تستقبل ايران الاثنين وفدا رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار الجهود لنزع فتيل التوترات الدولية بشان نشاطاتها النووية من خلال الحوار، وقد اوقفت قبيل هذه المحادثات بيع النفط للشركات النفطية الفرنسية والبريطانية.
الا ان التصريحات التي تنطلق من اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، اضافة الى خطوات التحدي التي تقوم بها ايران لتعزيز نشاطاتها النووية، تشير الى احتمالات قيام اسرائيل بعمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية.
وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد ان بلاده تحرص على الاستئناف السريع للمحادثات بين ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن --روسيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين اضافة الى المانيا-- فور الاتفاق على مكان وتاريخ الاجتماع.
وكانت المحادثات الاخيرة انهارت في اسطنبول في كانون الثاني/يناير 2011، الا ان ايران ردت ايجابيا على عرض من الاتحاد الاوروبي لاستئناف المحادثات.
وقال صالحي "نحن نبحث عن الية لحل المسالة النووية بطريقة تكون في صالح الطرفين".
الا انه اضاف ان ايران تظل مستعدة "لاسوأ الاحتمالات".
ولا يزال هذا الاحتمال الاسوأ --وهو الحرب-- موضوع الزيارة التي يقوم بها مستشار الامن القومي الاميركي توم دونيلون الى اسرائيل الاحد.
وفي الاسابيع الاخيرة، انتشرت توقعات بان اسرائيل تقترب من شن هجوم استباقي على برنامج ايران النووي، رغم نفي اسرائيل اتخاذها مثل هذا القرار.
الا انه يعتقد ان الولايات المتحدة، التي لا تستبعد هي نفسها الخيار العسكري ضد ايران، تحاول اثناء حليفتها الشرق اوسطية اسرائيل عن القيام بمثل هذه الخطوة.
واعتبر الجنرال مارتن دمبسي رئيس اركان الجيوش الاميركية في مقابلة مع شبكة سي ان ان بثت الاحد ان شن ضربة عسكرية على ايران ردا على برنامجها النووي سيكون "سابقا لاوانه".
واضاف دمبسي "اعتقد ان الاستئثار بقرار مفاده ان الوقت بات مناسبا لخيار عسكري (ضد ايران) هو امر سابق لاوانه".
وتابع ان "الحكومة الاميركية واثقة من ان الاسرائيليين يتفهمون مخاوفنا .. فتوجيه ضربة في هذا الوقت سيزعزع الاستقرار ولا يحقق اهداف اسرائيل على المدى الطويل".
وفي لندن اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد ان مهاجمة اسرائيل لايران لن تكون قرارا "حكيما"، مشددا على ضرورة "اعطاء فرصة" للمقاربة الدبلوماسية والاقتصادية.
وصرح هيغ للبي بي سي "لا اعتقد ان شن هجوم عسكري على ايران سيكون امرا حكيما من جانب اسرائيل".
وربما كان وراء الحسابات الاسرائيلية تصريح الرئيس الايارني محمود احمدي نجاد الثلاثاء ان علمائه يزيدون من تخصيب اليورانيوم، كما انه تمت اضافة 3000 جهاز طرد مركزي اضافي الى مفاعل نطنز.
ويبدو ان ايران على وشك تركيب الاف اجهزة الطرد المركزية الجديدة في منشأة اخرى محصنة لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم، بحسب ما افاد دبلوماسي للبي بي سي.
وتقول ايران ان عملية التخصيب هي جزء من برنامج نووي مدني سلمي. الا ان الدول الغربية واسرائيل تخشى من ان يكون هذا البرنامج يخفي وراءه قدرات لانتاج اسلحة نووية.
ومن المقرر ان يجري وفد الوكالة الدولية في طهران الاثنين يومين من المحادثات مع مسؤولين ايرانيين لمعالجة تلك المخاوف.
وكان وفد من الوكالة قام بزيارة مماثلة في نهاية كانون الثاني/يناير، الا انها لم تكن مثمرة.
وصرح مارك فتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية من مقره في لندن لوكالة فرانس برس "انا لست متفائلا بان ايران ستقدم المزيد من المعلومات، لانني اعتقد ان اية اجوبة صريحة على اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستؤكد ان ايران ضالعة في اعمال تتعلق بتطوير اسلحة، ولن تعترف ايران خشية ايقاع عقوبات عليها".
وفي سياق متصل، اعلن المتحدث باسم وزارة النفط الايرانية علي رضا نكزاد كما نقل عنه الموقع الرسمي للوزارة ان ايران اوقفت بيع النفط للشركات النفطية الفرنسية والبريطانية.
وقال نكزاد ان "بيع النفط للشركات البريطانية والفرنسية قد توقف".
واضاف "اثر القرار الذي اعلنته وزارة الخارجية رسميا، اوقفت وزارة النفط بيع النفط للشركات البريطانية والفرنسية".
وتابع "قررنا ان نسلم نفطنا لزبائن اخرين".
وايران هي ثاني بلد منتج للنفط في منظمة اوبك، وتنتج 3,5 ملايين برميل نفط يوميا وتصدر مليونين ونصف مليون.
وتبيع ايران اكثر من عشرين في المئة من نفطها للاتحاد الاوروبي، ما يوازي نحو 600 الف برميل يوميا، وخصوصا لايطاليا واسبانيا واليونان. وتصدر طهران سبعين في المئة من نفطها الى اسيا.
وكانت فرنسا تستورد العام 2011 نحو 58 الف برميل يوميا من الخام الايراني، ما يغطي ثلاثة في المئة من حاجاتها.
وكانت ايران اعلنت الاربعاء انها ستعيد النظر في مبيعاتها النفطية للدول الاوروبية من دون قطعها "حتى الان"، وذلك ردا على الحظر التدريجي على النفط الايراني الذي فرضه الاتحاد الاوروبي.