أجرى اللقاء: فاروق النوباني
حسناء في الحادية والعشرين من ربيع عمرها تكتنز من الموهبة في فن الرسم ما يستحق التقدير والدعم بداية كان خجل التواضع واضحا في نبرة صوتها مؤكدة على رقي وعيها باصرارها على ان نقول فيها الهاويه عوضا عن المحترفه في حين بدا واضحا من خلال رسوماتها حجم التمكن التقني الفذ في كل لوحة من لوحاتها وبطبيعة صغر سنها مقارنة بمقدراتها الشاسعة وآفاقها النيرة التي برزت في رسوماتها وجهنا لها سؤالا حول بداياتها مع الرسم فقالت وبمنتهى الثقة الممتزجة بالبراءة:
منذ طفولتي وبالتحديد قبل سبعة اعوام
* وما هي محفزاتك وهل كان في الأسرة من دعموك؟ سألتها
أجابت محفزي الاول والاساسي كان طاقتي وميولاتي الفنية واحساسي المطلق بايصالي رسالتي الفنية للمجتمع وتحديدا مجتمعنا الشرقي كانت محفزاتي الاساسية ودوافعي التي لم استطع تجاهلها, بل واصبحت شغلي الشاغل, ليس فحسب كلما سنحت لي الفرصة, وانما كنت اختلس الوقت من ساعات دراستي الثانوية والجامعيه لممارسة هوايتي, وأضافت أما عن دعم الاسره فالجميع في بيتنا كانو يبدون منتهى الاعجاب بلوحاتي في حين كنت استدل على عدم تحيزهم لجانبي من خلال نقدهم البناء الذي كانوا جميعا يتحفوني به كلما نفذت مشروع لوحة من لوحاتي, مما ادى الى استرسالي بزيادة نتاجاتي التشكيلية بشكل ملحوظ وعندها توجهت الى والدي الذي أعتبره صديق واخ لي, وطلبت منه دعمي في اقامة معرض للوحاتي فكانت اجمل ملامح الابوة في اجابته حيث رد بلغة الايجاب المحفز والداعم قائلاً: عندما تصل لوحاتك التي تعجبنا جميعا الى عدد المئة ساقيم لك معرضا, فكانت هي نقطة انطلاقتي التي اعتز جدا بها تقنيا ومعنويا
* ما هو مدى رضاك عن المعرض واين ترين مستقبل معرضك الحالي في سلم طوحاتك في مضمار الرسم؟ فما كان اجمل من الثقة البالغة التي تحلت بالتواضع والاتزان فقالت:
طموحي, واسمح لي ان اباشر الرد به ان اتشرف بأن يفتتح جلالة الملك عبد الله الثاني معرضي القادم او ان تنوب عن جلالته سيدة اردننا الاولى جلاله الملكة رانيا العبدالله كنت اكاد اتلمس قوة ايمانها بان فنها جدير بهكذا مراسم, اذ أعربت عن ثقتها باهتمامات جلالته وجلالة الملكة رانيا في رعايتهما لطاقات ابناء الشعب الايجابية ايا كان اتجاهها البناء
* فبادرتها: ولو طلبنا منك وضع سقف زمني لتحقيق هذا الحلم العملاق فماذا وبنظرة واقعية تقولين؟ اذهلني ردها الواثق اذ قالت:
اسمح لي بتصحيح عبارتك فهذا الامر بالنسبة لي, ليس حلما وانما هو هدف اصبو لتحقيقه وفي القريب العاجل بمشيئة الله وثقتي بالله ثم بطاقاتي الفنية وبدعم اسرتي وتعاون حكومتنا الاردنية الرشيده لن أتنازل عن تحقيقه
* دعيني اسألك سؤالا خاصا كيف تمت تسميتك بترا؟
فأجابت ان والدي كان يقيم في ايطاليا وكان حنينه للأردن غلابا في فترة ماقبل ميلادي فسماني بترا نسبة الى البتراء الاردنيه
* اعتقد انك لا زلت في المرحلة الجامعيه اليس كذلك بترا, وهل تتعلق دراستك الجامعية بفن الرسم؟
انا الان في سنتي الجامعية الثالثه ولا علاقة اطلاقا لدراستي بالرسم فأنا ادرس المحاسبة القانونيه أما الرسم فهو هوايتي الحقيقية وشبه الوحيده
* لماذا تصرين على انك مجرد هاوية مع ان لوحاتك تدل على مستوى عال من الاحتراف؟
أجابت: قد تحمل شهادة الدكتوراه في مجال ما لسبب او لآخر, لكنك تفتقر الى هوايتك وميولاتك الفطرية أو التلقائية الى مؤهلك العلمي في مجال تخصصك الاكاديمي, فطبيعي جدا هنا ان تكون اقل ابداعا مما لو تكون ممارساتك في مجالك نابعة من ميولات ذاتيه لكونها تصقل بالممارسة والعلم, لذلك فبرأيي الشخصي والمتواضع ان بيكاسو ما صار بيكاسو الذي نال كل هذه الشهرة العالميه الا لأنه كان هاو عشق هوايته
** ثم ونظرا لضيق الوقت الذي كان بحوزتها استأذنت بكل لطف وذوق في انهاء اللقاء لتعود لاستقبال ضيوف معرضها والذي قص فيه شريط الأفتتاح النجم الاردني الرائع الاستاذ ساري الاسعد رئيس نقابة الفنانين الأردنيين, حيث أعرب سعادته وسائر الحضور بالاجماع عن قمة اعجابهم بلوحاتها الفنية متمنين لها مزيدا من التفوق والنجاح.

البوابة