الاشتباكات التي اندلعت في غزة وامتدت في عدة مناسبات الى الضفة اوقعت اكثر من 300 قتيل ومئات الجرحى
العودة الى البداية
والسبت قتل الناشط الميداني في كتائب القسام محمد الكفارنة (28 عاما) لتعود دائرة العنف مجددا الى القطاع المحاصر وتزامن ذلك مع اطلاق نار على موكب وصفي قبها وزير الاسرى في حكومة حماس وذكرت مصادر فلسطينية أن حراس الوزير ردوا على مصادر النيران، فوقع اشتباك أسفر عن اصابة احد الحراس، قبل أن يتمكنوا من السيطرة على مطلقي النار. وقالت مصادر حماس، إن الحادث أدى الى نشوب معركة بالأسلحة في المنطقة بين أعضاء من حماس وفتح أصيب فيها شخص واحد. وقدمت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس ومسؤولون من حماس روايات مختلفة للحادث. وقال قبها ان مسلحين من فتح، أوقفوا سيارته عند نقطة تفتيش مؤقتة خارج طوباس. وقال إنهم أطلقوا النار على سيارته من دون تحذير. واستدارت قافلته، وسارت في الاتجاه العكسي نحو بلدة جنين بالضفة الغربية. وقال مسؤول بفتح إن مسلحين تابعين للحركة فتحوا النار بعد أن أطلق مسلحون من قوة شرطة حماس، التي ترافق سيارة الوزير النار عليهم. واضاف المسؤول ان مصورا فلسطينيا اصيب بشظية في رأسه. وقال مصدر أمن فلسطيني، انه في مدينة غزة اقتحم مسلحون حرم جامعة القدس المؤيدة لفتح، وأطلقوا الرصاص واصابوا عضوا في مجلس اتحاد الطلاب من فتح. ولم يرد على الفور اعلان مسؤولية عن اطلاق الرصاص في غزة.
وتنفي حماس ان لديها شرطة في الضفة الغربية. وتتهم فتح حماس بالسعي لبناء قوة شرطة هناك.
فتح تتهم
وطالبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني، "فتح"، العقلاء في حركة "حماس" بأخذ زمام المبادرة، وتحمل مسؤولياتهم في لجم التيار الدموي في الحركة، الذي يعمل ليل نهار من أجل ضرب الوحدة الوطنية.
وقالت مصادر في الحركة: عادت مرة أخرى نزوات وشهوات القتل والتدمير تفرض نفسها على الساحة، عبر ممارسات إجرامية وإرهابية، قام بها التيار الدموي في "حماس" طوال الليلة الماضية، وكان مسرحها مدينة بيت حانون الصامدة ومناطق أخرى في القطاع. وأضاف: لقد أصرت المليشيات السوداء على اقتحام ومداهمة وتفجير بيوت المواطنين الآمنين، وتفجير وتدمير المؤسسات العامة التابعة لحركة "فتح" أولاً باستخدام العبوات الناسفة شديدة الانفجار، ومن ثم تجريف البيوت، وإلقاء أهلها في العراء تحت التهديد، وإطلاق النار بصورة فاشية وسادية لا يمارسها إلا الاحتلال الإسرائيلي.
وقال بيان لحركة فتح "لقد أكدت حماس أن مسلسل الإجرام والإرهاب هذا في ظل الأجواء الإيجابية التي تسود الساحة الفلسطينية بقرب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، يؤكد ما ذهبنا إليه وفق المعلومات المتوفرة لدينا في حركة "فتح" والتي تفيد بأن تياراً دموياً في "حماس" يعمل ليل نهار من أجل ضرب الوحدة الوطنية.
وأكدت الحركة، أن ما يجري ليس صدفة، بل مخطط ممنهج، ينفذه التيار الدموي في "حماس" لإعادة الوضع الفلسطيني إلى مربع الفتنة والموت، وهذا ما لن نسمح به مطلقاً، وفي نفس الوقت لن نتهاون في مواجهة القتلة والمجرمين. ودعت كافة أبناء الحركة لرفع درجة الجاهزية في كل المواقع، وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والرد على أي اعتداء، دفاعاً عن النفس والحرمات التي أصبحت مستباحة في أذهان التكفيريين والحاقدين. وطالبت "فتح" العقلاء في حركة "حماس" بأخذ زمام المبادرة، وتحمل مسؤولياتهم في لجم هذا التيار ورموزه المعروفة، ولا يكفي التستر وراء مقولة فقدان السيطرة، التي توفر غطاء غير شرعي للجرائم والاعتداءات الإرهابية الموجهة أولاً ضد الوحدة الوطنية، والتي ستكون نتائجها وخيمة على الجميع. كما طالبت الجهات الراعية لاتفاق مكة المكرمة، والوفد الأمني المصري، بممارسة دور أكثر فاعلية لحماية الاتفاق.
