انحسار البحر المتوسط يثير قلقا واسعا.. هل هو الزلزال؟

سجلت شواطئ سيناء المصرية بعد مثيلاتها في الجزائر وليبيا ولبنان تراجعا في المياه جراء ما يبدو انه انحسار البحر المتوسط في اعقاب الزلزال المدمر في تركيا وسوريا.

وبينما يتوالى نشر الصور وتسجيلات الفيديو والشهادات في مواقع التواصل الاجتماعي والتي توثق انحسار البحر المتوسط قبالة العديد من الشواطئ، لكن الخبراء يلتزمون الصمت ولا يقدمون تفسيرا لهذه الظاهرة المقلقة.

وفي احدث واقعة على تلك الظاهرة، اظهرت صور نشرت الاحد، ما قيل انه تراجع مياه البحر قبالة الشواطئ الشمالية لشبه جزيرة سيناء المصرية بما يصل الى 15 مترا، وذلك في حالة لم يسبق مشاهدتها من قبل على الاطلاق.

ويبدو خط البحر في الصور الملتقطة في مدينة العريش، وقد انسحب بالفعل تاركا وراءه رمالا جرداء، ودون ان يعرف سبب انحسار مياه البحر.

وتحدث البعض عن ان انحسار البحر المتوسط لم يتوقف، ما سيؤدي الى الكشف عن المزيد من الرمال التي كانت المياه تغمرها على مدى الاف السنوات.

وقالت وسائل اعلام ان شواطئ اخرى مطلة على البحر المتوسط الرواق بمدينة بئر العبد بشمال سيناء شهدت الامر ذاته.

انحسار البحر المتوسط قبالة الجزائر 

وقبل ذلك بايام، اظهرت صور وتسجيلات انحسار البحر المتوسط قبالة شواطئ عدد من المناطق الجزائرية، منها ولايات جيجل وبجاية وتيبازة وسكيكدة.

وفي محاولة لتهدئة المخاوف، تحدثت صفحة على فيسبوك تهتم بانباء الطقس عن ان الامر لا يعدو كونه شكلا من اشكال ظاهرة المد والجزر الطبيعية، والتي تنجم عن قوى الجاذبية للشمس والقمر فضلا عن القوة الطاردة المتأتية من حركة دوران الارض.

وقالت الصفحة ان انحسار البحر المتوسط لن يدوم طويلا، حيث لن تلبث المياه ان تعود الى مواقعها السابقة على الشواطئ.

لكن كثيرين اعتبروا هذا التفسير بعيدا عن الواقع، من حيث ان المد والجزر لا يدومان سوى ساعات، في حين ان انحسار مياه البحر الحالي مستمر منذ ايام، والمياه على ما يبدو مستقرة في مكانها الذي بلغته او هي مستمرة في التراجع وليس العكس.

وكان لافتا ان انحسار البحر المتوسط قبالة جيجل كشف عن شاطئ صخري يحوي رسوما ونقوشا قيل انها تعود الى الاف السنوات، لكن مديرية الثقافة في الولاية قالت انها "حديثة" وهي من تنفيذ نحات هاو يعيش حاليا في فرنسا.

لا تفسير شافيا لتراجع المياه في ليبيا ولبنان 

كما تحدثت حسابات على مواقع التواصل في ليبيا المجاورة عن انحسار لمياه بحيرة تيبستي في مدينة بنغازي، والتي انخفض منسوبها بصورة واضحة. وفيما ارجع البعض الامر الى انحسار غير اعتيادي في مد البحر، لكن اخرين اكدوا ان الامر حدث مرارا في السابق وكانت المياه تعود دائما الى مستواها.

وفي لبنان ايضا، تحدثت تقارير عن تراجع مياه البحر في منطقة شواطئ عدلون والقاسمية جنوبي البلاد. وايضا جرى ربط ما يحدث بزلزال تركيا وسوريا.

ونشر العديدون صورا لما قالوا انها تصدعات ظهرت على شواطئ عدلون والقاسمية بعد انحسار البحر المتوسط .

وقد ربط البعض الانحسار الحاصل بصور جرى تداولها لما قيل انه انحسار المياه لاكثر من خمسين مترا قبالة شواطئ مدينة موغلا جنوب غربي تركيا عقب الزلزال. وايضا قال البعض ان تلك الصور تعود الى سنوات سابقة كانت المياه تتراجع فيها لاسباب طبيعية.

جدير بالذكر ان زلزال تركيا وسوريا ضرب عند نقطة التقاء صفائح شرق الأناضول مع الصفيحة العربية والأفريقية تسبب في ازاحة الصفيحة التركية ثلاثة امتار من مكانها باتجاه الغرب. بمعنى اوضح، كان الحدث من الضخامة بحيث حرك تركيا برمتها.

وادى الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر الى مقتل قرابة خمسين الف انسان في تركيا وسوريا، كما خلف دمارا هائلا في البلدين.