انتهت في لبنان مساء الاحد المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي تشمل العاصمة بيروت ومحافظة البقاع (شرق) لانتخاب 156 مجلسا بلديا وتقتصر المعركة الحقيقية فيها على مدينة زحلة المسيحية.
وكانت فتحت صناديق الاقتراع في الساعة السابعة (4,00 ت غ). واقفلت الساعة 19,00 (16,00 ت غ)، مع نسبة مشاركة ضعيفة في بيروت بلغت 18% قبل ساعتين من اقفال مكاتب الاقتراع.
وتجري الانتخابات البلدية والاختيارية على اربع مراحل بدأت الاحد الماضي في محافظة جبل لبنان (وسط) وتستكمل اليوم في بيروت والبقاع، وفي 23 ايار/مايو في الجنوب، وفي 30 من الشهر ذاته في الشمال. وبلغت نسبة المشاركة في بعلبك 38% وفي زحلة 42%، وهما اكبر مدينتين في البقاع وكذلك قبل ساعتين من اقفال مكاتب التصويت.
لكن وزير الداخلية زياد بارود وفي تصريح صحافي بعد اقفال المكاتب، لفت في ارقام اولية الى ان الاقبال كان على "مستويات مختلفة: البقاع وبعلبك المعدل الوسطي 49% عند اقفال الصناديق، اما في بيروت ككل: المعدل الوسطي 21% من المسجلين، هذا الرقم متدن مقارنة مع سائر المحافظات".
ورأى ان النسبة "مقبولة جدا في البقاع وبعلبك-الهرمل وتقارب الخمسين بالمئة على الرغم من ان 54 بلدية في البقاع فازت بالتزكية اي حوالي 35% من البلديات ورغم ذلك النسبة بلغت ما بلغته. اما في بيروت فالنسبة متدنية بسبب النظام الأكثري البسيط ولو اعتمد النظام النسبي لكان شكل حافزا لمشاركة أكبر".
ويبلغ عدد ناخبي البقاع المسجلين لانتخابات اليوم 550 الفا وعدد ناخبي بيروت 450 الفا من اصل ثلاثة ملايين و331 الف ناخب في كل لبنان. ومعلوم ان عددا كبيرا من الناخبين موجود خارج لبنان وبالتالي لا يمكنهم المشاركة في عملية الاقتراع.
وتجري العملية الانتخابية في اجواء هادئة نسبيا في ظل المناخ التوافقي السائد في البلاد منذ تاليف حكومة وحدة وطنية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما يحد من عنصر المنافسة الشديدة في غالبية الدوائر.
وقد فازت 49 بلدية من 155 بالتزكية في البقاع، معظمها نتيجة توافق بين حزب الله وحركة امل الشيعيين اللذين يتمتعان بثقل شعبي كبير في المنطقة. اما النتائج في الدوائر الشيعية الاخرى فلن تكون مختلفة بشكل عام عن تلك التي فازت بالتزكية.
وتدور معركة سياسية حادة في زحلة التي شهدت كذلك في الانتخابات النيابية الاخيرة في حزيران/يونيو معركة انتهت بفوز قوى 14 آذار (الممثلة بالاكثرية النيابية) على قوى 8 آذار (الاقلية).
اما اليوم فتتواجه ثلاث لوائح، الاولى مدعومة من قوى 14 آذار التي خسرت احد نوابها نقولا فتوش الذي لم يعد عضوا في الائتلاف، والثانية مدعومة من النائب السابق الياس سكاف الذي لم ينجح في تشكيل لائحة ائتلافية مع حليفه النائب ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر. والثالثة لا لون سياسي محددا لها.
وابدى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ارتياحه ل"السياق العام لاجراء الانتخابات بإستثناء بعض الحوادث الطفيفة التي لم يترتب عنها نتائج"، وتابع عون "ان كثافة الاقتراع بعد الظهر تخيفنا، لانه عندها يبدأ صب الاموال لتسكير الفروقات".
وامل عون "ان يبقى الوضع الامني على ما هو عليه وأن لا يكون للمال دور كبير"، مشيرا من ناحية اخرى الى "ان اكبر المنظرين في المجتمع اللبناني هم ممن لا يشاركون في الانتخابات"، معتبرا "أن المقاطعة هي أحيانا بمثابة موقف".
وأكد العماد عون "أن الاستفتاء الذي طرحه في زحلة سوف ينجح، معتبرا اننا موجودون في كل قرى زحلة على الرغم من تقديمنا لمرشح واحد فيها والنتائج ستثبت ذلك".
وفي بيروت، يبدو الفوز شبه محسوم للائحة "وحدة بيروت" المدعومة من رئيس الحكومة السني سعد الحريري وحلفائه المسيحيين في قوى 14 آذار، وتنافسها لائحة سنية غير مكتملة.
ويتمتع الحريري نائب بيروت، بثقل شعبي كبير في العاصمة. وقد رعى تاليف لائحة مؤلفة مناصفة من المسيحيين والمسلمين. وقال رئيس الوزراء عند الادلاء بصوته في ثانوية الامير شكيب ارسلان المختلطة في فردان في بيروت ان "اليوم هو يوم ديموقراطي بامتياز ينزل فيه الناس ويقترعون للائحة التي يرغبون بفوزها".
واضاف ان "هناك آراء سياسية مختلفة وهذا امر نحترمه، فهذا هو البلد وهذه هي الديموقراطية". وكان الحريري حث الناخبين على الالتزام في التصويت بالمناصفة حفاظا على العيش المشترك، بالنظر الى ان المسيحيين اقل عددا من المسلمين. وبالتالي، فان اي تراخ في اقبال مناصريه الى صناديق الاقتراع قد يؤدي الى وصول مجلس بلدي من لون طائفي واحد.
واعلن حزب الله الشيعي الاربعاء مقاطعة الانتخابات البلدية في بيروت ترشيحا واقتراعا تضامنا مع حليفه ميشال عون الذي اعلن انسحابه من هذه الانتخابات اثر فشل التوصل الى اتفاق على تشكيل لائحة توافقية مع قوى 14 آذار.
وتضم "لائحة وحدة بيروت" ممثلا عن حركة امل حليفة حزب الله، واثنين عن حزب الطاشناق الارمني المتحالف مع عون على مستوى الانتخابات الاختيارية.
وسترتدي انتخابات المخاتير في بيروت اهمية استثنائية لا تسجل عادة، نتيجة اعلان حزب الله وعون خوضها والتاكيد على طابعها السياسي. وجرت اخر انتخابات بلدية في لبنان العام 2004