أثارت العمليات الإرهابية التي تبناها داعش في مناطق آسيوية عدة، تساؤلات عما إذا كان التنظيم الإرهابي سيجد له ملاذاً آمناً في أفغانستان وباكستان.
وفي هذا السياق، كتب داوود خاتاك، محرر بارز في إذاعة مشاعل الناطقة بلغة الباشتو، والتابعة لراديو أوروبا الحرة، في صحيفة ذَا ديبلومات عن الهجمات التي شنتها أفرع أفغانية وباكستانية لداعش هذه السنة، ما لفت الأنظار إلى قوة وقدرات التنظيم، وتوقعات بشأن مستقبل المنطقة حسب تقرير لموقع الامارات 24
عمليات عبر الحدود
وأشار الكاتب لهجوم نفذ في أكتوبر( تشرين الأول)، 2016 على أكاديمية لتدريب عناصر شرطة عند ضواحي كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الفقير في باكستان. وفي هجوم آخر في نوفمبر( تشرين الثاني)، فجر انتحاري نفسه وسط مصلين في جامع يؤمه متصوفون في هاب، منطقة نائية تابعة للإقليم ذاته.
ويقول خاتاك إنه ومتابعين للأحداث في المنطقة، لاحظوا كيف استولى داعش، وبمعدل يومي، على قرى تقع عبر الحدود في الأجزاء الشرقية لأفغانستان، وكيف قتلوا مسؤولاً في قرية، أو قُتِلَ مجندين في التنظيم أثناء اشتباك مع قوات أفغانية، أو تم استهدافهم عبر ضربات صاروخية وجهتها قوات أمريكية، أو بواسطة طائرات بلا طيار، وتعرف باسم داونز في المنطقة.
غياب الزعماء
ويشير الكاتب إلى أنه، ومنذ ظهور داعش في إقليم خوراسان في يناير( كانون الثاني) 2015، قتل تقريباً جميع أعضائه المؤسسين، إما أثناء معارك خاضوها مع قوات أفغانية ودولية، أو بواسطة ضربات وجهتها طائرات أمريكية غير مأهولة.
وبالرغم من أدوات الدعاية القوية والمؤثرة لحملة التنظيم في شرق أفغانستان، وداخل مناطق قبلية باكستانية، لم يعد هناك زعيم يتمتع بشعبية ليهتم بشؤون مجندين جدداً، أو بمن هم راغبون بالانضمام للتنظيم.
فقد انهار تنظيم طالبان ـ باكستان الذي كان ينشر الرعب سابقاً، بعد مقتل كبار قادته مثل بيت الله مسعود وحكمة الله مسعود في هجمات لطائرات بلا طيار في عامي 2010 و2013 على التوالي.
وفي نهاية 2015، حظي تنظيم داعش بوجود واضح داخل ما لا يقل عن ثماني مناطق في إقليم نانغارهار الأفغاني. ولكن لم يمض سوى عام، حتى اقتصر نفوذ التنظيم على خمس مناطق، مع بضعة جيوب في إقليم كونار الشرقي والجبلي.
منافسون أقوياء
ويلفت خاتاك إلى أنه فيما نجح الجيش الباكستاني في القضاء على متشددين" مكروهين" في مناطقهم القبلية، فإن معظم من نجوا وجدوا ملاذاً لهم في شرق أفغانستان في الوديان والمناطق التي تتسم فيها سلطة الحكومة الأفغانية بالضعف الشديد.
ويقول الكاتب أن بعض أولئك المقاتلين المتشددين، ومعظمهم من مناطق خَيْبَر وأوركزاي القبلية في باكستان، لقوا الترحيب بداية من إدارة الاستخبارات الأفغانية بهدف مقاومة شبكة حقاني أو طالبان أفغانستان المدعومين من باكستان.
لكن ثبت أن تلك الخطوة كانت لها نتائجها العكسية، وحيث انضم معظم أولئك المقاتلين إلى داعش عند ظهوره في منطقتهم.
تقاليد وعادات محلية
يرى خاتاك أن ما يثير السخرية بالنسبة لنفوذ داعش هناك، كوّن العادات والتقاليد المحلية أقوى من أي عقيدة جديدة تظهر في المجتمع الأفغاني، وهي بالتالي توقع فصيل داعش الأفغاني في مشادات مع سكان المنطقة.
وعلى سبيل المثال، تعتبر زيارة قبور الأجداد والأقارب في المناسبات كعيدي الفطر والأضحى، من العادات التي يتمسك بها السكان على طرفي الحدود الأفغانية ـ الباكستانية. ولكن، بالنسبة للجهاديين السلفيين( داعش) يعتبر زوار القبور من المشركين، وبالتالي هم كفار يجوز قتلهم.
ورغم كل ما ذكر، يبقى الخوف من انتشار داعش في المنطقة، سيد الموقف، وتخشى كلا الحكومتين الأفغانية وبالباكستانية من خطره وأثره على السكان والسلطة هناك.