اميركا تحذر أجهزة الاستخبارات الحليفة من تسريبات سنودن

تاريخ النشر: 25 أكتوبر 2013 - 12:00 GMT
ارشيف
ارشيف

حذرت الولايات المتحدة بعض أجهزة الاستخبارات الاجنبية من ان الوثائق التي حصل عليها ادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية تحتوي على تفاصيل حول طريقة تعاونها السري مع واشنطن، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست مساء الخميس.

وكتبت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها في الادارة الأمريكية انه من بين عشرات الاف الوثائق التي جمعها سنودن فان بعضها يحتوي على معطيات حساسة حول برامج موجهة ضد بلدان مثل ايران وروسيا والصين.

ويتزامن ذلك مع الكشف على ان الولايات المتحدة تنصتت على الهاتف المحمول للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وذلك اثر سلسلة من التسريبات عكست مدى انشطة التجسس الاميركي في العالم.

وذكرت واشنطن بوست على سبيل المثال وثائق تتضمن معلومات حول برنامج تجسس على روسيا تنفذه احدى دول الحلف الاطلسي ويعطي سلاح الجو والبحر الاميركي معطيات ثمينة.

وقال مسؤول اميركي للصحيفة انه “اذا علم الروس به فلن يكون من الصعب عليهم اتخاذ التدابير الضرورية لوضع حد” للبرنامج.

ألمانيا وفرنسا تطالبان باتفاق "لمنع التجسس" مع أمريكا

وطالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الولايات المتحدة يوم الخميس أن تبرم اتفاقا "لمنع التجسس" مع برلين وباريس بنهاية العام قائلة إن التجسس المزعوم على اثنين من أوثق حلفاء واشنطن في الاتحاد الأوروبي يجب أن يتوقف.

كانت أنجيلا تتحدث بعد مناقشات مع زعماء الاتحاد الأوروبي هيمنت عليها مزاعم بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية جمعت عشرات الآلاف من سجلات مكالمات هاتفية فرنسية وراقبت الهاتف المحمول الخاص لميركل. وقالت المستشارة الألمانية انها تريد من الرئيس باراك اوباما أن يتخذ إجراء لمعالجة المشكلة لا مجرد كلمات الاعتذار.

وستسعى ألمانيا وفرنسا الى "تفاهم متبادل" مع الولايات المتحدة بشأن التعاون بين اجهزة مخابراتها وقد تنضم اليهما دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف.

وقالت ميركل "يعني هذا إطارا للتعاون بين اجهزة (الاستخبارات) ذات الصلة. وقد أخذت المانيا وفرنسا بزمام المبادرة وقد تنضم إليهما دول أخرى أعضاء (بالاتحاد الأوروبي)."  

وكانت ميركل أثارت أول مرة احتمال ابرام اتفاق "منع التجسس" مع أوباما خلال زيارة لبرلين في حزيران / يونيو من هذا العام لكن لم يتحقق شيء في هذا السبيل. ويبدو أن عزمها على العمل للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد تجدد بعد الكشف عن تسريبات  ادوارد سنودن التي كشفت مدى اتساع برامج مراقبة البيانات التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الاميركية.

وترتبط الولايات المتحدة باتفاقيات "لمنع التجسس" مع بريطانيا واستراليا ونيوزيلندا وكندا وهو تحالف يعرف باسم "العيون الخمسة" أقيم بعد الحرب العالمية الثانية.

ولكن كان هناك إعراض عن ابرام اتفاقات مماثلة مع حلفاء آخرين على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تتمتع بها الولايات المتحدة والمانيا في الوقت الحالي.

وقالت ميركل ان ابرام اتفاق مع واشنطن تأخر طويلا بالنظر إلى الخبرات المشتركة التي يواجهها البلدان.

وقد أدت سلسلة التسريبات خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى توترات بين واشنطن وطائفة من حلفائها المهمين من البرازيل إلى الولايات المتحدة ولم تظهر علامة على ان هذه التسريبات سوف تنضب قريبا.

والقضية حساسة بصفة خاصة لألمانيا ليس فقط لان الحكومة تقول إن لديها دليلا على تعرض الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية للمراقبة لكن لان فكرة التنصت في حد ذاتها تعيد إلى الأذهان ذكريات ما كانت تفعله الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية سابقا حيث نشأت ميركل.