بعد عقد من الزمان: الربيع العربي بين مقايضة الأمن بالحرية

تاريخ النشر: 27 فبراير 2020 - 06:39 GMT
بعد عقد من الزمان: الربيع العربي بين مقايضة الأمن بالحرية

البوابة -خالد أبو الخير

التغير الذي حدث في بلدان عربية منذ إندلاع الربيع العربي، يحتاج إلى قراءة متأنية واستنتاج لمألات هذا الحدث الأبرز في واقعنا في الالفية الثالثة.

ولعل الندوة التي نظمتها جمعية النهضة العربية للديمقراطية والتنمية " أرض" بمشاركة مفكرين بارزين هما علي أومليل من المغرب وعبد الله ولد أباه من موريتانيا، وبإدارة  الدكتور زياد عيادات وتقديم رئيس فريق عمل ملتقى النهضة الثقافي باسل الطراونة تحت عنوان" قراءة في أوضاع العالم العربي بعد عقد من ربيعه مراجعة واستشراف"، في العاصمة الأردنية عمان مساء الأربعاء، شكلت محاولة جادة للاطلالة على هذا الحدث.. وما نتج عنه وتلاه.

انهيار دول وتفكك مجتمعات

" لماذا حصل.. ما حصل" سؤال طرحه المفكر اومليل ليلج إلى صلب القضية، مشيراً الى انه بعد ان هبت الجماهير في عدد من المدن العربية واستعادت الشارع وحملت مطالب الحرية والكرامة والعدالة، سرعان ما تحول المشهد، فقد أسفر الربيع العربي عن انهيار دول وتفكك مجتمعات وعودة تشدد القبضة الأمنية في دول باعتبار ان الأمن بات هو المطلب الأول.

 ورأى أومليل ان مطالب الربيع العربي كانت مطالب حداثية، فلماذا فشلت؟ مشيراً إلى انه مهما كانت الأفكار صائبة فلا بد لها من قاعدة إجتماعية، ولم تجد القيم الحداثية للثورة  قاعدة إجتماعية تحملها.

 الثورة في غير مكانها

وأستعاد ما قاله الفسلسوف الالماني هيجل في تفسيره لما حصل في الثورة الفرنسية التي رفعت شعارات رائعة كالعدالة والمساواة والمواطنة، لكنها تحولت الى ارهاب في عهد اليعقوبيين وروبسبير، وكان جواب هيغل: ان الثورة اتت في غير مكانها، ففرنسا غير مهيأة لها لأن الثورة الدينية لم تنجح فيها.

وأضاف: في الربيع العربي بدلاً من  أن يحدث الانتقال الديمقراطي وقعنا في المقايضة بين الأمن او الحرية.

وأشار إلى ان هناك معضلة في الربيع العربي هي معضلة الخلط بين زمنين، فالثورة تمت بزمن سريع واحدثت خوارق، في حين كان هناك تسرع في طلب تحقيق المطالب، وهي تحتاج الى زمن اطول.

واعتبر أن هناك لاعبين خارجيين تصدوا للربيع العربي الذي فشل لأنه دخل في لعبة تصفية الحسابات المحلية والجيوبوليتك في المنطقة وخاصة مع إيران.

 وطرح تساؤلاً آخر: الشباب الثوار كانوا يطالبون بالكرامة والحرية ،  وما تزال الاوضاع سيئة بل إزدادت عمقاً.. فهل ننتظر ربيعات آخرى؟

 الربيع فشل في أن يكون مؤامرة

 بدوره اعتبر المفكر الموريتاني ولد آباه أن الربيع العربي لم يكن مؤامرة خارجية وفشل في ان يكون مؤامرة، لان هناك اسبابا جوهرية عميقة تفسر ما حدث، والربيع لم يفشل، وما حرك الناس هو شعورها بالظلم والاهانة.

وقال ان ما حدث عام 2011 عبارة عن ثورات احتجاجية ضد الاستبداد العسكري، مؤكداً اننا  سنشهد ربيعا عربياً آخرا هذه السنة او السنة المقبلة، لكنه ربيع اجتماعي لأن الوضع الاجتماعي منهار وهذا سيؤدي الى انتفاضات حادة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن