قالت وكالة فارس الايرانية شبه الرسمية للانباء يوم الاربعاء ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وافق "من حيث المبدأ" على وساطة البرازيل في اتفاق متعثر لمبادلة الوقود النووي مع القوى العالمية ترعاه الامم المتحدة.
وترى القوى الكبرى في الاتفاق وسيلة لازالة جزء كبير من مخزون ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب لتقليص خطر استخدامه لصنع قنابل ذرية وفي المقابل ستحصل على وقود معالج بشكل خاص لتشغيل مفاعل أبحاث طبية في طهران لانتاج نظائر مشعة تستخدم في الاغراض العلاجية.
لكن الاقتراح تعثر بعد ان قالت ايران انها ستبادل اليورانيوم منخفض التخصيب بيورانيوم مخصب الى مستويات اعلى على ان يتم ذلك داخل أرضها وهي شروط رفضتها الاطراف الاخرى. واقترحت ان تتم المبادلة على مراحل وبكميات محدودة وهو ما يعني انه لن يحدث خفض كبير في مخزونها الذي ينمو يوما بعد يوم.
ونقلت وكالة فارس عن بيان صادر من مكتب أحمدي نجاد جاء فيه "في حديث هاتفي مع نظيره الفنزويلي وافق أحمدي نجاد من حيث المبدأ على توسط البرازيل في اتفاق الوقود النووي."
وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي سيسافر الى طهران في وقت لاحق من هذا الشهر يوم الاربعاء ان البرازيل مستعدة للمساعدة في ايجاد حل للنزاع بين الغرب وايران بشأن برنامجها النووي.
وقال للصحفيين في العاصمة برازيليا "اذا كان بوسع البرازيل تقديم مساهمة فتأكدوا اننا سنفعل."
وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم الاسبوع الماضي خلال زيارة لطهران ان البرازيل تريد أن ترى احياء اتفاق تبادل الوقود من أجل انهاء الازمة بين ايران والغرب.
وأعلنت البرازيل أن العقوبات الدولية على ايران بسبب برنامجها النووي من شأنها أن تجعل ايران أكثر تشددا. ولكنها حذرت أيضا أحمدي نجاد من أنه ستكون هناك عواقب اذا سعى لصنع أسلحة نووية.
وعرض على ايران الاتفاق في تشرين الاول / اكتوبر الماضي لارسال 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب الى روسيا وفرنسا لتحويله الى وقود لمفاعل الابحاث الايراني الذي يصنع نظائر لعلاج السرطان.
وتضغط الولايات المتحدة على الدول الاعضاء في مجلس الامن من أجل اصدار قرار بفرض مجموعة رابعة من عقوبات الامم المتحدة على ايران خلال الاسابيع القليلة القادمة بسبب برنامجها النووي.
وتقول طهران ان برنامجها سلمي لتوليد الطاقة. ولكن امتناعها عن الاعلان عن نشاطها النووي الحساس للوكالة الدولية للطاقة الذرية واستمرار فرض قيود على أعمال التفتيش الدولية قوضت الثقة في الخارج.
وتحاول البرازيل وتركيا وهما من الدول غير دائمة العضوية في مجلس الامن احياء الاتفاق المتعثر مع طهران لتجنب فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية.
وقالت جالا رياني وهي محللة لدى (اي.اتش.اس) غلوبال اينسايت ميدل ايست ان ايران لا تريد ان ينظر اليها على انها اغلقت الباب امام المفاوضات المتعلقة باتفاق المبادلة.
لكنها قالت انه سيتضح ما اذا كان ما اعلنته طهران يوم الاربعاء هو محاولة حقيقية للتوصل الى حل للقضية.
وقالت لرويترز "اذا لم تعرض ايران بعض التنازلات الملموسة ستظل فرص التوصل الى اتفاق متدنية."
وبدأت ايران عملية التخصيب الى درجة نقاء تبلغ 20 في المئة في شباط / فبراير ارتفاعا من خمسة في المئة بهدف صنع وقود للمفاعل بنفسها مما يقرب ايران أكثر من المستويات اللازمة لانتاج مواد تصلح لصنع السلاح وهي اليورانيوم المكرر الى درجة نقاء 90 في المئة.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون يوم الاثنين أمام مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي في الامم المتحدة ان طموحات ايران النووية تضع العالم في خطر ودعت الدول الى مساندة الجهود الاميركية من أجل وضع ايران في موضع المساءلة.
وقالت اسرائيل انها قد تستخدم القوة العسكرية لمنع ايران من اكتساب أسلحة نووية.
وقال أحمدي نجاد في مقابلة مع برنامج تذيعه محطة (ايه.بي.سي) ان طهران
"ستواصل قطعا" برنامجها النووي رغم التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري.
وتجري الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة الى ألمانيا محادثات بشأن اصدار قرار بفرض عقوبات أوسع نطاقا على ايران.
وقالت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض في مجلس الامن انهما راغبتان في منح تركيا والبرازيل مزيدا من الوقت من أجل احياء اتفاق الوقود النووي.
وقال مسؤول صيني يوم الاربعاء انه من المرجح أن يبحث الرئيس الصيني هو جين تاو القضية النووية الايرانية مع المسؤولين الروس خلال زيارته لموسكو في الثامن من أيار / مايو.
وأضاف تشينج جوبينج مساعد وزير الخارجية في بكين "في القضية النووية الايرانية ينبغي القول ان موقفي الصين وروسيا متقاربان."
وقالت المحللة نيكول ستراكه في مركز بحوث الخليج في دبي ان ايران تحاول
"ارسال اشارات ايجابية بأنها مستعدة لتقديم تنازلات."
وأضافت في رسالة لرويترز عبر البريد الالكتروني "هذه الاستراتيجية تتيح لايران كسب الوقت.. الذي هو عامل جوهري في التطور التقني للبرنامج النووي الايراني."