باحث لبناني‮ ‬ ‬يحذّر من أطماع الغرب في‮ ‬الجزائر

تاريخ النشر: 31 أكتوبر 2011 - 08:38 GMT
البوابة
البوابة

قال أنيس النقاش رئيس شبكة الدراسات الإسترتيجية اللبنانية أن مكانة الجزائر الإستراتيجية عربيا وإفريقيا، تجعلها أمام صراع حقيقي لرد مؤامرات الدول الغربية التي ساهمت لحد كبير حتى الآن في الإطاحة بعدة أنظمة، كما أن في يد الجزائر قوة كبيرة يمكن تحريكها ضد الدول الغربية وبصفة خاصة في أوروبا، ذلك أنها تمتلك أكثر من 50 من المائة من الجالية العربية في الخارج وهي قوة ضاغطة على الأنظمة إن تم استغلالها.

واعتبر أنيس النقاش خلال إشرافه على محاضرة بمركز البحوث الإستراتيجية والأمنية ببن عكنون ما حدث في الدول العربية، حرّكته أياد أجنبية بناء على معايير وأرضيات جاهزة كما ستفعل مع دول أخرى لا تزال في أجندتها، مشيرا إلى  أن هذا الحراك الذي لم ينتقل إلى مرحلة الربيع كما يطلق عليه حاليا، كان يمكن أن يفشل بدون دعم أوروبي كما حدث في البحرين، كما في إمكانه النجاح إن تم دعمه على غرار الأنظمة العربية الأخرى.

وأضاف النقاش أن الديمقراطية التي يتغنى بها العرب حاليا هي التي أدت إلى انهيار الإقتصاد الأمريكي، كما أنها تقف وراء إفلاس البنوك الأوروبية، في الوقت الذي تتغنى بها هذه الشعوب، مشيرا إلى أن الشعار الأمثل لهذا الحراك العربي هو ''الشعوب تريد والغرب يستفيد''، ذلك أن كل ما أفرزته هذه الثورات أدى إلى تدمير البنية التحتية والمؤسسات الإستراتيجية، في الوقت الذي تعتقد بعض الشعوب أنها فازت وحصلت على الديمقراطية التي تقف وراء بداية زوال القوى العظمى حاليا.

وقال النقاش أن العرب حاليا أمام خيار الإنهيار أو إعادة التكتل وبناء الذات بعد الفراغ الذي ستتركه الدولة الأمريكية، التي تستعد حاليا للإنزواء من خلال سحب قواتها من الواجهة والساحة العالمية، حيث أكد أنه من خلال الإستراتيجية العسكرية وكذا توجهات مسؤوليها فإنها لم تعد مستعدة إلى المخاطرة بأرواح بشرية جديدة بعدما فقدته في العراق وأفغانستان، مستدلا على إصرار قوات الناتو على الإنسحاب رغم مطالبة ليبيا ببقائها حتى إن طلب منها دخول الأراضي فهي لن ترضى بذلك.

وأشار إلى أن أمريكا تسعى لتكوين خلافة لها على كل المناطق التي ستنسحب منها، وذلك من خلال التمويل بالأسلحة والتكوين العسكري، وهو تماما كما يحدث حاليا في دول الساحل ومحاربة الإرهاب، فأمريكا لن تغامر بقواتها وتزج بها في حرب كهذه، إلا أنها في المقابل ستدعم هذه الدول من أجل الإبقاء على نفوذها ومكانتها الإفتراضية.

وبخصوص الشرق الأوسط والقوة التي يمكن أن تظهر هناك قال إن إيران اليوم قادرة على ضرب القواعد الأمريكية في كامل دول الشرق الأوسط من قواعدها العسكرية بطهران، كما أن إسرائيل أيضا تقع في مرمى إيران وبالتالي فإن التكتل المقبل بالشرق الأوسط قد يكون، سوريا إيران وحزب الله، كما أنه يمكن أن يكون بين هذه الثلاثية وتركيا التي تسعى لإعادة حكم الدولة العثمانية، ولكن لا بد من تغيير العقليات العربية أولا.