بلير: الربيع العربي يعرض السلام للخطر

تاريخ النشر: 24 أكتوبر 2011 - 06:24 GMT
تجارة بلير ومصالحه الشخصية قبل الوساطة
تجارة بلير ومصالحه الشخصية قبل الوساطة

قال مبعوث اللجنة الرباعية للوساطة في الشرق الاوسط توني بلير يوم الاحد إن الانتفاضات العربية المطالبة بالديمقراطية تنذر بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة الامر الذي يزيد تعقيد مساعي تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لكنه أيضا يجعل من الضروري اعادة عملية السلام الى مسارها.

ومن المنتظر أن يجري بلير محادثات مع مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين كل على حدة في القدس خلال الاسبوع الجاري لمحاولة احياء عملية السلام التي توقفت قبل أكثر من عام بسبب خلاف بخصوص التوسع الاستيطاني الاسرائيلي.

وقال بلير "انه لامر عظيم أن يريد الناس الديمقراطية لكن في المدى القصير ثمة تراجع في الاستقرار بالمنطقة ولذا يمكن أن يسبب ذلك مشاكل لاسرائيل ولعملية السلام."

وأضاف "نظرا لعدم الاستقرار وعدم اليقين في المنطقة من المهم أن نتمسك بعملية السلام وأن نعيدها الى مسارها."

وتابع "نحتاج الى التزامات قوية وواضحة بأن يقدم كل من الطرفين اقتراحات شاملة بخصوص الحدود والامن في غضون 90 يوما."

ومما يقلص احتمال حدوث انفراجة كشفت اسرائيل في الاونة الاخيرة عن خطط لانشاء مزيد من المباني الاستيطانية منها 2600 منزل في أرض بالقرب من القدس الشرقية التي يسعى الفلسطينيون لتكون عاصمة دولتهم المستقبلية.

وترفض السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس اجراء محادثات مباشرة مع اسرائيل قبل أن توقف بناء مستوطنات يهودية في أرض يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم فيها.

وقال بلير "هي مشكلة ولا شك في ذلك."

وكان بلير يشغل منصب رئيس الوزراء في بريطانيا ويمثل حاليا لجنة الوساطة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.

وقال بلير لرويترز خلال مقابلة على هامش منتدى للاعمال على شاطيء البحر الميت في الاردن "هناك خط واضح في بيان اللجنة الرباعية بخصوص الامتناع عن الاعمال الاستفزازية ومن المهم الالتزام به."

وأضاف "لا يمكن أن نتوقع من الناس أن ينخرطوا في عملية سلام ثم يقوموا بأعمال من جانب واحد من شأنها أن تعطلها."

وتأتي الاجتماعات المنفصلة مع الطرفين في القدس بعد فشل اللجنة الرباعية في تحقيق هدف ورد في بيان صدر في 23 سبتمبر أيلول بخصوص الجمع بين الطرفين "في اجتماع تحضيري" يهدف احياء محادثات السلام التي انهارت قبل أكثر من عام.

ونفى بلير أن تكون اللجنة الرباعية فقدت المصداقية لفشلها في ترتيب محادثات مباشرة وهون من شأن تأثر ذلك بالتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص طريقة التعامل مع حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية على انتفاضة شعبية.

وقال "عندما يوجد خلاف في المجتمع الدولي وينعكس ذلك على اللجنة الرباعية تظل اللجنة أكثر الطرق من الناحية العملية لتحقيق تقدم."

وذكر بلير أن هناك وجهة نظر تتبلور حاليا بخصوص سوريا هي أن الرئيس بشار الاسد الذي تحكم أسرته البلاد منذ أربعة عقود ليس مستعدا للسماح ببرنامج حقيقي للاصلاح السياسي.

وقال "لذلك هناك دول تشدد العقوبات في الوقت الحالي."

وذكر بلير أن التطور والاصلاح مفضل على الثورة بسبب التحديات المتمثلة في بناء نظام جديد من الصفر لكن الثورة تصبح الخيار الوحيد عندما لا يكون الزعماء مستعدين للتغيير.

وظل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي متمسكا بتحديه حتى بعد الاطاحة به في تمرد عنيف وانسحب الى مسقط رأسه في سرت حيث ظل يقاوم على مدى أسابيع حتى قتل يوم الخميس.

وذكر بلير أنه واخرون من زعماء العالم كانوا على صواب بالسماح للقذافي بالخروج من عزلة دبلوماسية استمرت عقودا بعد أن تخلى عن برامج أسلحة كيماوية ونووية وتعاون في مكافحة الارهاب.

وقال "كنا مصيبين أيضا بنفس القدر في الادانة والتحرك للتخلص من النظام عندما صوب أسلحته الى شعبه."

وأضاف "قلت للقذافي في بداية الامر.. أمامك خيار بسيط.. اما أن تتنحى عن الطريق وتنحاز الى الشعب وتنخرط في عملية تغيير أو اذا حاولت التمسك بالسلطة فسوف يطاح بك في النهاية.. وهذا هو ما حدث."

ولما سئل بلير عما اذا كان نادما على التحرك لاعادة القذافي الى المجتمع الدولي في ضوء اراقة الدماء التي شهدتها الاشهر الثمانية الماضية في ليبيا أجاب قائلا "يصعب اصدار مثل هذه الاحكام لكن .. لو كان لا يزال يملك برامج أسلحة كيماوية لكان (العنف) أكثر ضراوة وأكثر اراقة للدماء