انسحاب اميركي تدريجي من العراق وتحذيرات من امتداد العنف للجوار

تاريخ النشر: 12 مارس 2007 - 04:39 GMT
قالت تقارير اعلامية اميركية ان واشنطن تعد لانسحاب تدريجي من العراق فيما حذر اياد علاوي من امتداد العنف الى دول الجوار وافادت مصادر عن اعتقال عشرات المتطرفين في البلاد.

خطة انسحاب تدريجي

ذكرت صحيفة أمريكية أن مخططين عسكريين أمريكيين بدأوا إعداد خطة للتراجع في حالة فشل التعزيزات العسكرية الأمريكية في العراق وتشمل انسحابا تدريجيا وتركيزا أكبر على تدريب القوات العراقية وتقديم النصح لها.

ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن مسؤولين عسكريين أمريكيين ومستشارين في وزارة الدفاع (البنتاجون) طلبوا عدم نشر اسمائهم أن الخطة التي تعتمد على خبرة الولايات المتحدة في السلفادور في الثمانينيات لا تزال في مراحلها الأولى.

وتابعت أن هذه الخطة بمثابة استراتيجية للتراجع في حالة فشل أسلوب إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لإرسال نحو 26 ألف جندي أمريكي إضافي للعراق في تحقيق الاستقرار هناك أو تقييد الكونجرس الذي يقوده الديمقراطيون لهذه الخطوة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاجون قوله "هذا الجزء من العالم لديه حساسية تجاه الوجود الأجنبي وأمامنا فرصة قصيرة الأجل نسبيا".

وذكرت أن الولايات المتحدة أرسلت 55 من افراد قواتها الخاصة إلى السلفادور لمساعدة الجيش هناك على محاربة المتمردين في الفترة من عام 1981 إلى عام 1992 في مسعى للحد من الوجود العسكري الأمريكي.

ونسبت إلى مسؤولين في البنتاجون قولهم إن الخطة الخاصة بالعراق ينبغي أن تضم عددا أكبر بكثير من المستشارين وأن عملية التخطيط استوحت مما حدث في السلفادور. ويوجد حاليا نحو 140 ألف جندي أمريكي في العراق. والتحول من زيادة عدد القوات إلى الاعتماد على دور استشاري أكبر يتمشى أكثر مع توصيات مجموعة دراسة العراق بخفض تدريجي للقوات الامريكية المقاتلة في العراق.

تحذير من امتداد العنف

الى ذلك دعا رئيس كتلة الوفاق الوطني العراقي الزائر الدكتور اياد علاوي الدول العربية والاسلامية الى العمل على ايجاد حل لما يحدث في العراق من كوارث معتبرا ان استمرار هذا الوضع سينعكس سلبا على المنطقة عاجلا ام اجلا.

واضاف الدكتور علاوي وهو رئيس وزراء عراقي في تصريحات صحفية ان القضية العراقية ليست منعزلة عن العالم مضيفا ان زياراته لقادة دول المنطقة تأتي "للحديث عن مشاكل المنطقة والاستئناس بارائهم لايجاد الحلول لها لاننا نعمل لاعادة التوازن لسلامة المنطقة وليس العراق فقط". واوضح ان لدى كتلة الوفاق مشروعين لاعادة التوازن الاول تبني جبهة وطنية تعمل من اجل وحدة ابناء العراق بغض النظر عن انتمائهم والثاني عقد مؤتمر اقليمي دولي في تركيا الشهر المقبل تشارك فيه جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. واكد الدكتور علاوي ان "حل الازمة بين العراقيين انفسهم هي النقطة المحورية" مضيفا ان "الخلل الحاصل ما هو الا تراكم للمشاكل ادى الى وصول الاوضاع الى ما هو عليه العراق حاليا". وقال ان المشاكل انحصرت في وجود فراغ اداري كبير بعد الحرب على العراق نتيجة تفكيك المؤسسات مضيفا انه نتيجة لذلك اتجه العراقيون الى الطائفة والقبيلة والعشيرة ونشأت الميليشيات لحماية انفسهم في غياب الدولة.

واضاف ان هذا الفراغ ادى الى تدخل بعض دول الجوار مقترنا بعدم وضوح رؤية الادارة الامريكية وغياب دور عربي فاعل يعيد العراق الى اوضاعة الطبيعية. ودعا الدكتور علاوي الدول العربية الى مساعدة العراق للخروج من ازمته وقال ان تحسن الوضع في العراق سينعكس على اوضاع المنطقة بشكل ايجابي ويجعلها مزدهرة اقتصاديا لما تملكه دولها من ثروات كي تبدا عجلة التنمية بالدوران. وذكر ان تنافس الادارات الامريكية كوزارة الخارجية والدفاع على ادارة شؤون العراق ادى الى ما يحدث الان في العراق مضيفا ان الولايات المتحدة الامريكية دولة عظمى و"اهم طرف نتعامل معه بايجابية ونبصره بحقائق الامور كي يتخذ الموقف الصحيح".

اعتقالات

اعلنت السلطات العسكرية الاميركية والعراقية بشكل منفصل اعتقال ما لايقل عن 34 "ارهابيا" في مختلف ارجاء العراق الاثنين. واكد بيان للجيش الاميركي "اعتقال 22 ارهابيا خلال عمليات دهم استهدفت اشخاصا يشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة في العراق ومقاتلين اجانب". واوضح ان الاعتقالات حدثت في مناطق الطارمية (شمال بغداد) والموصل والحبانية في الانبار ومنطقة العامرية غرب العاصمة. من جهتها اعلنت وزارة الدفاع العراقية ان قواتها "قبضت على 12 ارهابيا في مناطق متفرقة في بعقوبة" كبرى مدن محافظة ديالى. كما اكدت في بيان اخر "مقتل اثنين من قياديي +الارهاب+ في تنظيم القاعدة ومطلوبين للعدالة هما علاء دحام حنوش ومحمد الليلي وذلك بالتعاون مع سكان محافظة الانبار".

وتابعت ان قوات الجيش العراقي عثرت "على مخابئ اسلحة في اليوسفية والرضوانية (جنوب بغداد) تحتوي على كميات كبيرة ومتنوعة".