ايران تحيي ذكرى الثورة باعلان تطور نووي مهم وتدابير اميركية جديدة لعزلها

تاريخ النشر: 31 يناير 2007 - 07:19 GMT

تبدأ ايران الخميس الاحتفالات بذكرى الثورة الاسلامية عام 1979 فيما وعد مسؤولون بالكشف بهذه المناسبة عن تطور مهم في برنامج طهران النووي، فيما اتخذت الولايات المتحدة تدابير جديدة لعزل ايران.

وتنتهي الاحتفالات الممتدة على مدى عشرة ايام والمعروفة بـ"عشارية الفجر" في الحادي عشر من شباط/فبراير يوم سقوط نظام الشاه المدعوم من الولايات المتحدة.

وكان المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام اعلن في نهاية كانون الاول/ديسمبر ان ايران ستغتنم هذه الفترة للاعلان عن تطور مهم في برنامجها النووي.

وكان مجلس الامن الدولي صوت في كانون الاول/ديسمبر على فرض عقوبات على ايران بسبب رفضها تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم.

وتنطلق "عشارية الفجر" الخميس في تمام الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي وهي تحديدا الساعة التي حطت فيها طائرة في طهران تقل آية الله روح الله الخميني القادم من فرنسا.

وستطلق في هذه اللحظة صفارات المصانع واجراس المدارس وابواق القطارات والسفن الايرانية في جميع انحاء البلاد.

ومن المطار توجه مؤسس الجمهورية الاسلامية مباشرة الى مقبرة بهجت الزهراء في طهران وخطب هناك في الحشود معلنا سقوط حكومة الشاه وقيام حكومة اسلامية، وقد اقيم نصب في الموقع الذي القى فيه كلمته، يزين كل سنة في هذه الذكرى بالزهور.

وهناك سيلقي رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني في افتتاح الاحتفالات الخميس خطابا مهما فيما يلقي الرئيس محمود احمدي نجاد خطابا في ختام العشارية في 11 شباط/فبراير في ساحة ازادي (الحرية).

ومن المتوقع ان يعلن احمدي نجاد الخبر المرتقب بشان البرنامج النووي الايراني.

وقال الاربعاء الرئيس الايراني الذي يواجه انتقادات لانتهاجه سياسة مواجهة بشأن الملف النووي، انه هو من "يعلن" السياسة التي يقررها المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي.

وافاد مسؤول في وزارة الثقافة ان فرقة اوركسترا من مئة موسيقي ستعزف بهذه المناسبة سمفونية "نووية" في ساحة ازادي.

غير ان مصدرا حكوميا طلب عدم كشف هويته افاد ان احمدي نجاد قد يصدر اعلانه بشأن الملف النووي قبل حلول اليوم الاخير من الاحتفالات، بدون ان يكشف اي تفاصيل.

ويخصص كل يوم من ايام عشارية الفجر لموضوع محدد مثل الشباب والقوات المسلحة والايمان والشهادة والمقاومة ومكافحة الاضطهاد وغيرها.

وذكر نائب وزير الخارجية مهدي مصطفوي في نهاية كانون الاول/ديسمبر ان العشارية ستشهد اطلاق "المرحلة الاولى من انتاج الوقود النووي للحاجات الصناعية".

وفي هذا التعليق اشارة الى اعلان ايران اخيرا عزمها على تثبيت ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي لانتاج اليورانيوم المخصب في موقع نطنز (وسط) حيث تقوم حتى الان بتشغيل 328 جهازا.

وتسمح عمليات تخصيب اليورانيوم بانتاج الوقود لمحطة نووية، غير انه يمكن استخدامه في حال تخصيبه بنسب عالية لصنع قنبلة ذرية.

وتبقى قدرة ايران الحالية على التخصيب محدودة جدا وتقتصر على اغراض البحث العلمي غير ان القوى الغربية الكبرى تخشى ان يبدأ النظام الايراني بالتخصيب على نطاق واسع في حال سيطر على دورة الوقود النووي.

وادلى مسؤولون ايرانيون اخيرا بتصريحات متناقضة بشأن تثبيت الطاردات المركزية الجديدة، حيث اكد احدهم بدء عملية التثبيت فيما افاد آخر ان اعلانا سيصدر لاحقا بهذا الصدد.

ولم تبد ايران اي نية في الامتثال لمطالب مجلس الامن بتعليق تخصيب اليورانيوم، ما يعرضها لعقوبات جديدة اعتبارا من منتصف شباط/فبراير عند تسليم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريره الى مجلس الامن لتقويم التزام طهران بواجباتها.