حماس ترد
من جهتها اتهمت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) من وصفتهم "بالمشبوهين" في حركة فتح بقتل الناشط الميداني محمد الكفارنة (28 عاما) في بيت حانون الليلة الماضية. وقالت الكتائب ان " عملية القتل هذه اتت بالرغم من اجواء التهدئة والاتفاق التي تسود الساحة الفلسطينية من اجل تثبيت الوحدة الفلسطينية والتوافق على حكومة الوحدة الوطنية". وتابعت " ان اذناب العدو من المارقين والمشبوهين لايزالون يلاحقون قادة المجاهدين نيابة عن الاحتلال الصهيوني فهم لا يروق لهم ان يسود الامن والامان في ارضنا ويأبون الا الخيانة لدينهم ولوطنهم ولشعبهم". وحذرت مما اسماه " ممارسات الفئة المارقة التي تسخر نفسها في سبيل الشيطان في محاولة لزعزعة الاستقرار وارباك الساحة الفلسطينية واغراقها في حالة من الفوضى والاقتتال".
الأمن الوقائي: حملة "حماس" مسعورة
جهاز الامن الوقائي الذي تعتبره القوة التنفيذية التي شكلتها حركة حماس عدوه اللدود طالب الحركة بوقف ما اسما بـ "الحملة المسعورة ضده" وأوضح الجهاز، في رده على التقرير الذي نشر في موقع "حماس" المسمى "فلسطين الآن"" تحت عنوان "المخابرات والأمن الوقائي مصادر معلومات لاستخبارات الاحتلال"، أنه لن ينزل للمستوى الهابط من توجيه الاتهامات ورشق بيوت الناس بالحجارة. وأشار إلى أن إصرار هذا الموقع المسموم على تأجيج الساحة الداخلية والإساءة للآخرين، فيه خرق واضح لاتفاق مكة، مطالباً قادة "حماس" بنبذ من يدس السم في العسل. وأكد الجهاز، على انه ليس بحاجة لشهادة الصبية الذين يديرون الموقع، لأن قادة الجهاز وكوادره، كانوا في مقدمة صفوف المناضلين ولا زالوا عندما كان من يدير الموقع في رحم أمه. وحول الوثيقة التي تحدث عنها الموقع، أوضح الجهاز، أنها عبارة عن ورقة حصل عليها الاحتلال الإسرائيلي عندما اقتحم بدباباته وطائراته مقرات الأمن الوطني، وأنها معلومات خاصة بالجهاز وضمن صلاحياته ومهامه. وقال الجهاز: " كل أبناء شعبنا يعلمون من الذي أصبح يراقب بيوت الناس وعوراتهم ويفضحهم ويرصد بأجهزته الأمنية بيوت ومقرات السلطة، بمجرد أن وصلت حماس للسلطة، وحجتها أن هذه صلاحياتها".
القوة التنفيذية باقية خلافا لاتفاق مكة
تزامن هذا التراشق بالاعلام والرصاص مع تصريحات نارية ادلى بها وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال سعيد صيام فيما يتعلق بالقوة التنفيذية وطلب الرئيس دمجها في الأجهزة الأمنية قال صيام إن هذا الأمر سابق لأوانه الآن وأن الوزير القادم سوف يقرر مع الرئيس أبو مازن الأمر وأن القوة التنفيذية ستبقى كما هي إلى أن يتم إعادة صياغة الأجهزة الأمنية على أساس ان لا تكون منتمية إلى أي حزب. وشدد صيام على أن وزير الداخلية سواء السابق أو القادم لن يستطيع أن يوفر الأمن ان لم يكن هناك توافق أو اعترضه ما يعرقل مهامه.
يشار إلى أن اتفاق مكة المكرمة نص على دمج القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الى الأجهزة الأمنية فور تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.