتهم.
وكان للشرطة حضور قوي قرب ضاحية الدومار بدمشق حيث يعيش بضعة الاف من الاكراد.
واتهمت جماعات كردية وبعض جماعات حقوق الانسان في بيان مشترك سوريا "بتجاهل حقوق المواطنين الاكراد" وحثت على ضبط النفس لاحتواء الموقف.
وتأتي أعمال الشغب في الوقت الذي تقترب فيه الادارة الاميركية برئاسة جورج بوش من فرض عقوبات على دمشق لمعاقبتها على سياستها الخارجية.
وقال غازي الديب المدير العام لوكالة الانباء السورية (سانا) لـ"البوابة" ان "بعض الاطراف حاولت التضخيم باستغلال الوضع السياسي وتحويره عن حقيقته بحيث نزلت الغوغاء إلى الشوارع وقامت ما قامت به من افعال مرفوضة وغريبة عن المجتمع السوري".
وقالت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في مقال افتتاحي الاحد ان التوترات اندلعت "وفق خطة هدفها الاساءة الى سوريا والاسهام في مجمل الضغوط المعروفة عليها."
وقالت مصادر قريبة من طريقة تفكير الحكومة ان بعض الساسة الاكراد حاولوا تحويل القضية "من أعمال شغب خلال مباراة لكرة القدم الى قضية ذات بعد سياسي" في اشارة الى مطالب نحو 200 ألف كردي سوري لا يعترف بهم كمواطنين.
وقال مصدر ان الحكومة كانت على وشك اعلان حل لمشكلة الاكراد ولكن الدعاية التي قامت بها الجماعات الكردية المحظورة عرقلت العملية.
ويمثل الاكراد نحو مليونين من تعداد السكان في سوريا والذي يبلغ 17 مليون نسمة الا أن المسؤولين السوريين يتفادون الاشارة الى الاكراد على أنهم أقلية متميزة ويشددون على أهمية الوحدة الوطنية.
ويتقلد الاكراد وأعضاء الاقليات الاخرى في سوريا مناصب رفيعة في الحكومة والجيش.—(البوابة)—(مصادر متعددة)