تدابير عزل

في غضون ذلك، اتخذت الولايات المتحدة تدابير جديدة لعزل ايران باعلانها تجميد بيع قطع الغيار الخاصة بالطائرات القتالية "اف-14" لمنع وصولها الى الايرانيين وتحذيرها طهران من ان اي مسعى تقوم به لاغلاق للخليج سينقلب على الجمهورية الاسلامية.

وكرر الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء اثناء مقابلة مع شبكة التلفزة الاميركية "ايه بي سي" القول ان الولايات المتحدة لا تملك اي خطة لاجتياح ايران لكنها ستشدد الضغوط الدبلوماسية لحمل طهران على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وقال في المقابلة ان "افضل طريقة لفعل ذلك تتمثل في مواصلة الجهود لضم الدول الاخرى الينا وتوجيه رسالة واضحة للايرانيين "ستقعون في العزلة وستعجزون عن تحقيق مشاريعكم لعظمة بلادكم وستلحقون الاذى بشعبكم اقتصاديا ان استمريتم في الاصرار على السلاح النووي".

وتحتل مسألة كيفية اضعاف ايران -التي يشتبه المجتمع الدولي بانها تجري ابحاثا لامتلاك ترسانة نووية وتتهمها واشنطن بلعب دور اساسي في زعزعة الوضع في العراق- اولوية في اهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وقد استهدف البنتاغون الثلاثاء ايران في قراره تجميد مبيعات كل قطع الغيارات للطائرات القتالية "اف-14" لان الاميركيين يخشون من ان تصل هذه القطع عبر وسطاء الى ايدي الايرانيين.

وفي هذا الصدد اوضحت المتحدثة باسم الوكالة المكلفة الشؤون اللوجستية في البنتاغون داون ديردن ان قرار هذا التجميد مرده "الوضع الراهن في ايران".

وكانت ايران اشترت 79 طائرة "اف-14" من الولايات المتحدة قبل سقوط الشاه في العام 1979. ثم علقت المبيعات في 16 كانون الثاني/يناير. وحتى الجمعة كان الاميركيون يعرضون قطع غيار هذه الطائرة في المزاد العلني.

ودليل اخر على التوتر المتنامي بين البلدين ما قاله الاميرال الاميركي وليام فالون الذي عينه بوش ليحل مكان الجنرال جون ابي زيد لقيادة العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط، الثلاثاء من ان ايران قد تسعى في المستقبل الى منع القوات الاميركية من الوصول الى الخليج عبر مضيق هرمز.

لكن فالون اضاف اثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ مخصصة لتثبيت تعيينه في منصبه الجديد ان "الامر لا يتعلق بخط في اتجاه واحد لان ايران وانا مقتنع بذلك، تعتمد في اقتصادها الى حد كبير جدا على صادراتها النفطية. وهذه الصادرات تمر بكل تأكيد عبر مضيق هرمز فقط وقد يسعون الى منعنا من عبوره".

الى ذلك يشكل تعزيز الوجود العسكري الاميركي في الخليج اشارة اخرى موجهة الى طهران. فمع تعيينه الاميرال فالون قرر الرئيس بوش ايضا ارسال حاملة طائرات ثانية "جون سي ستينيس" مع مجموعة بحرية الى الخليج.

ووصولها سيعزز القوات البحرية الاميركية المتمركزة في المنطقة الى اعلى مستوى لها منذ اجتياح العراق في اذار/مارس 2003. وقال فالون ان جورج بوش لم يطلب منه اعداد خطط حربية ضد ايران.

كذلك وجه بوش اصبع الاتهام مباشرة ايضا الى الايرانيين الناشطين في العراق والمتهمين في نظر الاميركيين بزعزعة حكومة بغداد وبالمسؤولية عن الاعتداءات. واكد انه سمح للجنود الاميركيين بقتلهم او اسرهم.

وفي تصريحات لشبكة "ايه بي سي"، قال "سنتصدى لهم من خلال العثور على شبكاتهم للتزود (بالسلاح) وعملائهم (...) من خلال توقيفهم ومنعهم من الحاق الاذى. بعبارة اخرى سنحمي جنودنا".

واضاف "ليس هناك مبالغة في القول ان القائد الاعلى يتوقع ان تؤمن الحماية لقواتنا".

وقد ذكرت شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" ان الولايات المتحدة تشتبه بتورط ايران بشكل مباشر في هجوم استهدف قاعدة اميركية في كربلاء وادى الى مقتل خمسة جنود اميركيين في 20 كانون الثاني/يناير.

وقالت "سي ان ان" نقلا عن مسؤولين حكوميين اميركيين ان وزارة الدفاع (البنتاغون) تحقق حاليا في مصدر هذا الهجوم الذي شنه رجال يرتدون بزات عسكرية تشبه البزات الاميركية، وتريد ان تحدد ما اذا كانوا ايرانيين او مقاتلين دربتهم ايران.