اكد الرئيس الاميركي جورج بوش تصميمه على تطبيق خطته الجديدة للعراق، في وقت تقدم ثلاثة من كبار اعضاء مجلس الشيوخ بمشروع قرار غير ملزم يعارض ارسال قوات اضافية الى هذا البلد، والذي شهد الاربعاء موجة دموية اخرى قتل خلالها نحو 30 شخصا.
ووجهت اسئلة الى المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو الاربعاء حول ما اذا كانت قرارات الكونغرس المعارضة لقرار بوش ارسال مزيد من القوات الى العراق ستؤثر على قراره.
ورد سنو "لا (...) في هذه المرحلة تترتب على الرئيس واجبات بصفته قائدا للقوات المسلحة. وسيمضي الرئيس في تنفيذها".
وانتقد المتحدث بشدة القرار الذي اقترحه السناتور الديموقراطي كريستوفر دود والذي يطالب بحصول الرئيس على موافقة الكونغرس على اي زيادة في عديد القوات الاميركية في العراق وعدم زيادتها عن 130 الف جندي.
وقال سنو "ان تقييد الايدي في وقت الحرب هو خطوة متطرفة للغاية (...) وتؤدي الى امر لا اعتقد ان اي قائد للقوات يرغب به وهو انها تقيد يد قائد القوات والجنرالات، وكذلك القوات في الميدان في ما يتعلق بالاستجابة الى الاوضاع والطوارىء التي يمكن ان تحدث هناك".
وفي ما يتعلق باعادة انتشار الجنود في خارج العراق الذي دعت اليه السناتورة الديموقراطية والمرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، قال المتحدث انه يمثل "كما قال الرئيس امس خطر الفشل السريع" للمهمة الاميركية في هذا البلد ويتيح "للايرانيين وعناصر القاعدة" حرية التحرك.
ودعا سنو اعضاء الكونغرس الى "التفكير في الرسالة التي تبعث بها قراراتهم، والى الاجابة على سؤال آخر: اذا كانوا يؤيدون دعم الجنود والنجاح في العراق كما قال معظمهم، فان النقاش يجب ان يتمحور ايضا حول الاتي: اذا كانوا لا يدعمون خطة الرئيس، فما هي خطتهم؟"
وعزا سنو هواجس كثير من النواب الى نقص المعلومات حول خطة بوش. واكد ان "الرئيس يريد الاستماع اليهم. وهو يريد تبديد كافة الهواجس التي يمكن ان تكون لديهم".
وسيستقبل بوش نوابا من حزبه لمحاولة اقناعهم بصواب خطته.
وتقدم ثلاثة من كبار اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء بمشروع قرار غير ملزم يعارض خطة الرئيس بوش بارسال 21 الف جندي اضافي الى العراق لان ذلك "لا يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة".
وتقدم كل من السناتور الديموقراطي كارل ليفين وجوزف بيدين اللذين يرأسان لجنتين نافذتين في مجلس الشيوخ، والسناتور الجمهوري المعارض للحرب في العراق تشك هاغيل، بمشروع القرار الذي يعد رمزيا وغير ملزم.
وأظهر استطلاع أجرته جامعة جورج واشنطن أن 64% يرون إن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ. وقال 28% إن الحرب في العراق هي أكبر مشكلة تواجه البلاد.
تفادي الحرب الاهلية
وفي هذه الاثناء، اعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح ان دول مجلس التعاون الخليجي الست تريد تفادي حرب اهلية في العراق الذي تهزه اعمال عنف طائفية.
وقال الشيخ محمد للصحافيين في مسقط حيث شارك في اجتماع كويتي عماني، ان دول المجلس "تؤكد على الدوام على أهمية منع هذا البلد العربي من الانزلاق في مستنقع الحرب الاهلية".
واضاف ان ذلك يتم "من خلال تدعيم جهود السلطات العراقية لبسط سيطرتها على الوضع الامني والتعامل بشكل حازم مع الوضع السائد هناك حاليا". وتابع الوزير الكويتي ان دول مجلس التعاون "تبذل كافة الجهود مع دول الجوار لوضع حد لتداعي الاوضاع غير المستقرة في العراق".
ودعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اضافة الى الاردن ومصر، ايران الى الامتناع عن التدخل في الشؤون العراقية في ختام اجتماع الثلاثاء بالكويت.
عنف متواصل
وميدانيا، قتل ما لا يقل عن 37 شخصا واصيب اخرون بجروح في سلسلة اعمال عنف متفرقة الاربعاء في العراق، بينها تفجيران في مدينة الصدر وكركوك، في حين عثرت الشرطة على 30 جثة في بغداد.
واعلنت مصادر امنية عراقية مقتل 15 شخصا واصابة 33 اخرين بجروح بانفجار سيارة مفخخة امام مطعم شعبي في مدينة الصدر.
واعلنت المصادر ان "مسلحين مجهولين خطفوا مهند عمانوئيل مدير بلدية منطقة المنصور وقتلوا اربعة من حراسه في منقطة نفق الشرطة الواقعة في غرب بغداد".
وقالت المصادر الامنية من جهة اخرى ان "قناصة متمركزين في اماكن مختلفة قتلوا اربعة اشخاص بينهم اثنان من عناصر الشرطة في مناطق متفرقة من بغداد". وتابعت ان "مجهولين اطلقوا النار على استاذ في كلية العلوم البيطرية في جامعة بغداد فاردوه". كما خطف مجهولون خمسة اشخاص في جنوب بغداد.
ولقي احد عناصر شرطة حماية الكهرباء مصرعه واصيب اثنان اخران بجروح في انفجار عبوة ناسفة قبل الظهر في ساحة الطيران في وسط بغداد.
وعثرت "الشرطة على 30 جثة في شوارع بغداد بين السادسة صباحا وساعات المساء الاولى".
وفي كركوك (شمال بغداد)، قالت مصادر في الشرطة ان تسعة اشخاص قتلوا واصيب 45 اخرون، بينهم اثنان في حال "ميؤوس منها"، في انفجار شاحنة مفخخة بالقرب من مركز للشرطة وسط المدينة.
وقال قائد شرطة المدينة اللواء تورهان يوسف ان "شاحنة مفخخة كانت متوقفة قرب الجدار الخارجي لمركز شرطة القورية انفجرت ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص على الاقل بينهم اربعة من افراد الشرطة واصابة 45 اخرين بجروح بينهم شرطة ايضا".
واضاف ان "الانفجار احدث حفرة عمقها اكثر من متر ونصف المتر نظرا لشدة التفجير الذي دمر الشارع بشكل كامل حيث لحقت اضرار باكثر من عشرين منزلا فضلا عن تدمير عدد كبير من السيارات".
وفي بلد (شمال بغداد)، قال النقيب مثنى يوسف طلب من الشرطة ان "عناصر من الميليشيات داخل بلد قتلوا مساء اليوم شخصين من عشيرة "السعود" القاطنة شرق البلدة بينما كانا يتبضعان في اسواقها".
وفي الاسكندرية (جنوب بغداد)، اعلن مصدر في الشرطة "مقتل امراة واصابة عشرة اشخاص بجروح بسقوط ست قذائف هاون على حي الخضر في البلدة فجر اليوم". كما عثر على "جثة شرطي مصابة بطلقات نارية وعليها اثار تعذيب" وفقا للمصادر التي اوضحت ان الشرطي كان اختفى قبل ثلاثة ايام.