نفت السلطات الايرانية الاربعاء، انباء عن توقيف اشخاص يشتبه تورطهم في حوادث تسميم الطالبات بالغاز، والتي لا يزال يلفها الغموض، فيما تقول السلطات انها من تدبير متعصبين يعارضون تعليم البنات.
وكانت وكالة "فارس" للانباء نقلت عن مصدر مطلع قوله ان الشرطة اوقفت ثلاثة اشخاص يشتبه تورطهم في حوادث التسميم التي طالت مئات التلميذات في مدارس في قم وطهران ومدن اخرى في البلاد.
لكن وزيرالداخلية الإيراني أحمد وحيدي نفى صحة تلك المعلومات، واصفا اياها بانها "كاذبة".
"مغامرة او عملية فردية"
وقال وحيدي ان المؤشرات لا تدل على وجود مادة سامة بعينها تسببت بتسميم التلميذات، مشيرا الى ان التحقيق الذي تتولاه اجهزة الاستخبارات يتمحور حول فرضية ان تكون الهجمات التي تشهدها مدارس البنات خصوصا نتاج "مغامرة او عملية فردية".
واتهم وسائل اعلام اجنبية بنشر انباء غير صحيحة حول حوادث التسميم بهدف "التلاعب بنفسيات عائلات التلميذات".
وقال الموقع الالكتروني للرئاسة الايرانية ان الرئيس إبراهيم رئيسي طلب من وحيدي "متابعة القضية في أسرع وقت ... وإطلاع" الاهالي على نتائج التحقيقات لتبديد مخاوفهم.
وتعرضت طالبات من سبع مدارس للبنات في مدينة أردبيل شمالي ايران لحالات اعياء بعدما استنشقن صباحاً مكونات غازية بحسب ما نقلت وكالة تسنيم للانباء عن رئيس خدمة الاستشفاء في المدينة.
واحصى المسؤول الطبي 108 حالات تم ادخالها الى المستشفى، لكنه قال ان المصابات في تحسن.
وايضا، تحدثت وسائل إعلام عن حالات تسمم جديدة في ثلاث مدارس على الأقل في العاصمة طهران.
وقالت وكالة فارس للانباء ان التلميذات في احدى تلك المدارس اصبن "بالتسمم جراء رش نوع من الرذاذ".
800 اصابة في قم وحدها
وتعود بدايات حوادث التسميم الى تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما تعرضت تلميذات مدارس في قم لحالات تسمم في الجهاز التنفسي، حيث جرى ادخال بعضهن لفترة وجيزة الى المستشفيات لتلقي العلاج.
وقالت زهراء شيخ المتحدثة باسم لجنة الصحة البرلمانية الأربعاء، ان حصيلة حوادث التسميم في قم بلغت الى الان زهاء 800 حالة.
وعقب احتجاج لاهالي التليمذات، ومعظمهن في العاشرة من العمر، اعلنت وزارتا التعليم والاستخبارات فتح تحقيق لمعرفة مصدر التسمم.
ولاحقا، اكد نائب وزير الصحة يونس بناهي ضمنيا أنّ التحقيق خلص الى ان حالات التسميم كانت ناجمة عن عمل "متعمّدً"، متهما اشخاصا يريدون إغلاق المدارس "وخصوصاً مدارس البنات"، بالوقوف وراء الهجمات.
وقال نائب في البرلمان ان الفحوص اظهرت أن المادة السامة المستخدمة لتسميم التلميذات في قم تتكون من غاز النيتروجين N2، المصنوع اساسا من النيتروجين المستخدم خصوصا كسماد زراعي.