بدأ في اليابان الاربعاء مؤتمر يستمر يومين ويهدف الى تخفيف التوتر بين اسرائيل والفلسطينيين عبر بناء المزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية، والتي يأمل المشاركون ان تنجح في دفع جهود السلام حيث فشلت سبل اخرى.
ومن جانبها، تأمل اليابان عبر استضافتها المؤتمر، في تعزيز وضعها السياسي في المنطقة وضمان الحصول على امدادات ثابتة للطاقة.
وتشعر اليابان منذ فترة بأنها يمكن أن تلعب دورا خاصا في الشرق الاوسط يتيح لها تعزيز العلاقات مع الدول العربية ويمكنها من أن تكون وسيطا بين اسرائيل والفلسطينيين في عملية البحث عن السلام.
ومع اعتماد اليابان على المنطقة في نحو كل نفطها الخام قررت طوكيو تعزيز مشاركتها السياسية في المنطقة مع تزايد التنافس على الموارد من جراء النمو الاقتصادي المرتفع للصين والهند.
وقال تاتسو أريما مبعوث اليابان الخاص للشرق الاوسط والوسيط في المحادثات التي تضم مسؤولين من اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن واليابان "الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين أهم الآن عن أي وقت مضى.
واضاف" نستضيف هذه المحادثات على أمل أن تساعدهم في تعميق الثقة المتبادلة وأن تعزز الحوار."
ويتصدر جدول أعمال المحادثات الاتفاق على التفاصيل الخاصة بمشاريع ستنفذ بمقتضى اقتراح تقدم به رئيس الوزراء الياباني السابق جونيتشيرو كويزومي خلال جولة الى المنطقة العام الماضي.
ومن بين هذه المشاريع تطوير منطقة زراعية صناعية على نهر الاردن والذي قالت اليابان انها ستقدم له مئة مليون دولار. وطوكيو هي ثاني أكبر دولة مانحة للمساعدات للاراضي الفلسطينية بعد الولايات المتحدة.
وقال شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي "أعتقد أننا ارتكبنا خطأ بالتركيز كثيرا على الجانب العسكري والجانب السياسي دون أن نفعل أي شيء تقريبا على الجانب الاقتصادي."
وتابع لرويترز "أعتقد أن القوى المحركة في زماننا اقتصادية وليست سياسية ولا استراتيجية."
ويقام مساء الاربعاء أيضا اجتماع منفصل على مستوى وزاري للاطراف الاربعة يستضيفه وزير الخارجية الياباني تارو اسو لاطلاق رسميا اقتراح كويزومي.
وصرح اسو الشهر الماضي بأن اليابان عليها الحفاظ على تواجد ملموس في الشرق الاوسط حيث أن تزايد الطلب على الطاقة في الصين والهند سيجعل سوق النفط سوق بيع.
وتشير تقارير اعلامية الى أن رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي قد يزور المنطقة بنهاية ابريل نيسان أو أوائل ايار/مايو. ويقول مسؤولون انه لم يتقرر أي شيء بعد ولكن اسو قال ان الزيارات المتبادلة يجب أن تزيد.
وبالرغم من أن اليابان عملت من قبل كوسيط اقليمي الا أن محللين يقولون ان تجدد مساعيها يهدف جزئيا الى تحسين صورتها التي تلطخت في بعض الدول العربية بسبب ارسال طوكيو لقوات الى العراق في مهمة لاعادة الاعمار.
وقال فوميو نيشيمورا وهو معلق دبلوماسي خاص "زعزعة الاستقرار في المنطقة أكبر بكثير من ذي قبل ومن ثم على اليابان بذل جهد اضافي الان..
"اذا لم تكن المنطقة مستقرة فلن تحصل اليابان على نفطها."