اعلن قيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السبت، ان وفد جهاز المخابرات العامة المصرية الذي زار القطاع أخيرا، نقل الى الحركة تأكيد إسرائيل بأنها ستلتزم بتنفيذ بنود تفاهمات التهدئة في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع “الأيام القادمة ستشهد زيارة وفود قطرية وأخرى تابعة للأمم المتحدة، لمتابعة تنفيذ بنود تفاهمات التهدئة ورفع الحصار عن قطاع غزة”.
وأوضح القانوع أن الوفود القطرية والأممية ستتابع ملف تمديد خط كهرباء جديد من إسرائيل، يغذي قطاع غزة ويحمل اسم “161”، وملف بناء مستشفى في محافظة شمالي قطاع غزة، ومعالجة مشاكل المياه.
ومنتصف الشهر الماضي، اجتمع وفد من سلطة الطاقة الفلسطينية مع وفد فني قطري زار غزة، لدراسة الخطة التنفيذية لتدشين خط الكهرباء الجديد.
وأشار المتحدث باسم حماس إلى أن قيادة الحركة قدمت شرحًا وافيًا للوفد المصري حول تباطؤ إسرائيل بتنفيذ بنود التفاهمات.
وأفاد بأن “حماس” أكدت للجانب المصري على ضرورة أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ كامل بنود التفاهمات المتفق عليها.
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، قال القانوع، إن “حماس أكدت لوفد المخابرات المصرية أن المصالحة يجب أن تقوم على الشراكة السياسية، وعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير (يضم قادة الفصائل الفلسطينية) وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
* ملف المصالحة
وفي سياق متصل، اجتمع وفد جهاز المخابرات المصرية السبت، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله وسط الضفة الغربية.
وبحث الوفد مع الرئيس “عباس” ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي “فتح” و”حماس”، بحسب مصدر في الرئاسة الفلسطينية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن رئيس الوفد، وكيل جهاز المخابرات المصرية، اللواء أيمن بديع، أطلع عباس على “التحرك الذي تقوم به مصر حول الأوضاع والتطورات في الساحة العربية والفلسطينية بشكل خاص، في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية”.
وأوضحت الوكالة أن من ضمن جهود مصر “استمرار المجابهات مع مسيرات العودة السلمية والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة” بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وأضافت الوكالة: “كما نقل بديع للرئيس عباس التحركات والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل المحافظة على استقرار الأوضاع في المنطقة العربية عمومًا، وتجنيب العديد من الأقطار العربية أي توتر ينعكس سلبًا على أمنها الوطني والقومي”.
من جهته، عبر عباس عن شكره وتقديره لشقيقه الرئيس السيسي وللقيادة المصرية والشعب المصري “على الدعم المتواصل الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه في الحرية وإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلاله الوطني”.
وثمن الرئيس الفلسطيني استمرار مصر بجهودها من أجل إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
كما أكد عباس “ضرورة استمرار مصر بجهودها من أجل إنهاء الانقسام والتحرك المصري على كافة الصعد، من أجل التمسك بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية”.
وعقب لقاء عباس، عقد الوفد الأمني المصري اجتماعًا مع وفد حركة فتح “حيث استعرض نتائج اجتماعاته في قطاع غزة مع قادة حماس حول جهود إنهاء الانقسام والمصالحة وتثبيت تفاهمات التهدئة”.
وكان الوفد المصري اجتمع، الخميس، مع وفد من حركة فتح ضم أعضاء اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد وحسين الشيخ وروحي فتوح، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج.
ومساء الجمعة، بدأ الوفد المصري زيارة لقطاع غزة، قبل أن يغادرها عبر معبر بيت حانون “إيرز”، السبت، متجهًا إلى رام الله.
وقال المكتب الإعلامي لهيئة المعابر الفلسطينية (حكومية)، في بيان له، إن “وفدًا أمنيًا مصريًا برئاسة اللواء أيمن بديع، وكيل جهاز المخابرات العامة، واللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول الملف الفلسطيني في الجهاز، غادر قطاع غزة عبر معبر بيت حانون”.
والشهر الماضي، كشف مسؤول في منظمة التحرير عن نية مصر استئناف حوارات المصالحة بين الفصائل قريبًا.
ومنذ 2007، يسود انقسام سياسي فلسطيني بين حركتي “فتح” و”حماس”، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه.
ووقعت الحركتان أحدث اتفاق للمصالحة في القاهرة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكنه لم يطبق بسبب نشوب خلافات حول قضايا عدة، منها تمكين الحكومة في غزة، وملف موظفي القطاع الذين عينتهم “حماس”.